تأثير مرض أديسون على الصحة النفسية
2024-09-04 04:50:47 | إسلام ويب
السؤال:
دكتور محمد عبد العليم
أعاني من مرض (أديسون) نقص كورتيزون الدم، وأتناول العلاج بانتظام، لكني أعاني من أعراض نفسية شديدة، وهي شدة الانفعالات والعصبية، وعدم التوازن في النوم، والإرهاق، والهيجان، والخمول، والثقل في الرأس.
أحياناً لا أريد الخروج، ولا العمل، بسبب الكوابيس، والصداع النصفي، والنوم المضطرب، أستيقظ مبكراً، وأكون متقلب المزاج، وأعاني من أعراض كثيرة.
أخذت أدوية نفسية كثيرة، فهل مرض (أديسون) يؤثر على النفسية؟ وما هو العلاج المناسب لحالتي؟ وهل يجب أن أستمر على العلاج النفسي مدى الحياة، بجانب الكورتيزون؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ منصور حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء، وأشكرك على الثقة في إسلام.
كنت أتمنى أن تذكر كم عمرك، ومنذ متى وأنت تعاني من متلازمة (أديسون)، وما هي جرعة (الكورتوزن) التي تتناولها، لكن عمومًا يمكن أن أُسدي لك بعض النصائح التي -إن شاء الله تعالى- تكون مفيدة لك.
هنالك علاقة بين مرض (أديسون) والحالة النفسية أو المزاجية عند الإنسان، فنحو أربعين إلى خمسين بالمائة (40 - 50%) من الذين يُعانون من متلازمة (أديسون) قد يحدث لهم عُسر مزاجي، وشعور بالضجر والملل في بعض الأحيان، وكما تفضلت العصبية والتوتر أيضًا، هي إحدى السمات التي قد نشاهدها لدى بعض الناس، لا بد أن أركز على أن بعض الناس هم الذين يُعانون من هذه الحالات النفسية، وليس الكل.
يُعرف أن علاج (الكروتيزون) -خاصة إذا كانت الجرعات عالية- ربما يكون له علاقة أيضًا بالحالة المزاجية.
أخي الكريم: علاج حالتك سيكون من الأفضل إذا كان هنالك تعاون بين طبيب الغدد الصماء والطبيب النفسي، هذه الرعاية المزدوجة ستكون أفضل بالنسبة لك، يكون هنالك تشاور بين الطبيبين، ويكون هنالك تواصل بين الطبيبين، ويمكن للطبيب النفسي أن يصف لك الأدوية المناسبة التي تفيدُ كثيرًا في حالتك.
أنا أرى أن عقار (ترازودون) من الأدوية المفيدة في مثل هذه الحالات، دواء يُحسّن المزاج، دواء جيد ومتوفر في مصر، ويُضاف إلى (الترازودون) جرعة صغيرة من عقار (كويتيابين) والذي يُعرف باسم (سوركويل) مثل خمسة وعشرين مليجرامًا مثلًا.
أخي الكريم: تشاور مع طبيبك الذي يقوم بمتابعتك فيما يتعلق بمرض أو متلازمة (أديسون)، وأنا متأكد أنه سيتعاون معك جدًّا ليحولك إلى طبيب نفسي يعرفه، وتكون هذه الرعاية المشتركة هي المنهج الذي سيكون أفضل بالنسبة لك، حسب ما هو معروف لدينا.
الحياة طيبة، فلا تتضجر، ولا تترك أي مجال للأفكار السلبية، غذّ نفسك دائمًا بالفكر الإيجابي، وهذا ليس خداعًا للنفس، فمن الناحية السلوكية: الإنسان هو عبارة عن مشاعر وأفكار وأفعال، الملل والضجر والاكتئاب يجعل ثلاثتها سلبية، لكن يجب أن نُجاهد أنفسنا ونجعلها إيجابية، فكن فعّالًا -يا أخي- مارس الرياضة، خاصة رياضة المشي، تجنّب السهر، عليك بالتواصل الاجتماعي، عليك بالصلاة في وقتها، وعليك أن تطور نفسك من الناحية المهنية، وعليك بالقراءة والاطلاع، هذه مهمّة جدًّا، ولا بد أن يكون لك مشروعات في الحياة وأهداف وآمال، وتضع الآليات التي توصلك إلى أهدافك، بهذه الكيفية يستطيع الإنسان أن يعيش حالة نفسية أفضل ومتوازنة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.