محتارة في القبول بخاطبي بسبب شكله الذي لا يقنعني!

2024-09-03 02:04:27 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

بدايةً الشكر لله، ثم لكم؛ لجعل هذا الموقع سبيلاً للاستفسار في مواضيع الحياة العامة.

أنا فتاة، أبلغ من العمر 22 سنةً، تقدم لخطبتي عدد من الشباب، ودائمًا ما أرفض، وغالب رفضي لهم إما بسبب عدم تقبل الشكل، أو أنه كبير في السن، أو أنه يسكن في بيت العائلة، وأنا أخاف من الكيفية التي سيعاملونني بها أهله.

حاليًا تقدم لخطبتي شاب يبلغ من العمر 24 سنةً، يحبني كثيرًا، كل ما أعرفه عنه أنه يصلي، وأنه وعدني بالتغير من ناحية الدين، وهو يعيش حياته كباقي شباب الحي، ولكن قليل الأصدقاء، ومشكلته أنه عصبي، ولكنه سرعان ما يطلب السماح، وأنا عصبية أيضًا.

بخصوص عمله: فقد أكمل التكوين المهني، ولا زال يبحث عن عمل، ولما تكلمت عن مسألة عمله، قالوا: بأن الله هو الرزاق، وحتى لو تزوجته وكان يعمل، ثم قدر الله عليه أن يتوقف عمله، فماذا ستفعلين؟، وأيضًا تكلمت عن تسريحة شعره، فقال بأنه سيغيرها الآن.

لقد قطعت التواصل معه، وطلبت منه أن يعطيني الوقت لأفكر ثم أرد عليه، فأنا محتارة في أمره، وهو يحبني، وطلب من أمي أن لا تتعجل بالرفض، وأن لا تقبل أي خاطب بعده، وأنه سيتغير من أجلي، كما أنني اشترطت عليه أن يصلي الصلوات في المسجد، وليس في البيت، وأنه موافق على ذلك.

من ناحية الشكل لا مشكلة فيه، ولكنه ليس بذلك الشكل الذي يقنعني، أو يملأ عيني، ولكني أميل للجمال، ومحتارة لأنه يحبني كثيرًا، فهو يقول هذا أمام أهله وأهلي، فبماذا تنصحونني؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مجهولة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بكِ -أختي الفاضلة- في استشارات إسلام ويب.

بدايةً: اعلمي -وفقك الله- أنَّ كل الخير في اتباع هدي النبي -صلى الله عليه وسلم-، وتقديم أمره على مراد النفس ورغباتها، وفي هذا حُسن العاقبة، والتوفيق، والرشاد، فقد جعل النبي -صلى الله عليه وسلم- أهم صفات الخاطب الدين والخُلق، حيث قال في الحديث: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير"، فالدين يورثه التقوى، والخوف من الله في تعامله مع أهله، وحُسن الخلق يمنعه من سوء المعاملة والتقصير، وهذه أركان الاستقرار الأسري، والسعادة والمودة.

أما الشكل والمظهر: فهما أمور ثانوية، وليست أساسية؛ فما قيمة الجمال في الرجل إن كان سيء الخلق، أو عديم التقوى والخوف من الله؟!

مع بداية التفكير في مشروع الزواج يبرز التفكير بشكل عاطفي، خصوصًا مع ما تروج له مواقع التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام المختلفة من معايير تعتمد على الشكل والمظهر، دون الدين والأخلاق، مما يجعل الكثيرين يندفعون وراء عواطفهم دون عقولهم، ويتجاهلون أسباب الاستقرار الأسري، والمسؤوليات بعد الزواج، مما يؤدي إلى تفكك الكثير من الأسر، أو العيش في صراع دائم لا يُحقق السكن، والمودة، والرحمة.

أمر آخر نود التنبيه عليه: هو أن العلاقات العاطفية قبل الزواج مما حذر منه الشرع؛ لما يترتب عليها من تجاوزات، وانحرافات لا تُحمد عقباها، لذلك لا بد من التوبة النصوح من ذلك، وإنما يكون التعارف والتفاهم بعد الخِطبة، ووفق الحدود التي بينها الشرع، ووضع لها ضوابط واضحةً، وخلال فترة الخِطبة يمكنك تقدير الأمور بشكل متوازن وواقعي، والتعرف على مدى استقامة هذا الخاطب، وجديته في تلبية طلبات المخطوبة وأهلها، وكذلك استعداده لتحمل المسؤولية لبناء أسرة، وتلبية كل احتياجاتها.

يجب أيضًا النظر في طبيعة الغضب، والانفعال لديه، وهل يمكن تهذيبها، أم ستؤدي إلى تصادم مستمر؟ هذه الأمور مهمة جدًا لتحقيق الاستقرار الأسري بعد الزواج، فإهمال هذه الجوانب، والاكتفاء بالحديث عن الحب، والشكل، والوعود؛ قد يؤدي إلى الاصطدام بالواقع الحقيقي بعد الزواج، مما يتسبب في سوء التفاهم، وعدم الاستقرار؛ يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء"، والباءة تشمل القدرة على تحمل أعباء الزواج، وتكاليفه المالية والجسدية، والقيام بالمسؤولية.

أختي الفاضلة: احرصي على التفكير في بناء أسرة، والبحث عن كل مقوماتها، وهذا يستلزم بُعد النظر لما هو أهم من الشكل والمظهر، اجعلي رضا الله في اختيار الزوج الصالح، التقي، حسن الخلق والعشرة، وأكثري من الدعاء والاستخارة ليختار الله لك الخير، ويصرف عنك السوء.

وفقك الله ويسر أمرك.

www.islamweb.net