عند حدوث خلاف تنحاز أمي لأختي وتغضب مني، فهل أنا عاقة؟

2024-08-28 00:56:05 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

هل غضب الأم على أحد من الأبناء عند الخلاف بينهم يعتبر من عقوق الوالدين؟

أنا متزوجة والحمد لله، وحياتي مستقرة، وأبي متوفى، وأمي على قيد الحياة، ولي 5 أخوات، وأمي تحب أختي الصغيرة حباً كثيراً؛ لدرجة أنها لا ترى عيوبها، ولا أخطاءها، وعندما يحدث خلاف بيننا وتخطئ أختي الصغيرة تصدقها أمي، وتقول: هي لم تفعل الخطأ، وحتى لو قلنا أختي قالت كذا وكذا، أمي تقول: أختك لم تقل هذا، وأنتم الظالمون، بالرغم من أن أمي تكون جالسة معنا في نفس المجلس، فهي تغضب مني، ومع أني على حق ولم أظلمها، وأنا المظلومة، علماً بأن أختي الصغيرة بعمر 28 سنة.

هل غضب أمي عليّ يجعلني من أهل العقوق في هي الحالة؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جنات حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أختنا العزيزة وابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب. نشكر لك حرصك على تجنُّب عقوق الوالدين، وهذا من توفيق الله تعالى لك، ونسأل الله أن يزيدك هدًى وصلاحًا.

لا شك -أيتها البنت الكريمة والأخت العزيزة- أن معرفة الأحكام الشرعية والتبصُّر بدين الله تعالى مفتاح السعادة، فإن الإنسان لا يُدركه الشيطان ويضلّه إلَّا بسبب جهله، فإذا علم وحاول أن يلزم نفسه بهذا العلم فإنه -إن شاء الله- في مأمنٍ، وهذا هو الهدى والتقى الذي كان يتكرر في كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وفي دعائه، كقوله: (اللهم إني أسألك الهدى والتقى) فالمعرفة والعلم هدًى، والتقى تطبيق وتنفيذ لهذا العلم، فنسأل الله تعالى أن يرزقنا وإيَّاك الهدى والتقى.

أمَّا عن عقوق الوالدين فإن المقصود بعقوق الوالدين الإساءة إليهما بإدخال الحزن إلى قلوبهما، بأي قولٍ أو فعلٍ، والمقصود به أن يكون ذلك بغير حقٍّ، وهذه الكلمة تحتها تفاصيل كثيرة، ولكن السلامة لك والنصيحة أن تكوني حريصة على الابتعاد عن أي إساءة إلى أُمِّك بكلمةٍ أو بغيرها، فإذا غضبت أُمّك بتصرّف مُعيّن فينبغي لك أن تصبري، وألَّا تردي إساءتها بما يُغضبُها، فقد أمر الله تعالى بالإحسان إلى الوالدين في أشدِّ حالات إساءتهما للولد، فقال سبحانه وتعالى: (وإن جاهداك على أن تُشرك بي ما ليس لك به علمٌ فلا تُطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفًا).

أمر الله الولد بعدم طاعتهما في الكفر، ولكنّه أمره بالإحسان في صحبتهما، مع شدة مجاهدتهما له بأن يكفر؛ وهذا لأن حق الوالدين عظيم، فقد جعل الله تعالى حقهما رديفًا بحقّه سبحانه وتعالى.

احرصي كل الحرص على أن تتجنبي أي شيءٍ يُغضب أُمّك عليك، وأن تصبري إذا أساءت إليك.

وأمَّا ما ذكرت من شأن النزاع بينك وبين أختك؛ فإنه لا يجب عليك أن تتخلي عن حقٍّ من حقوقك لأختك، حتى لا تغضب أمّك، ولكن إذا فعلت ذلك فأنت على خير كثير.

ننصحك بأن تتجنبي النزاع والخلاف لأختك أمام أمّك، وأنه إذا حصل نزاع بينك وبينها ألَّا ترفعي الأمر إلى أُمّك، ما دمت تعلمين أنها تتحيّز لأختك، وبهذا تسلمين -بإذن الله تعالى- من إغضاب أُمّك، ولكن إن غضبت أُمّك عليك بسبب أنك تنازعت مع أختك في حقٍّ فإن هذا الغضب ليس من العقوق الذي حرَّمه الله تعالى عليك، وعدّه من كبائر الذنوب؛ لأنك لم تقصدي الإساءة إلى الوالدة، ولا إدخال الحزن إلى قلبها، والنزاع المذكور ليس سببًا مباشرًا في ذلك، ومع هذا كلّه ننصحك بأن لا تفعلي ذلك، كما قدّمنا، ألَّا تُنازعي أختك أمام أمّك، وألَّا ترفعي أمر النزاع إليها.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقك لكل خير.

www.islamweb.net