عدت أنا وأولادي لبلدنا الأصل وصار زوجي بعيداً عنا

2024-07-14 02:45:44 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنت أعيش مع زوجي في إحدى الدول الأوروبية، ولكن عدت أنا لبلدي الأم من أجل تربية الأطفال، وخوفاً من فساد الدين، بقي زوجي في إحدى الدول العربية للبحث عن عمل.

لقد صار لبعدنا عنه ما يقارب السنة والنصف، وزوجي طول هذه المدة لم يجد عملاً، مع أنه لديه مؤهلات عالية، ولكن لا أعلم لماذا لم يجد عملاً؟ يقول لي: إنه يقدم بالتواصل عبر أونلاين، وإنه يسعى بكل ما أوتي من قوة، وإنه تعلم أشياء كثيرة، وفهم سوق العمل، ولكن لا أرى أي نتيجة مما يقول.

يحزنني الأمر جداً، لأني أشعر أنه مرتاح بدوننا، وأنه راض بوضعه، ويريد الحصول على عمل حتى لو طالت المدة، ويقول إنه سيزورني وأنا أرفض لأن وضع بلدي لا يطمئن، وأخاف أن يأتي ويتأذى.

لا يريد مني أن أشكو له بما أشعر، وإذا شكوت له يغضب، ويلومني بأني لا أصبر ولا أتحمل، أحزن جداً من وضعي، هناك أناس أعرفهم يرضون بالقليل، ويحصلون على عمل، ويجتمعون مع أسرهم، وعندما أقول لزوجي هذا الشيء يقول لي: إنهم يعملون بأي عمل، وبأنهم ليسو مرتاحين، ويستنقص منهم.

لا أعلم ماذا يريد من عمل! أقول له ارض بأي عمل حتى نجتمع معاً، لكن لا فائدة، حاول الجميع نصحه ولا فائدة أيضاً، والناس يسألوني لماذا لم يحصل زوجي على وظيفة إلى الآن رغم أن تعليمه عال؟ أجيب بأن الرزق بيد الله، ولكن قلبي يقول لي: إن زوجي يريد وظيفة حسب رغبته، وتكون مريحة، وهذا الذي لن يحصل.

أحس أنه يتقبل غيابي أنا وأطفالي عنه، وأنه مرتاح ويبحث عن الوظيفة التي تناسبه، ويأخذ ذلك من عمري وعمر أبنائي، وأحياناً لأيام لا يتصل، ولا يتحدث مع أطفاله، وعندما يحدثه ابني البالغ من العمر 5 سنوات، أحياناً يمل منه، ولا يحدثه، ويقوم بالصراخ، أطفالي لا يعرفون والدهم سوى شكلاً، طفلتي بعمر 6 أشهر عندما تباعدنا عن والدها حزنت، ودعوت الله كثيراً وأنا صابرة، أفيدوني ماذا أفعل؟ هل هناك دعاء محدد أدعو به؟

جزاكم الله خيراً.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم موسى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على تربية الأبناء على ما يُرضي الله تبارك وتعالى، ونشكر أيضاً هذا القرار بالفرار من البلاد التي فيها ضياع للأبناء إلى البلد الأصل وإلى البلاد العربية، حفاظًا على تدين الأبناء وأخلاقهم واستقامتهم؛ إن ذلك منقبة لك ولزوجك، وهذا يُثبت أنكم أسرة على خير، ونسأل الله أن يُعين الزوج على إيجاد العمل الذي يستطيع أن يكون معكم أو تكونوا معه.

نشكر لك حقيقةً حرصك على سلامة زوجك؛ بأنك لا تريدين أن يكون معكم حيث لا أمان له ولأمثاله في البلد المذكور، ونسأل الله تبارك وتعالى أن ييسّر له ولكم الأمور، وأن يجمع بينكم في الخير وعلى الخير.

نتمنّى ألَّا تأخذ الأمور أكبر من حجمها، وألّا تفسري ما يحصل من الزوج على أنه إهمال أو تقصير، فنحن نؤكد أن إيجاد عمل ليس من السهولة بمكان، مهما كانت المؤهلات، لكثرة مَن يبحث عن العمل في البلاد العربية التي تُتاح فيها فرص العمل، وما يحصل لزوجك حاصلٌ لكثيرين، ولذلك نتمنّى من زوجك أن يزيد من بذل الأسباب، وأن يرضى بأي عملٍ شريف، فإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده، كما ندعوكم إلى مزيد من الصبر والتشجيع له، وعدم تفسير هذا التأخر في طلب العمل على أنه إهمال أو تقصير في شأن أسرته.

نحن نقدّر مشاعرك النبيلة، ونُقدّر حاجة الأبناء إلى والدهم، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُعينك وأن يُعينه على مزيد من الصبر، ونوصيكم بكثرة الدعاء واللجوء إلى الله تبارك وتعالى، ونوصي زوجك فعلًا بأن يتخذ خطوات عملية للبحث عن أي عملٍ، وريثما يحصل على الوظيفة التي تُناسب ما عنده من المؤهلات، فالإنسان إذا دخل لأي عملٍ وتعرّف عليه أصحاب العمل، واكتشفوا ما عنده من قدرات؛ فإنه يمكن أن يترقّى في المكان الذي عمل فيه.

على كل حال: الإنسان ينبغي أن يسعى للبحث عن أي عملٍ، ريثما يجد العمل الذي يتناسب مع ما عنده من مؤهلات وقدرات، حتى يستطيع أن يقوم بواجباته تجاه أسرته.

نسأل الله أن يُعينك على الخير، وننصحك بأن تشغلي نفسك بحفظ كتاب الله، وبالاهتمام بالمهمة التي جئتم لأجلها، وهي حُسن تربية الأبناء، ونسأل الله أن يجمع بينكم في الخير وعلى الخير.

www.islamweb.net