الفتاة التي أحببتها خطبت لغيري ولم أستطع نسيانها، فماذا أفعل؟

2024-07-14 00:40:28 | إسلام ويب

السؤال:
أنا شاب بعمر 29 سنة، أحببت فتاة حباً طاهراً جداً، وكنت أريد التقدم لهذه الفتاة لكن الظروف كانت لا تسمح، وبعد فترة طويلة حصل خلاف بيني وبينها، وأصبحنا لا نتواصل أبداً، وبعد فترة علمت أنها تمت خطبتها، وتم عقد قرانها، لأن العادات والتقاليد لا تسمح بغير ذلك.

عندما علمت بالخبر اتصلت للتأكد، وأخبرت الفتاة بأني أحبها، وأشياء أخرى لم أخبرها بها من قبل، لأني كنت لا أستطيع أن أخبرها حتى أكون جاهزاً للتقدم، وكان عندها خبر أني أريد التقدم إليها.

الآن أنا لا أستطيع أن أفكر بأي شيء غيرها، وأصبحت متعباً جداً من الموضوع، وأصبحت أقصر بعملي، وبكل شيء في حياتي بسبب التفكير!

أنا لا أريد غيرها في حياتي، ومنذ فترة 4 شهور كان دعائي بأن يجمعني الله بها، لكن قبل يومين علمت أن هذا الدعاء لا يجوز، فبماذا أدعو الله بشأن هذه الفتاة؟

الفتاة تريدني مثلما أنا أريدها، علماً بأنا لا نريد أن يقع بيننا أي شيء حرام، لقد حاولت كثيراً أن أتجاوز الموضوع أو أنسى لكنني لم أستطيع.

عندي ضيق صدر طوال الوقت بسبب هذا الموضوع، وأنا في حيرة من أمري، ولا أدري ماذا أفعل؟

هل يجوز للفتاة أن تفسخ عقد قرانها لأنها تريدني؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو جمال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أيها الابن الكريم- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، وإنما شفاء العيِّ السؤال، ونسأل الله العظيم أن يهديك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو، وأن يصرف عنك سيء الأخلاق والأعمال، لا يصرف سيئها إلَّا هو.

نحب أن نذكّر -ابننا الكريم- بأن العلاقة التي نشأت بينك وبين الفتاة لم تكن على قواعد صحيحة، ولم تكن متفقة مع مبادئ هذا الشرع الحنيف، لأنها كانت علاقة بالخفاء، ثم جاء الخصام، ثم ابتعدتَّ عنها وابتعدت عنك، ومن الطبيعي أن يدخل بعد ذلك في حياتها مَن يُريدُها زوجة، وجاء الزوج بالطريق الصحيح، طرق الأبواب، وارتبط بها، وعليه: لا يجوز لك ولا يجوز لها الدخول في علاقة جديدة، وأي تواصل منك أو تواصل منها يُعتبر نوعاً من التخبيب المحرّم.

النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الشرع الحنيف (لعن من خبّب امرأة على زوجها)، وليس أمامك إلَّا أن تبتعد تمامًا عن هذه الفتاة التي أصبحت زوجة لزوجها، وقد حددت مسارها واختارت طريقها، ويجب تتوب من هذا الذي حصل، وعليك أن تُقبل على حياتك، ونحن ندرك أن هذا من الصعوبة بمكان، ولكن الأصعب والأخطر والخسارة الكبرى والخذلان أن يستمر هذا التواصل بينك وبينها، لأنه تواصل لا يمكن أن يُرضي الله تبارك وتعالى، وهو من التواصل المحرّم شديد الحرمة، لكونها مرتبطة، ولكونها أصبحت عند رجلٍ آخر، ودخولك معها يُؤثّر على أفكارها، ولذلك أرجو أن تتوقف تمامًا، وأن تحذف كل وسيلة تواصل معها.

أيضًا علينا أن نُدرك أن الإنسان ينبغي أن يبني حياته على قواعد هذا الشرع، لا يميل مع الهوى والعواطف، وهي عواصف إذا كانت تقوده إلى شيءٍ لا يُرضي الله تبارك وتعالى. ونحب أن نبيّن أن هذا الذي يحدث هو نتيجة لهذه المخالفة الشرعية، فللمعصية شُؤمها وثمارها المُرّة، لذلك عجّل بتوبة نصوح، وعُد إلى الله تبارك وتعالى، وتوقّف عن أي تواصل، وما دامت الفتاة قد حددت طريقها وحددت مسارها فابتعد عنها، وعليها أن تُدرك أن هذا الذي يحصل منها لا يُرضي الله تبارك وتعالى.

تُب إلى الله تبارك وتعالى، وارغب في ما عند الله، واعلم أن النساء غيرها كثير، وأيضًا الدعاء هذا لا نتمنّاه؛ لأن الدعاء بالطريقة المذكورة يُذكّرك، ويزيد اشتعال الارتباط بها، واشتعال المشاعر التي لا نريد أن تمضي في هذا الاتجاه السالب، وتشتعل عندما تجعل هذا وتدعو، ادع الله أن ييسّر أمرك، وأن يُقدّر لك الخير حيث كان ثم يُرضيك به، ومثل هذه الأدعية العامّة.

أمَّا أن تجعل الفتاة في بالك تُفكّر فيها وتدعو الله لأن تكون لك؛ هذا ما لا نريده، وأسعدني أنك تقول لا نريد أن يكون أي شيء حرامًا، فإذا كنت لا تريد الحرام فعليك التوقف بالفوري، وعليها أن تُدرك ذلك. وممَّا يُعينك على تجاوز هذه الصعوبات الارتباط بفتاة أخرى، تختارها، تسعد معها، وضيق الصدر علاجُه التسبيح والعودة إلى الله تبارك وتعالى، لأن للمعصية شؤمها وثمارها المرة.

نسأل الله أن يُعينك على الخير، وأن يشرح صدرك لطاعته، وليس لك أن تتدخل في أمر الفتاة وتطلب منها أن تفسخ عقد قرانها، فهذا حرام وفيه وعيد شديد، حيث يقول صلى الله عليه وسلم: (ليس منَّا مَنْ خبَّبَ امرأَةً على زوْجِها).

نسأل الله أن يُقدّر لك ولها الخير ثم يُرضيكم به، والله الموفق.

www.islamweb.net