رؤية شرعية في مشاهدة الأفلام واستماع الأغاني الماجنة
2006-07-05 10:10:42 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود الاستفسار عن آية أو حديث أو قول لأحد العلماء ينهى عن النظر إلى العورات؛ حيث إني أريد نصح أبي وأخي اللذين ينظران إلى الأفلام الهابطة، وأغاني الفيديو كليب، ولست أجد نصاً في هذا المجال، علماً بأني أنصح وأدعو عن طريق تعليق ورقة على الثلاجة في مطبخ منزلنا، يراها ويقرؤها كل من يدخل المطبخ!
جزاكم الله كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ Ghada حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله العظيم أن يحفظك، وأن يسدد خطاك، وأن ينفع بك أهلك والعباد.
وهنئياً لنا بفتاة تنصح لوالدها ولأخيها، وبشرى لنا بالغيورات على دين الله وحرماته، ومرحباً بك في موقعك بين الآباء والإخوان.
لا شك أن الإسلام دين يهتم بصيانة الأعراض وستر العورات، ولأجله جاءت التشريعات بحفظ البصر، واهتم الإسلام بستر العورة، ووضح أحكام الاستئذان، وفرض الحجاب، وأراد للنساء أن يكن خلف الأبواب؛ لأنهن درر مصونات، وقد جاءت في كل ذلك النصوص في الكتاب والسنة، قال سبحانه: (( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ))[النور:30].
وقد ذكر العلماء أن حرمة النظر تشمل الصور والمجلات والشاشات، بل إن الفتنة بذلك قد تكون أعظم؛ لأن الأبواب مؤصدة، والنساء في أكمل زينة، ومعظمهن تم اختيارها لجمال شكلها، وجلهن من النصارى العرب، وأهداف الأعداء لا تخفى، كما أن القرآن رتب على هذا الأمر حفظ الفروج وطهارة النفوس، وهذا لا يحصل إلا بالابتعاد عن النظر المباشر في الشاشات والشواطئ والطرقات، وغير ذلك من الجامعات والمنتديات، وقد أدرك خطورة ذلك كل صاحب الفطرة السليمة، حتى قالت امرأة فرنسية: إنني أكاد أحطم جهاز التلفاز عندما أجد ولدي ينظر لأشياء تخل بالأدب، وأكاد أصاب بالجنون عندما أجدهم ينظرون ويستمعون لأغنية تؤديها عاهرة.
وقد بلغ من حرص الإسلام على صيانة العورات أمره بالاستئذان، فقال سبحانه: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ))[النور:27]، وكان ابن مسعود إذا دخل على أهله ذكر الله وتنحنح، وأمر النبي الصحابي الذي يخدم أمه بأن يستأذن عليها، فقال الرجل: يا رسول الله! ليس لها خادم غيري -ومعنى هذا: أن دخوله عليها يكثر ويتكرر- فقال له: أتحب أن تراها عريانة؟ فقال الرجل: لا، قال: فاستأذن لها، وقال لمن نظر من ثقب الباب: لو كنت أعلم أنك تنظر لفقأت عينك، ثم قال: (إنما جعل الاستئذان من أجل النظر)، والنظر سهم مسموم من سهام إبليس، والسهم إذا كان مسموماً يتلف الجسد، وكذلك النظر يتلف القلب، ويجعله يتعلق بغير الله، وقد يوصله إلى العشق، بل إلى الشرك بالله والعياذ بالله.
وقد أحسنت بمحاولاتك للإصلاح، ونسأل الله أن يوصلك إلى النجاح، وأن يحشرنا جميعاً في زمرة أهل الفلاح، وعليك بكثرة الدعاء لهم، وزيادة البر لوالديك، والإحسان إلى إخوانك، مع ضرورة اختيار الوقت المناسب لتذكيرهم، وحبذا لو وجدت البديل المناسب من خلال الأشرطة والمجلات والكتب.
ونوصيك بحسن الأدب، وانتقاء الكلمات، خاصة عند مناقشة الوالد، ونتمنى أن لا يكون النصح في لحظات سيطرة الشيطان، حتى لا تكون النتائج عكس ما يرجوه أهل الإيمان، وعليك بتقوى الله، والحرص على طاعته، وعكس النموذج الطيب للمسلمة الملتزمة.
وكوني متواضعة ومبتسمة؛ حتى لا يجد الشيطان الفرص، وحاولي الانفراد بكل واحد، فإن النصح عند ذلك أبلغ وأخير، وإذا تحقق عندك الإخلاص وصل كلامك إلى القلوب قبل الآذان، فلا تستعجلي النتائج، واعلمي أن الهداية بيد الله، وأن مهمتنا هي الدعاء والبلاغ، قال تعالى: (( فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ ))[الغاشية:21]، وقد لا تظهر الثمرة مباشرة، ونسأل الله توفيقه وهدايته والسداد.
والله الموفق.