أصبت بضغط نفسي شديد بعد التحاقي بوظيفة جديدة، فماذا أفعل؟
2024-06-24 00:32:49 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
توظفت في وظيفة جديدة، وأشعر بالكثير من الضغط النفسي وأنا أعمل بها، فما الذي علي فعله لكي أقلِّل من التوتر والضغط النفسي الذي أشعر به؟ فهل يجب علي ترك ذلك العمل؟ أم ماذا علي أن أفعل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك الصحة والعافية.
أولًا: الحمد لله على حصولك لهذه الوظيفة الجديدة، فهذه نعمةٌ وفضلٌ من الله تعالى، ونتمنّى لك التوفيق فيها.
ثانيًا: الشعور بالضغط النفسي ربما يرجع إلى سببين: السبب الأول هو أنك تريد أن تُثبت وجودك في هذه الوظيفة، وأن تقوم بالمهام الموكلة إليك بإتقان وحُسن تدبير، وهذا توتر نفسي محمود؛ لأنه يُعتبر من الدوافع الإيجابية التي تزيد من حُسن أدائك.
والسبب الثاني: ربما يرجع هذا الضغط الذي تشعر به إلى الشعور بعدم الكفاءة ونُقصان الثقة بالنفس، وأنك تخشى من الانتقادات أو الوقوع في الأخطاء، وهذا من الدوافع السلبية التي من شأنها أن تُضعف من أدائك.
ثالثًا: لا ندري الفترة التي قضيتها في هذه الوظيفة الجديدة حتى الآن، وهل هي كافية لتقييم نفسك، أم لا؟ فالمعروف بين المؤسسات والشركات أن هناك فترة اختبار، أقلَّها ثلاثة أشهر، يُقيّم فيها الموظف، فإمَّا أن يسمح له بالاستمرار في الوظيفة، أو أن يُستغنى عنه، فإذا اجتزت فترة الاختبار فيعني ذلك أنك تصلح لهذه الوظيفة، فلا تستعجل لترك العمل، فستزول الصعاب وستتمرَّس على العمل بطول الوقت، ويُصبح بالنسبة لك هيِّنًا، ويكون ذلك شأنك شأن أي موظف مرَّ بهذه التجربة، وأصبح فيما بعد من أنجح الموظفين.
أمَّا إذا كنت لا تزال في فترة الاختبار، فحاول معرفة الأسباب التي أدّت إلى الشعور بالتوتر والضغط النفسي، فهل هي ناتجة عن أسباب شخصية خاصةً بك؟ أم ناتجةً عن بيئة العمل؟ أم عن عدم المقدرة على استيعاب المهمّة وتأديتها؟ فبعض الناس يشعر بأن العمل الجديد كتم حريته وغيّر نمط حياته، وبعض الناس يشعر بأن بيئة العمل فيها أُناس لا يرتاح لهم، وبعض الناس يشعر بأن قدراته أقلَّ أو أكثر من المهام الموكلة له، وهكذا الأمر.
ولكل سبب معالجة مختلفة عن السبب الآخر، فينبغي الجلوس مع مُشرفك المباشر، ومناقشته بكل شفافية في الأمور التي أدّت إلى ظهور هذا التوتر وهذا الضغط النفسي، فربما تجد الحلول المناسبة وينخفض هذا التوتر وهذا الضغط -بإذن الله-.
وفقك الله وسدد خطاك.