هاجمتني نوبة هلع مع خوف واستغراب الذات!
2024-07-01 02:38:03 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
منذ سنتين هاجمتني نوبة هلع، ومن ذلك اليوم بدأت الوساوس والإحساس الدائم باقتراب الموت، والخوف من كل شيء، وأي شيء، وبدأت تظهر علي أعراض غريبة، كالدوخة، والرؤية تكون غريبة أحياناً، وأحياناً ضبابية، فكل شيء داكن،
أشعر كأني لا أتنفس بشكل جيد، ودائماً يراودني ذلك الشعور، ولكن حين يشغلني شيء أنساه قليلاً ثم يعود من جديد، ومنذ الأسبوع الثاني من رمضان مررت بفترة ضغط مع الصيام، ومع نوبات هلع، وامتحانات.
أشعر كأني لست أنا، كأني غريبة على الواقع، وأحياناً أستغرب عائلتي، ومن حولي أعرفهم، ولكن أشعر بأني غريبة عنهم.
كذلك أحياناً أستغرب من نفسي، وكيف أمشي، وهذا شعور مزعج، وكلما كان لدي "مشاوير" يجب أن أقضيها أشعر بشيء يخنقني، ودوخة لا تفارقني، مع برودة الجسم والأطراف، وأحياناً ألغي مشاويري.
الآن اقتربت امتحانات التوجيهي، وأنا خائفة من أن يحصل لي الشيء ذاته في قاعة الامتحان، وأحتاج مساعدتكم.
وشكراً لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Rami حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرًا على رسالتك التي اطلعت عليها اليوم، والتي ذكرت فيها أنك تعانين من نوبات هلع، وبعض الوساوس والإحساس بالتغرب عن الذات، والوسواس باقتراب الموت أو الخوف من الموت، والأعراض الأخرى التي ذكرتها من أعراض جسمانية مختلفة، وكل هذه الأعراض ترتبط بما يسمى بالقلق، والقلق يمكن أن يكون شيئاً يحدث لسبب أو لأسباب متعددة، منها كما ذكرت أنت مثلًا في فترة طبيعية مثل الامتحانات أو خلافه من الضغوط، وهذه الفترات يزيد فيها القلق عند الإنسان بشكل كبير.
يعتبر التفاعل الطبيعي مع ضغوطات الحياة المختلفة شيئاً طبيعياً، لكن إذا زادت أعراض القلق ومدته وحدته إلى درجة أصبحت تؤثر على حياة الإنسان بشكل أو بآخر، على أدائه في الدراسة أو أدائه في العمل أو خلافه؛ فإن ذلك يدعو للنظر إلى موضوع القلق على أنه اضطراب، ونوبات الهلع أيضًا هي من النوبات التي تحدث عند المصابين بالقلق عمومًا.
في مثل عمرك قد نقول: إنه قد يكون عندك استعداد لحدوث القلق، ولكن هذه الأعراض إذا استمرت معك بشكل أصبح له آثار على حياتك اليومية، فإن اضطراب القلق يكون هو الأنسب في النواحي التشخيصية أو من الناحية النفسية.
عمومًا: القلق يحدث كما ذكرت لك بشكل طبيعي في حالات الضغوط النفسية، وذكرت أنت أنك الآن مقتربة من امتحانات التوجيهي، ومجرد إحساسك بأنك خائفة من حدوث شيء ما، هو نفسه من أعراض القلق، الامتحانات شيء طبيعي يحدث لكل الناس، وبالتأكيد لك زملاء وزميلات كثر يجلسون لهذا الامتحان، والقلق في بداية التجهيز للامتحانات قد يكون إيجابياً إلى حد ما يساعد على الاستعداد للامتحان.
إذا استمر في فترة الامتحان نفسها أو الخوف أصبح من نتائج الامتحان قبل حدوث الامتحان نفسه، ربما يؤثر على الأداء في فترة الامتحان بشكل مباشر، لأنه يؤثر على التركيز ويؤثر على الذاكرة، ولذلك لا بد من محاولة التخلص من نوبات القلق والتي تصل إلى نوبات هلع كما ذكرت.
أما إحساسك أحيانًا بأنك غريبة على الواقع، أو غريبة عن العائلة وهكذا، أو لا تعرفين الآخرين، فهذه أيضًا من الأعراض المعروفة في القلق، تحدث في فترات القلق الشديدة أو نوبات الهلع، وكلها تصاحب هذه الأعراض، كل الأعراض تعتبر من أعراض القلق عمومًا.
إذا أردت فقط أن تأخذي بعض النصائح التي يمكنك من خلالها مساعدتك على التخلص من ما يسمى بالقلق المستمر، وبالتالي أيضًا إيقاف نوبات الهلع، فلا بد من استصحاب ما يسمى بموضوع الاسترخاء، موضوع الاسترخاء مهم جدًا للإنسان، الناس كلهم يمرون بضغوطات الحياة المختلفة، وكل الناس يستجيبون للضغوطات بدرجات مختلفة من القلق.
الإنسان الذي يستصحب معه القدرة على الاسترخاء؛ يستطيع من خلال هذه الجلسات التخلص من آثار القلق على نفسه، ومن هذه التمارين تمارين جسمانية ونفسية، ويمكنك ممارستها حتى ولو في أثناء فترة التجهيز للامتحان، وهي تمارين استرخاء للعضلات، التنفس بشكل منتظم، أخذ الهواء بشكل عميق، وبالتالي إخراجه بهدوء وببطء، حتى تسترخي العضلات.
عدم التفكير في الأشياء التي يمكن أن تسبب القلق، وبالتالي التفكير في أشياء أخرى إيجابية، يستطيع الإنسان أن يهيأ نفسه لتمارين الاسترخاء عن طريق الاستماع إلى أشياء يستفيد منها أو لأشياء تساعد على الاسترخاء، كالاستماع إلى القرآن مثلًا؛ فهو يأتي بنتائج إيجابية كبيرة جدًا، لأنه ليس فقط يمكنك من الاسترخاء ولكن أيضًا هذا فيه شفاء لك -إن شاء الله- للتخلص من الخوف، هنالك أيضًا أشياء لا بد من استصحابها معك، وهي التخلص من أي أفكار سلبية، يمكن أن تكون عابرة تأتيك من وقت لآخر.
عمومًا إذا استصعب الأمر عليك فلا بد من أن تعرضي نفسك على شخص يمكن أن يراجع حالتك من الناحية النفسية، والتأكد من عدم وجود ما يحتاج إلى تدخلات نفسية.
وفقك الله.