لا أحب زوجي ولا أتقبله رغم أن محاسنه كثيرة!

2024-06-09 02:17:32 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أريد استشارتكم في أمر ما، تزوجت شابا ولم أتقبله نفسيًا، لكني تغلبت على نفسي وأرغمتها لأني رأيت أنه على خلق ودين، وهو كذلك، الآن أكملت سنتين من الزواج، وهو يريد أن أحمل، لكني خائفة من الحمل ونفسي لم تتقبله حتى الآن، ولا أستطيع الطلاق لعدم وجود مبرر حقيقي.

المشكلة نفسية فقط، وأنا لم أتقبله وأخاف من الحمل، وأقول: كيف أنجب منه وأنا لم أتقبله؟ هل أريد توريط الأطفال بقراري الخاطئ؟ تزوجته وأنا أحس أنه لا يهم أن أتقبله نفسيًا، المهم أن يكون جيدًا، كنت أحسب أن الزوج مثله مثل الأخ أو الأب أو العم، علي أن أؤدي ما علي، أنا في حيرة هل أمضي قدمًا وأحمل أم أطلب الطلاق؟ شعوري نحوه أحس أن فيه تضييعاً لحق نفسي، وأتمنى العيش بود ومحبة تجاه زوجي، وهو له الحق أيضًا، ولأبنائي حق، لكني جافة بالتعامل معه، وأتساءل: هل أنا جادة في هذه العلاقة، أم أني بعد فترة أقول: لا أحتمل الجلوس معه؟

علمًا منذ موافقتي على الزواج منه وأنا أشعر بالهم والكآبة وأبكي، وأسأل نفسي: هل يستحق أن أنفصل عنه؟ فيه محاسن جميلة وكثيرة -ما شاء الله-، وأهمها أنه يقدرني حق التقدير، وأخاف أن الذي بي هو من مكر الشيطان، أفيدوني جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Norah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أختنا- في الموقع، ونشكر لك التواصل والاهتمام، وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يؤلف القلوب وأن يصلح الأحوال.

تعوذي بالله من شيطان لا يريد لنا الخير، واعلمي أن الأمر كما قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: (إن الحب من الرحمن، وإن البغض من الشيطان، يريد أن يبغض لكم ما أحل الله لكم) فخالفي عدونا الشيطان، ولا تفرطي في الرجل المذكور الذي يقدرك، هو صاحب دين، واعلمي أن هذا النمط من الرجال عملة نادرة، فاستعيني بالله تبارك وتعالى واطلبي تأييده وتوفيقه، واسألي الله تبارك وتعالى أن يملأ قلبك بحب هذا الزوج الذي يستحق الخير ويستحق التقدير.

ولا تترددي في إنجاب الذرية، واستعيني بالله تبارك وتعالى، واكتسبي من مهارات المرأة العؤود على زوجها، الودود الولود، التي تريد الخير لنفسها ولزوجها، واعلمي أن من تزوجت فقد استكملت نصف دينها، فاتقي الله في النصف الآخر، وإذا جاءك هذا الضيق وذكرك الشيطان بالسلبيات، فتذكري ما في زوجك من الإيجابيات، واعلمي أن حشد الإيجابيات وتضخيمها والنظر إليها مما يدعوك إلى زيادة الحب لهذا الرجل، الذي هو زوجك، الذي اختارك من بين سائر النساء.

واعلمي أن طريق الطلاق والفراق له سيكون وراءه آثار سالبة جدًا وخطيرة جدًا عليك، هكذا الشيطان يستدرج ضحاياه، لأنه لا يريد لنا الاستقرار، ولا يريد لنا السعادة، واعلمي أن مطلبك أيضًا صحيح، ولكن هذا الود يأتي مع الزمن، يأتي بزيادة القواسم المشتركة، يأتي بالاقتراب من الزوج والوفاء بما عليك، واعلمي أن زوج المرأة بمكانة ومنزلة لا يعدلها أحد، كيف وقد قال الله: (وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقًا غليظًا)، هذه علاقة الشريعة تهتم بها غاية الاهتمام، لدرجة أنها تجعل أولى الناس بالمرأة زوجها، والنبي -عليه الصلاة والسلام- لما قال لها: (ذات بعل أنت؟ قالت: بلى، قال: كيف أنت له، قالت: لا آلوه إلا ما عجزت عنه، -أي لا أقصر في طاعته وإسعاده إلا شيئا فوق طاقتي- قال: فانظري فإنما هو جنتك ونارك).

استعيني بالله يا ابنتي، والجئي إليه داعية أن يسعدك مع زوجك، وأن يقذف حبه في قلبك، واحرصي على صلاح بيتك، واقرئي فيه كتاب ربك، وحافظي على أذكارك، واقرئي على ماء زمزم أو غيره واشربي منه واغتسلي في مكان نظيف، فماء زمزم لما شرب له، واستشعري أنك في نعمة، فغيرك كثيرات لم يتزوجن، ومثلهن يعشن في مشاكل مع أزواجهن، وغيرهن لا يجدن التقدير والاحترام في بيوتهن؛ فتذكر وتأمل مثل هذه الوقائع والحالات يجعلك تقدرين النعمة التي بين يديك؛ مما يدفعك إلى حبها وشعور السعادة معها، فالمرأة إذا رزقت رجلاً يحترمها ويكرمها، وهو مع ذلك على دين؛ فماذا تريد أكثر من ذلك، نعم الحب من الله، لكنه يستجلب أيضاً بالدعاء والنظر في الأمور التي ذكرناها لك.

فنسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يعينك على تصحيح هذه المفاهيم، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولكم التوفيق والسداد.

www.islamweb.net