يصيبني ارتجاف واحمرار الوجه عند الحديث مع الآخرين
2024-06-09 01:49:37 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا بعمر 19 عاماً، لدي مشكلة لا أجد لها حلاً، وهي: احمرار الوجه عند نظر شخص إلي، أو أنا أنظر لشخص، فإنه يحمر وجهي بسرعة، مما يسبب لي خجلاً محرجاً وشديداً، حتى عندما أمشي بالشارع يحمر وجهي فجأة، وأشعر بأن الناس بالسيارات ينظرون إلي.
كما أعاني من ارتجاف، ورعشة في الجسم، وخاصة بالوجه عند الخدود إذا تحدثت مع أحد ما أعرفه، وقلبي يدق بشدة من الخوف والخجل، ولا أعرف إن كان هذا مرضاً، أم طبيعياً، أم أعصاباً!
أرجو أن تساعدوني، وأكون ممنوناً لكم، والإجابة بأسرع وقت ممكن؛ لأعرف السبب وأعالجه، فحياتي تدمرت، ولن أستطيع الزواج مستقبلاً، أيضاً بسبب عدم قدرتي على الحديث مع الفتيات، فيحمر وجهي فجأة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن ما تعاني منه حالة نفسية معروفة، نسميها الرهاب الاجتماعي، حيث يشعر الإنسان عندما يواجه الآخرين بالارتعاش والارتباك والتوتر، وربما هناك أيضًا أعراض بدنية مرافقة، منها: جفاف الفم، أو احمرار الوجه، وخاصة الخدين؛ وبالتالي يتجنب المصاب الخروج من البيت، أو اللقاء بالآخرين، محاولًا تخفيف مثل هذه بأسلوب ردود الفعل.
أخي الفاضل: إن هذا التجنب لا يعالج هذا الرهاب أو الارتباك الاجتماعي بل يزيده شدة ويجعله مزمنًا.
أخي الفاضل: الرهاب الاجتماعي هو من أكثر أنواع الرهابات المعروفة، وإن كان الناس لا يتحدثون عنه خشية أن يسخر منهم الآخرون، إن كتابتك إلينا وحرصك على معرفة اسم هذا الاضطراب النفسي، وعزمك على علاجه أمر طيب، وأمامك خياران:
الخيار الأول: هو العلاج السلوكي، عن طريق عدم التجنب وإنما الخروج ومواجهة الناس، ولو احمر الوجه، فاحمرار الوجه ليس أمرًا معيبًا، بل على العكس، ربما يدل على حساسية، فهذا هو الاحتمال الأول، ولكن إن لم تستطع تجاوز ما أنت فيه عن طريق مواجهة الناس، والاعتياد على هذا الأمر حتى يخف عندك هذا التوتر والقلق والرهاب فعليك بالخيار الثاني.
الخيار الثاني: أن تذهب إلى أحد الأطباء النفسيين الذي يمكن أن يصف لك أحد الأدوية المضادة للرهاب الاجتماعي، وهي عادة أحد أدوية الاكتئاب؛ لأنها تعمل بنفس الطريقة، وإن كانت الحالة التي تعاني منها ليست اكتئابًا، ولكن الأدوية نفسها تستعمل لعلاج الحالتين.
إذًا -أخي الفاضل- أمامك هذان الاحتمالان، فابدأ بالأول؛ وإذا لم تتوفق أو تنجح بالشكل الذي تريده، فيمكنك أن تلجأ إلى الخيار الثاني، داعيًا الله تعالى لك بتمام الصحة والعافية، وأطمئنك أن الأمر مقدور عليه بعون الله، وخاصة مع دافعيتك القوية في تناول العلاج.