وسواس التكرار أزعجني حتى في الصلاة، فما علاجه؟!
2024-05-23 02:47:40 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر جهودكم في الرد على الأسئلة، وأتمنى أن تفهموا سؤالي، وتجيبوا عليه بكل وضوح.
سؤالي: هو أنني أعاني من وسواس مزعج في كل شيء، وهو عبارة عن شيء يأتيني، ويقول إذا لم تفعل هكذا أو إن لم تعدها بهذا الشكل سيحدث لك هذا الشيء، وهذا الشيء عبارة عن شيء أخاف حدوثه، يعني مثلاً أكرر سورة الفاتحة أكثر من مرة في الصلاة، أو حتى الدعاء إذا أخطأت في إحدى الكلمات أو الأحرف.
هذا الشيء يزعجني، أفيدوني بالله عليكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عماد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.
أؤكد لك - أيها الفاضل الكريم - أننا تفهمنا سؤالك ورسالتك تمامًا وبكل وضوح، وإن شاء الله تعالى تكون الإجابة أيضًا واضحة.
الذي تعاني منه هو نوع من قلق الوساوس البسيط، المصحوب بحديث النفس، وكما تفضلت أن الشكوك المرتبطة بالوساوس هي التي تجعلك تقرأ سورة الفاتحة أكثر من مرة.
هذا النوع من الوساوس نوع بسيط جدًّا، كل المطلوب هو ألَّا تلتفت إليه أبدًا، أن تقاومه، وأن تحقّره، وأن تبني دائمًا على اليقين، وإن شاء الله تعالى صلاتك صحيحة، وحتى يزول هذا الوسواس تمامًا سوف أصف لك أحد الأدوية الممتازة والسليمة التي تُعالج هذا الوسواس.
الدواء يُعرف باسم (فافرين) واسمه العلمي (فلوفوكسامين) الجرعة المطلوبة هي 50 ملجم ليلًا لمدة أسبوعين، ثم تجعلها 100 مليجرام ليلًا لمدة شهرٍ، ثم اجعلها 200 مليجرام ليلًا لمدة شهرين، ثم 100 مليجرام ليلًا لمدة شهرين آخرين، ثم 50 مليجرامًا ليلًا لمدة شهرٍ، ثم 50 مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناول الفافرين.
الفلوفوكسامين يتميز بأنه من أفضل الأدوية لعلاج الوساوس، كما أنه يُناسب عمرك جدًّا، فهو غير إدماني، وغير تعوّدي.
إن أردت أيضًا أن تذهب إلى طبيب نفسي هذا أمرٌ جيد، لكن علاجك يتمثل في تحقير هذه الوساوس، ورفضها تمامًا، وعدم الالتفات لها، وتناول الدواء الذي وصفناه، وفي ذات الوقت أنصحك بصفة عامة أن تستثمر وقتك بصورة ممتازة، وألَّا تترك مجالًا للفراغ الزمني أو الفراغ الذهني؛ لأن الوسواس يتسلل إلى نفس الإنسان من خلال الفراغ.
وأرجو - أيها الفاضل الكريم - أن تبحث عن عمل، إذا كنت لا تدرس، ويا حبذا لو واصلت دراستك؛ هذا أيضًا أمرٌ مرغوب فيه، ويساعدك في التخلص من الفراغ، ونظّم وقتك، وكن بارًّا بوالديك، وابن علاقات اجتماعية صحيحة، واحرص على العبادات خاصة الصلاة في وقتها، وضع لطموحاتك أهدافًا إيجابية، وضع الآليات التي توصلك إلى أهدافك.
هذا هو الذي أودُّ أن ننصحك به، ونؤكد لك مرة أخرى أننا تفهمنا رسالتك تمامًا، ونسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.