كيف أُكَفر عن بعض الكلام الذي نقلته بين صديقاتي؟

2024-05-12 01:29:47 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سأبدأ مباشرة في الموضوع، نحن أربع بنات جمعتنا الصداقة، ولكن الصداقة لم تكن متساوية بيننا، وبين كل واحدة وأخرى ترى أن هناك تناقضًا.

من جهتي أشعر أنني الشخص الوسط، فدائمًا ما أجلس مع واحدة فتتكلم عن الأخرى فأكون مستمعة ولا أقول أي شيء، وأجلس مع الأخرى فتتكلم عنها أيضًا، حاولت دائمًا أن لا أنقل الكلام بينهن قدر المستطاع، ومرات كنت أفعل!

الآن حدثت مشكلة؛ لأن واحدة علمت بشيء كان مخبأ عنها كنا نعرفه نحن الثلاث، فلامتني؛ لأني لم أخبرها، ولأنها مقربة لي، حاولت أن أشرح لها وأني لم أكن أستطع إخبارها لكي لا تغضب، ولكنها لم تتفهم وحزنت حزنًا شديدًا، وشعرت بأنها منبوذة بيننا، وأني قد خنتها.

سؤالي الأول: كيف أكفر عن بعض الكلام الذي نقلته؟ وكيف أصلح العلاقة التي هي في طريق الانهيار؟ فقد كنت أرجو أن نكون نحن أفضل صديقات.

وأخيرًا تعبت والله لكوني دائمًا بين نارين، فبم تنصحونني؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سيدرا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يُصلح الأحوال، وأن يهديك والزميلات لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو.

أرجو أن تعلمي -بنتي الفاضلة- أن الصداقة الناجحة هي التي تقوم على أسس الإيمان والتقوى، قال العظيم: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف: 67]، فكلُّ صداقة لا تقوم على التقوى والإيمان والنُّصح والتواصي بالحق والتواصي بالصبر تنقلبُ وبالًا على أهلها، ولذلك أرجو أن تُؤسسي العلاقة مع الزميلات على قواعد هذا الشرع الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.

وإذا قلنا الصداقة الناجحة تقوم على الصدق والنُّصح والتذكير بالله تبارك وتعالى؛ فإن في الصداقة عوناً على كثيرٍ من الخيرات، ولذلك أرجو بدايةً أن تهتمّي والزميلات في ترشيد العلاقة؛ حتى تكون فيما يُرضي الله تبارك وتعالى.

أمَّا ما حصل من الأخطاء والتجاوزات فتحتاج إلى توبة، خاصة النميمة (نقل الكلام بين الناس) تعتبر من الذنوب المركّبة التي نحتاج فيها بعد التوبة إلى كثير من الاستغفار، أو طلب العفو ممَّن ظلمناهم، والمسلمة إذا سمعت خيرًا نشرته، وإذا سمعت شرًّا دفنته ونصحتْ لهذه التي تجاوزت الحدود.

عليه أرجو أن تجتهدي في إرضاء الصديقة الغاضبة، ثم تجتهدي في تأسيس علاقة صحيحة على قواعد الشرع التي أشرنا إليها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يغفر الذنوب، وأن يُؤلِّف بين القلوب، وأن يُعيننا على ذِكره وشُكره وحُسن عبادته.

فنحن ننصح إذًا بأن تُؤسس علاقة صحيحة على قواعد صحيحة، وما حصل من النقص والتقصير والتجاوزات أرجو أن تستغفروا منه، ثم تطلب كل واحدةٍ من زميلاتها أن تسامحها، وتعاهدنَ وتعاقدنَ على أن تقوم الصداقة على النُّصح، والتواصي بالحق والتواصي بالصبر.

www.islamweb.net