الشرى أو الأرتيكاريا
2006-06-22 13:06:37 | إسلام ويب
السؤال:
أشكو منذ حوالي 3 أشهر من حكة شديدة، والغريب أنها تأتيني مساء، تبدأ من أعلى الظهر وأسفل الرقبة، وكلما أحك مكانا تنتقل إلى مكان آخر في جسمي مع ظهور بقع حمراء مكان الحك وطفح.
تناولت مرتين الدواء، ولكن في المرة الأولى مع انتهاء الدواء عادت الحكة، أما في الثانية مع تناولي الدواء إلا أنها كانت ملازمة له، أفيدوني جزاكم الله خيراً، وبارك الله فيكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ حمزة حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فيبدو من الوصف أن ما تعاني منه هو الشرى أو (الأرتيكاريا)؛ لأن الحكة الشديدة التي يصاحبها احمرار بالجلد وتتأرجح زيادة ونقصانا أو غيابا وعودة، وتتحسن على العلاج وتستجيب له بسرعة، هي غالباً الشرى أو الأورتيكاريا.
ومن العلاجات المفيدة جداً في السيطرة عليها هو استعمال مضادات الهيستامين على اختلاف أنواعها، فمنها الأجيال الجديدية التي لا تنوم ولا تحدث نعاسا مثل الكلاريتين والزيرتيك والتلفاست، ومنها ما يهدئ النفس بالإضافة لتأثيرها المضاد للهيستامين مثل الهايدروكسيزين، ومنها ما يسبب النعاس كتأثير جانبي مثل الفينيرغان (بروميثازين) والأخيرة يفضل إعطاؤها ليلاً أو قبل النوم.
وقبل التفكير بالعلاج يجب التوجه لمعرفة الأسباب التي تثير الحكة والاحمرار، فإذا عرف السبب وأمكن تجنبه غالباً ما لا تعود، ولكن قد يكون هناك أكثر من سبب، والأسباب تلخص كما يلي: الأدوية، أو الأطعمة، أو المستنشقات، أو الملامسات، أو مستحضرات نباتية أو حيوانية، أو طفيليات هضمية، أو إنتانات، أو بنيوية أو نفسية، أو مجهولة السبب.
وإليك بعض التفاصيل لو رغبت في الاستفاضة (من العوامل المحرضة أو المثيرة للشر):
1- ما يؤكل: وهناك قوائم للأطعمة المسموحة والتي تؤخذ بحذر ثم الانتقال بينهما حسب التحمل.
2- الأدوية: يجب التفكير بالأسباب الدوائية عند كل مريض يتناول واحدا أو أكثر من أي نوع من أنواع الأدوية، حتى ولو كان بشكل عارض، وحتى ولو كان يبدو بسيطا، كمضاد الحموضة أو مسكن للصداع العارض كالباراستامول.
3- ما يستنشق: فكل ما يدخل الجسم عن طريق الأنف، خاصة الغبار وغبار الطلع وغبار المنازل والعطور وغيره، يعتبر متهما حتى تثبت براءته من إثارة الشرى.
4- ما يلامس الجلد: مثل الأدوية أو بعض النباتات كنبات القريص أو الماء (شرى الماء)أو الفرك أو الضغط (الشرى الفيزيائي) أو الحرارة (شرى السخونة أو شرى الشمس).
5- الإنتانات على اختلاف مصادرها وإصاباتها، والتي قد تكون بدون أعراض (تحت سريرية).
ويجب مراقبة التوقيت والتوزع لمعرفة السبب.
ويجب أخذ مضادات الهيستامين أو المشاركة بينهما حسب الضرورة واللزوم، وعلى المريض اختيار ما يناسبه.
وهناك بعض التحاليل مثل:
1- آي جي إي في الدم للدلالة على البنية الحرضية أو التحسسية.
2- وعدد الكريات البيضاء في الدم.
3- الطفيليات في البراز.
وأما بالنسبة للمأكولات فهذا تفصيل آخر:
1- ليس هناك قاعدة عامة تقول أن المادة الفلانية أو الأكل الفلاني يسبب حساسية، ولكن يقال على الأرجح ويكثر أن يكون كذا وكذا من أسباب الحساسية.
2- ومعنى ذلك ألا نحرم أنفسنا من المأكولات دون أن نتبين ونتأكد ونتحقق بالتجربة، وألا يكون ذلك مصادفة، بل يجب أن نجربه ثلاث مرات قبل لصق التهمة به، وإثبات أنه هو المسبب لهذه الحساسية.
3- وعلى العكس، يجب أن نكون حذرين من المواد التي تسبب لنا الحساسية، وألا نقول نحن أبطال ولا يهمنا كلام الأطباء فهم يحرمون الناس من كل الطيبات، ونتناول ما يحلو لنا دون تدقيق وحرص وانتباه.
4- بالطبع، فإن الامتناع عن المواد التي سببت لنا الحساسية سيؤدي إلى تحسن الحساسية بالتدريج، إلى أن تنطرح المواد المتناولة، ولو استغرق ذلك أياماً عديدة، ولا يظنن أحد أننا إذا امتنعنا عن البيض في الصباح وهو السبب، فإن الحساسية ستختفي قبل أذان الظهر.
5- هناك بعض الأطعمة التي يتحملها الإنسان، ولكن نظراً لظرف طارئ في أجهزة جسمه لم يستطع تحملها في هذا الظرف الخاص، عندها تحدث له حساسية في هذه المرة فقط، ولو زال الظرف الطارئ لما أحدثت حساسية إن تناولها في مرات قادمة.
6- بشكل عام، فالمواد المحفوظة والمثلجة والمعلبة والمضاف لها مواد كيمياوية، سواء لتحسين رائحتها أو طعمها أو طول مدة حفظها، كل ذلك يعتبر متهما في إحداثه الحساسية إلى أن يثبت العكس.
7- مجموعة الأطعمة التي يغلب الظن أنها لا تحدث الحساسية:
لحم البقر ولحم الغنم ولحم الدجاج، زيت الذرة وزيت الزيتون وزيت عباد الشمس، الأرز، الليمون، الكريفون، الأناناس، الجزر، الكوسا، البطاطس، السبانخ، السكر، الملح، الخل، الماء، التفاح، التمر، العسل، الشاي الأحمر، القهوة.
8- مجموعة الأطعمة التي يغلب الظن أنها تحدث الحساسية:
البيض، الأسماك، الكريم، الزبدة، الجبنة، الطحين، البسكويت، الطماطم، البرتقال، الفراولة، الموز، المربى، المعلبات، المكسرات، الفول، الفاصوليا، البزاليا، الشوكولاته، الحلويات، الكولا، الفطر، المشروم.
9- المجموعتان السابقتان هما للاستئناس العام، وليس اليقين الذي يحلف عليه في المحاكم، كما وأن التجربة الشخصية هي الأساس كما تقدم.
ختاماً: فإن الشرى هو المرض السهل في التشخيص، الصعب في معرفة الأسباب، المختلف في استجابته للعلاج بين مرضى وآخرين، حتى ولو أخذوا نفس العلاج.
ولو أن كل ما ذكر لم يفد، فعندها يجب مراجعة المراكز المتخصصة، وعدم الاكتفاء باستشارة عن بعد في مرض يحتاج تحريات دقيقة لمعرفة السبب، أو على الأقل للوصول إلى تشخيص أكيد من خلال الفحص السريري أو التحاليل.
والله الموفق.