زوجي يتكلم مع قريباته دون أن يراعي مشاعري، فماذا أفعل؟
2024-05-07 01:17:00 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
متزوجة منذ 5 أشهر وأنا الآن حامل، وأحب زوجي ويحبني، لكنني وجدت رسالة من أخيه على الجوال يقول فيها: "عندما ترزق بطفل ستنساها"، ورد زوجي: أنه ما زال يفكر فيها، بالطبع تكلمت معه وبرر الأمر بعدة تبريرات، وأنها تسأل عنه وعن أخباره، وأبدى خوفه عليّ وعلى مشاعري، وفتحنا صفحة جديدة.
المشكلة أني اكتشفت بعد أسبوع من الحادثة أنه يتحدث مع فتاة أخرى من أقاربه، وتحدث معها عندما كنت في موعد المستشفى لمراجعة الطبيبة ومتابعة الحمل، وكان معي لكنه خرج وكلمها، وكان حديثهم عاديًا لكنها تزيد في كلامها بأنها ابنة عمه وحبيبته، ثم حذف المحادثة وعاد لي بشكل طبيعي، عدت وواجهته فكان الحق عليّ بأني أتجسس وأنه لو أرادها لتزوجها، وأخته تحدثت معي وأخبرتني أنهن تعودّن أن يتحدثن بهذه الطريقة بشكل مستمر، ويقولون: "يا قلبي، يا عمري، يا حبيبي"، تقصد قريبات زوجي.
تحدثنا سويًا واتفقنا على وضع حدود واضحة في علاقته مع الجميع، فأنا زوجته فقط، ولي الحق أن أكون حبيبته، وافق زوجي وانتهى الأمر، وقال إنه حذف المحادثة لأنه يخشى مني ويخاف من زعلي وعدم تقديري للأمور والمواقف، وعندما كلمها كان حديثهم حول أمور يريدها في عملها، ويريد مني أن أكون صديقته لا زوجته فقط.
الشك يكاد يقتلني لا سيما أن عمله يكون أسبوعًا في المنزل وأسبوعًا في العمل، ولديه وقت فراغ كبير وكاف للتحدث مع الكثير من الفتيات، ويمكنه حذف الرسائل حتى لا أراها عندما يعود.
كيف أساعد نفسي لأعيد نور الحب في قلبي بعد أن ضعف؟ وكيف أساعد نفسي لتكون علاقتنا جيدة ونعود كما كنا؟ كان يتمنى القدوم للمنزل، أما الآن فأشعر أنه يرغب أن يبقى في عمله ليتنفس بعيدًا عني.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ nareman حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يُؤلّف القلوب، وأن يُصلح الأحوال.
أرجو أن تقتربي من زوجك، وتحرصي على أن تقومي بما عليك، واعلمي أن العلاقة الزوجية طاعة لربِّ البريّة، وأن الأخطاء التي تحصل من الزوج ويعتذر منها؛ أرجو أن يجد منك العون على تصحيح مساره، وأعتقد أن كلام شقيقته فيه شيء من الواقعية، مع أنه مرفوض من الناحية الشرعية.
ولذلك نتمنّى أن تهتمّي بنفسك وصحتك، حتى لا يتضرر هذا الجنين الذي في بطنك، وأدّي ما عليك، وأعطي زوجك الثقة، وذكّريه بالله تبارك وتعالى، واعلمي أن الإنسان إذا اعتاد في نمط حياته أن يتحدَّث مع بنات عمّاته وبنات خالاته فإن هذا فعلًا قد يكون نمطًا اعتاد عليه، لذلك أرجو أن يأخذ الموضوع حجمه.
نحن لا نوافق على هذا؛ لأن كل هذا الذي يحدث فيه إشكال من الناحية الشرعية، وبنات العم وبنات الخال أجنبيات بالنسبة له، ولذلك ينبغي أن ينتبه، فاحرصي دائمًا على أن تُذكّريه بالله تبارك وتعالى، وندعوك إلى إعطائه ثقة إذا كلّمك، وحاولي دائمًا أن تُحسني التعامل معه، حتى تسدّي هذا الفراغ، وابحثي عن قواسم مشتركة، واسأليه عن عمله وحياته، واقتربي منه، وشجّعيه ليكون وفيًّا للبيت وللأسرة، وأقصر طريق لذلك هو أن تُشجّعيه على أن يُراقب الله تبارك وتعالى الذي يعلم السرَّ وأخفى.
أكرر دعوتي لك إلى التزام الهدوء والتواصل مع الموقع، وفعلًا يبدو أنه يُخطئ ويعتذر، ويبدو أيضًا أنه يخاف من غضبك، وهذا كلُّه واضح، ونحن لا نريد لك أن تغضبي خاصة في فترة الحمل؛ لأن هذا له انعكاسات خطيرة عليك وعلى صحة الجنين، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولكم التوفيق والسداد.
واعلمي أن مجيء الطفل فعلًا سيوثّق العلاقة، ويجعله يستمر ويُكمل هذا المشوار، فاقبلي منه الإيجابيات وضخّميها، وأظهري له مشاعرك النبيلة، ولا تُكثري التجسس والبحث؛ لأن الطبيب إذا عرف المرض يبدأ العلاج.
ومن أهم خطوات العلاج: الدعاء له، والقرب منه، والاهتمام بزينتك وصحتك، وربطه بهذا الطفل، ووضع آمال مشتركة لتربية هذا الطفل والحياة، والتذكير بالأيام الجميلة التي بينكم، والثناء عليه ومدحه، وسؤاله عن العمل، وزيادة القواسم المشتركة بينكم، بأن تزيد الاهتمامات المشتركة، لأن هذا يقوي العلاقة الزوجية.
ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.