أشعر برهبة وخوف عند الإقدام على عمل أمام الناس!
2024-04-25 02:41:13 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
إذا أمرني الأستاذ بقراءة نص مع زملائي أشعر بالرهبة والخوف، وعدم السيطرة على نفسي، أيضاً يحدث لي هذا عندما يطلبون مني الإمامة، ويحدث لي هذا دائماً، على الرغم أني كنت سليماً من هذه الأعراض.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الزرويل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنرحب بك في إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية، ونسأل الله أن يتقبّل طاعاتكم وصيامكم.
هذه الظاهرة التي تحدثت عنها - وهي الشعور بالرهبة والخوف حين تكون مُقدِمًا على عملٍ ما - ذات أهمية وظاهرة طبيعية جدًّا، ويمرُّ بها كثير من الناس، والحالة قد تبدأ بما نسميه بـ (قلق الأداء) يعني: الإنسان حتى يُؤدي واجبًا مهمًّا كالصلاة مثلًا، يجب أن يحسّ بشيءٍ من التحفّز، وربما بشيء من القلق، لكن هذا يكون في بدايات الأمر، وبعد ذلك يحسّ الإنسان بالطمأنينة، وطبعًا الصلاة حين يُداوم عليها الإنسان مع الجماعة في المساجد تصبح باعثًا للطمأنينة، وليس مصدرًا للخوف والرهبة.
أيها الفاضل الكريم: الخوف يجب أن يُحقّر، يجب أن يتم تجاهله. مثلًا: أنت حين يُطلب منك أن تُصلي بالناس، هذا يجب أن يعطيك ثقة أكثر في نفسك؛ لأنك إن لم تكن أهلًا لهذا الأمر لما طلب منك الآخرون أن تؤمّ بهم أبدًا، وتجري حوارًا مع نفسك أنك - الحمد لله تعالى - متفقّه في أمر الصلاة، وتُجيد قراءة القرآن، وتحتسب الأجر، بمثل هذه الحوارات تستطيع أن تتجاوز هذه المرحلة.
وبالنسبة للخوف حين يطلب منك الأستاذ مثلًا قراءة نصٍّ مُعيّن أمام الطلاب، أريدك أن تُدرّب نفسك على مثل هذه المواقف، من خلال ما نسميه بالتعرُّض في الخيال، وأنت في المنزل أريدك أن تجلس في مكان هادئ، وتتصور أنك أمام الطلاب، وطلب منك الأستاذ أن تقرأ نصًّا، أو تُقدّم أيِّ نوع من العرض (البرزنتيشن)، وتدخل في تفاصيل هذه التجربة، وتبدأ بالفعل في قراءة نصٍّ، وتتصور دائمًا أنك أمام الطلاب، وأنك قد أحسنت، وأنك قد أجدت، وكنت حقيقةً فخورًا بذلك في نهاية الأمر.
هذا نوع من التمرين نسميه بالتعريض في الخيال، وهو مفيد جدًّا، وأهم شيء ألَّا تتجنب أبدًا، وحاول دائمًا في الفصل الدراسي أن تجلس في الصف الأول، أن تكون منتبهًا، وهذا أيضًا نوع من التعريض الإيجابي الذي يجعلك تقدم على مثل هذه المواقف دون أي نوع من التردد.
وفي ذات الوقت يجب أن تحقّر فكرة الخوف، هذا مهمٌّ جدًّا، تحقّرها من خلال أن تحاور نفسك أن هذا الموقف يقوم به آلاف بل يمكن ملايين الطلَّاب حول العالَم، ولست أنت الوحيد، فما الذي يجعلك تخاف؟ هذا النوع من الحوار سيكون جيدًا جدًّا.
وحدوث شيء من الرهبة البسيطة والخوف هو أمرٌ إيجابي وليس أمرًا سلبيًّا أبدًا، فإذًا هذا يجب ألَّا يكون سببًا لأن يتعثّر الإنسان في أدائه، على العكس تمامًا هو يُساعد في حسن الأداء، ويكونُ هذا الخوف أو الرهبة في البداية، بعد ذلك تتلاشى تمامًا، إذًا هذا النوع من الخوف يمكن أن نحوله ليكون خوفًا حميدًا وخوفًا إيجابيًّا مفيدًا.
بصفة عامّة: أرجو أن تزيد من أنشطتك الاجتماعية، مثلًا تمارس رياضة ككرة القدم مع مجموعة من زملائك، تحرص على الصلاة مع الجماعة دائمًا، تشارك زملاءك فترات الترفيه على النفس الإيجابية والجيدة والمشروعة، تكونَ شخصًا فعّالًا داخل أسرتك، ومُشاركًا في الأنشطة الأسرية، وطبعًا بارًّا بوالديك.
فإذًا بصفة عامّة: البناء على التواصل الاجتماعي يجعل الإنسان يتخطى المخاوف أيًّا كان نوعها.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.