كيف أتجاوز الضغوط التي أواجهها وأستعيد طاقتي؟
2024-04-28 01:12:39 | إسلام ويب
السؤال:
كيف أستعيد طاقتي؟ أنا أحس أني غير قادرة على الإكمال بسبب كثرة الضغوطات التي أواجهها -يا شيخي- أنا أدرس وأسافر أسبوعياً، وأعود إلى المنزل في منتصف الأسبوع؛ كي أساعد أمي في المنزل، لكن فقدت طاقتي الآن بسبب هذه الضغوطات، وكذلك بسبب ما تعانيه الأمة من بلاء، لا أجد ما يصف الحال، لكن أحس أني انطفأت في شهر رمضان، وأنا لا أستطيع أن أفعل شيئاً، كذلك علاقتي بالله تتدهور، فساعدوني!
جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -أختي الفاضلة- في استشارات إسلام ويب، وأسأل الله أن يوفقنا وإياك لصالح القول والعمل.
أختي الفاضلة: لا يسلم أحد من وجود الضغوطات والصعاب في حياته، ولكن قد تتفاوت في شدتها وتعددها، وأعظم ما يعين في
الشدائد النوازل هو: حسن الارتباط بالله تعالى والثقة به سبحانه، فهو المعين في السرّاء والضرّاء؛ لذلك ننصحك بمجموعة من الأمور المهمة:
أولاً: أهمية الخروج من بؤرة الضغوطات والتفكير فيها وفي نتائجها بشكل مستمر، وذلك عبر ممارسة أي فعل تحبه النفس أو ترتاح إليه، مثل ممارسة الرياضة أو الكتابة أو التنزه أو قراءة القرآن... إلخ، هذا الفعل يقوم بتشتيت تركيز تلك الضغوطات، والذي يقود إلى التفكير في تبعاتها على النفس وعلى الغير، ويزيد الأمر توسعاً عندما تتسع دائرة التفكير فتشمل جوانب أخرى، يعجز فيها الإنسان عن تقديم أي حل عملي، كالألم لحال الأمة، وما يصيبها من نكبات وصراعات هنا وهناك.
ثانياً: النظر في مآلات الأشياء وعواقبها، فلا ينبغي أن يتوقف التفكير عند الحدث والمشكلة وما فيها من الضغوطات، ولكن لا بد أن ينظر الإنسان إلى العاقبة والثمرة، فما سيحصده الإنسان جرّاء صبره ومثابرته واجتهاده له عائد كبير على النفس، وتصبيرها على الشدائد، ولك أن تتدبري في سورة يوسف -عليه السلام- وكم كان فيها من صعاب وأحزان، ثم أعقبها التمكين والظفر والعز -بفضل الله وتوفيقه- وهذه السورة كانت من أعظم المواساة للنبي -صلى الله عليه وسلم- في ساعة الشدة، فننصحك بتلاوتها وفهم معانيها ومقاصدها، والتدبر في الكثير من جوانبها الأخلاقية والتربوية.
ثالثاً: تقسيم وترتيب الوقت، وتوزيع المهام، كل هذا يساعدك على الشعور بالإنجاز، فمن أكثر ما يزيد الضغوطات هو عدم الشعور بالتقدم والإنجاز، والخوف والقلق من التراجع؛ لذلك لا بد من تقسيم الوقت وترتيب الأولويات، وتوزيع المهام لتشعري بالإنجاز عند انتهاء المهام على أكمل وجه.
رابعاً: ربط النفس بالله تعالى، والتعلق والثقة به؛ فالإنسان عندما يرى ما يصيب الأمة أو ما ينزل به شخصياً من النوازل والأحداث، يكون بأمس الحاجة للشكوى لله، والتعرض لرحمة الله وفضله؛ لذلك لا بد في هذه المرحلة من تكثيف الارتباط بالله، أشد من أي وقت مضى، والتركيز على ما يدعم الإيمان ويسمو بهذه العلاقة مع الله تعالى، مثل كثرة ذكر الله تعالى، وتلاوة القرآن، والتسبيح، والإكثار من النوافل والطاعات، قال تعالى في قصة نبي الله يونس عليه السلام: (فلولا أنه كان من المسبحين *للبث في بطنه إلى يوم يبعثون) فالتسبيح كان له الدور الكبير في الفرج بعد الشدة.
خامساً: الارتباط بالرفقة الصالحة، والمشاركة معهم نفس الاهتمامات والنشاط؛ فوجود أفراد تتشاركين معهم الكثير من الاهتمامات والأنشطة والفعاليات، يساعدك على التخفيف من ضغوط الواقع، والاستئناس بوجود الأخوات من حولك، ومؤازرة بعضكم لبعض شيء مهم، يقول تعالى موصياً النبي صلى الله عليه وسلم: (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه، ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا، ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا، واتبع هواه وكان أمره فرطاً)، لذلك ننصحك بالتفاعل والمشاركة مع صديقات صالحات، ولا تستسلمي للعزلة والاسترسال في التفكير السلبي.
أخيراً: -أختي الفاضلة- تذكري قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له) رواه مسلم، وكذلك قول رسول الله صلى الله علية وسلم: (ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن، ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها؛ إلا كفر الله بها من خطاياه) البخاري.
فالحياة لا بد فيها من هذه الصعب والشدائد، والسعيد من يتعلم منها ويتربى ويكتسب الخير.
كذلك حاولي -أختي الفاضلة- أن تنظري إلى الجوانب الإيجابية في أي نازلة، كذلك تأملي إلى من هم أشد منك في المشاكل والأمراض والاحتياجات لتهون عليك مصيبتك ، وتحمدي الله على كل حال؛ فهذا يساعدك على شكر نعمة الله تعالى.
وفقك الله لما يحب ويرضى.