رهاب اجتماعي شديد أعانيه بسبب شكل وجهي، انصحوني
2024-05-01 01:37:02 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أعاني من رهاب اجتماعي شديد؛ بسبب شكل وجهي، حيث إن لدي سوادًا تحت العينين؛ مما يجعل الناس ينظرون إليّ نظرات قاسية، فهل أعذر بعدم صلاة الجمعة لهذا السبب؛ لأني لا أريد أن ينظر إلي الناس نظرات قاسية، وأشعر بتوتر شديد لحركاتهم نحوي، ولقد تعبت كثيراً نفسياً؟!
ساعدوني، أنا ليس لدي عقدة، بل أريد حقاً الصلاة في المسجد، وأتمنى أن يكون وجهي طبيعيًا، فأنا لا أبتسم أبداً، وأتألم بشدة، وأبكي بسبب نظرات الناس نحوي، وهذا السبب يمنعني من الذهاب للمسجد!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ salim حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -أخي الفاضل- عبر استشاراتك إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.
أخي الفاضل: الرهاب الاجتماعي الذي وصفته هو من أكثر أنواع الرهاب انتشارًا بين الناس، وإن كان الكثير منهم لا يتحدثون عما يعانون منه، خجلًا من الناس الآخرين -أخي الفاضل-، يظن المصاب بالرهاب الاجتماعي أن تجنب المواقف التي تحرجه سيساعده على التخلص من هذا الرهاب، ولكن العكس هو الذي يحصل.
التجنب لا يحل المشكلة، وإنما يزيدها تعقيدًا، وتصبح مشكلة مزمنة، عكس التجنب هو الإقدام والمواجهة، فتجنبك للناس، وعدم خروجك للصلاة في المسجد لا يساعد أبدًا، وإنما الأفضل أن تقدم على هذا العمل الطيب، متجاهلًا نظرات الناس لك.
أخي الفاضل: هناك نقطتان أساسيتان:
النقطة الأولى: أنك تعتقد -وهذا ما يشعر به صاحب الرهاب الاجتماعي- أن الناس ينظرون إليك باستهجان أو استغراب من مظهر وجهك، وخاصة السواد تحت العينين الذي وصفت.
أخي الفاضل: هذا ليس بالضرورة صحيحاً، الناس في حالهم عندهم ما يشغلهم، وأنت اسمح لي أن أقول: أنت لست على قائمة اهتماماتهم كما تعتقد، وهذا ما يشعر به معظم المصابين بالرهاب الاجتماعي، تعتقد أنهم ينظرون إليك نظرة خاصة، وهذا غير دقيق.
النقطة الثانية -أخي الفاضل-: إذا كان هذا السواد تحت العينين واضحاً جدًا، فيمكنك أن تخففه ببعض المراهم، ويمكن أن تستشير في هذا الحلاق الذي تحلق عنده، أو بائع أدوات التجميل، فليس هناك ما يمنع أن تضع شيئًا من المراهم، التي يمكن أن تخفف هذا السواد الذي يشغل بالك، ولكن أؤكد لك أن الموضوع ليس موضوع سواد تحت العينين، وإنما هو رهاب اجتماعي بشكل أو آخر، إن لم يكن بسبب السواد تحت العينين، فيمكن أن يكون لسبب آخر، يشعر به معظم من هو مصاب بالرهاب الاجتماعي.
أدعو الله تعالى أن يشرح صدرك وييسر أمرك لتخرج مما أنت فيه، ولا أعتقد أنك في هذه الحالة تحتاج إلى العلاج الدوائي، ولكن إن استمر هذا الحال ولم تفلح في الإقدام، ووجدت صعوبة في هذا، فلا بأس أن تستشير أحد الأطباء النفسيين؛ فلعله يصف لك أحد الأدوية التي تخفف من هذا الرهاب الاجتماعي.
والله الموفق.
________________________________
انتهت إجابة د. مأمون مبيض استشاري الطب النفسي.
وتليها إجابة الشيخ/ أحمد الفودعي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
________________________________
مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى لك عاجل العافية، وأن يصرف عنك كل مكروه.
قد اتضح -أيها الحبيب- من كلام الأخ الفاضل الدكتور مأمون، إن المانع من حضور الجمعة يمكن التغلب عليه دون مشقة كبيرة عليك، وإن هذا الحضور هو في حد ذاته جزء من العلاج لما أصبت به من الرهاب، ولهذا لا نرى أن هذا عذرًا يكفي لتركك الجمعة، والجمعة فريضة، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لينتهين أقوام عن تركهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم).
قد أمر الله تعالى بالسعي إلى ذكر الله يوم الجمعة، فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ) وصلاة الجمعة وإن كان لها أعذار تسقطها، ولكن ليس منها -فيما يبدو لنا- هذا العذر الذي تتكلم عنه، لأنه أولًا: يمكنك تخفيفه إذ لم يزل بالكلية وتغطيته، وثانيًا: أنه في حقيقة الأمر ليس عيبًا، وهو فيما نرى أمر مألوف لدى الناس، فنحن ندعوك -أيها الحبيب- إلى أن تجاهد نفسك، وتأخذ بأسباب دفع هذا الرهاب عنك، وهو جزء من التداوي -كما قلنا-، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما أنزل الله داء إلا وأنزل له دواء.. -ثم قال في آخر الحديث-: تداووا عباد الله).
نسأل الله سبحانه وتعالى أن ييسر لك الأمر.