خطبت فتاةً ولا تزال مترددةً.. فهل الأمر له علاقة بالسحر؟

2024-04-25 01:54:38 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.
تحيةً طيبةً -إسلام ويب- وبعد:

تعرفت على فتاة منذ مدة، وكنا متفقين في البداية على العديد من الأمور، وكنت قد أبلغتها بأنني ضد فكرة عمل المرأة أساسًا، وكانت توافقني الرأي، وقد التقت بأختي أكثر من مرة، وتحدثت إليها بأريحية، وحين أردت التقدم لخطبتها قالت: إن العمل شرط أساسي عند عائلتها، فلما قلبت الأمر من أوجه عدة تنازلت عن شرط العمل، مع التأكيد على التعليم دون غيره، ثم تقدمت لخطبتها منذ شهرين، وهي تعرفني حق المعرفة، وقد كانت الأمور في ظاهرها على ما يرام، واتفقنا على جل الشروط، ومن بينها شرط العمل، فاشترطت عليها بأن لا يكون العمل خارج إطار التعليم، وأنني لا أرغب في عمل الإدارة، وأن تخصص الفتاة في مجال التعليم، وخاصةً أنني مستقر ماديًا -والحمد لله- وقد وافقت، وأخبرتْ والدها، فوافق، وكانت الأمور واضحةً جدًا.

ثم بعد فترة اتصل بي أخو الفتاة ليبلغني بأنها قد غيرت رأيها، وأنها ترغب في العمل أيًا كان، فاستوضحت الأمر، فوجدت أن والدها ليس على علم، وسرعان ما أخذت الأمور منحنى آخر، مثل توضيح كم عدد المرات التي يجب أن تزور بيت أهلها بعد الزواج، وأني رجل معقد، وشروط أخرى مثل الذهاب للحمام.. إلخ.

حاولت أن أبين المسائل من وجهها الشرعي، ولم أوفق؛ فهي مصرة، وقد أخبرتها أنني لن أتنازل عن شروطي، ثم اتصلت بها أختي لتسألها عن رأيها إن كانت تقبل بي على شروطي، فقالت: بأنها ليست على طبيعتها، وأنها تشك في أنه سحر، وأنها تريدني، ولكن يجب عليّ أن أصبر عليها، وأن الموضوع لا يزال مفتوحًا إلى أن تشفى وتعلم بم ترد، فهل هذا سبب يدعوني للانتظار؟ وهل له علاقة بالسحر؟


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ آدم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبعد:

لا نستطيع أن نثبت أو ننفي وجود السحر من عدمه، لكن هذا لا يمنع وجوده أو وجود غيره كالعين، أو الحسد، أو غير ذلك؛ ولذا عليك التعامل وفق هذه القاعدة: نصدق قولهم، وننصح بالمعروف.

ونحن نوصيك بما يلي:

أولاً: حين تكون زوجتك في بيتك فإن كثيرًا من الأمور تختلف؛ لذا نصيحتنا أن لا تفرع في المسائل الفقهية، أو التصورات الجزئية، ويكفي أن تتفقا على الحوار، وأن يكون القرار المتخذ لا يخالف شرع الله تعالى.

ثانيًا: أساس الزواج الصالح وجود الدين والخلق، فإذا كان هذا المعيار قائمًا فاطمئن؛ فما بعده أهون إن شاء الله تعالى.

ثالثًا: لا تربط نفسك بعدد ولا زمن، واجعل الإجابات دائمًا مريحةً وفضفاضةً؛ فمثلاً: كم عدد الزيارت التي ستزور أهلها؟ هذا سؤالهم، فليكن الجواب: أنا لن أمنع زوجتي متى ما أرادت الذهاب إلى بيت أهلها أن تذهب، والأصل أننا سنكون أهلاً، ولن ننقطع -إن شاء الله- عن بعض.

هذا الجواب يريحهم، وهو ليس كذبًا، ولا حيلةً منك؛ فالرجل الحكيم متى ما أرادت الزوجة الذهاب لبيت أهلها اصطحبها ما دام الوضع مناسبًا، وثق -أخي الكريم- أن الزوجة بعد الزواج لا ترتاح إلا في بيتها، فاطمئن من هذه الناحية.

رابعًا: إذا أردت أن تصدر حكمًا شرعيًا في أمر ما، فلا تقل من عندك، بل اختر من أهل العلم، والدين، والحكمة، من هو محل احترام عند الأهل، ومن يستفتى في المسألة، وبذلك تكون أنت خارج دائرة التشدد أو غيره.

وأخيرًا: ما دمت اخترت الفتاة على دين وخلق، وأنت مريد للخير، فلا تتردد، وخاصةً أن الفتاة متفقة معك على أكثر الأمور -والحمد لله-، وانصحها بالمحافظة على الأذكار، وقبل الزواج استخر الله تعالى، فلا خاب عبد استخار الله في أمر قط.

نسأل الله أن يحفظك، وأن يرعاك، والله الموفق.

www.islamweb.net