فجأة استيقظت قلقاً أشعر بدوخة وأني سأموت..ما تشخيص ذلك؟
2024-04-25 01:44:37 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا متزوج منذ عدة أشهر، وكنت سليمًا، وطبيعيًا جدًا، ولكن منذ أكثر من شهر قررت ترك وظيفتي، والانشغال بالأعمال الحرة، وفي ليلة من الليالي فجأة استيقظت قلقًا، مع شعور بدوخة غريبة، وأني سأموت.
فقمت لأصلي، وزاد الوضع سوءًا أكثر، حتى احتضنتي زوجتي وهدأت، ثم بعد إجراء الفحوصات الطبية تبين سلامة نتائجي، ولكن على الرغم من ذلك فإن الموضوع ازداد سوءًا؛ فقد كانت الأعراض تأتيني ليلاً فقط، والآن أصبحت تأتيني ليلاً ونهارًا، ولا أستطيع النوم، فما هو تشخيص حالتي؟
حفظكم الله.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
اطمئن؛ فإن ما تعاني منه حالة معروفة في الطب النفسي، والتي نسميها (نوبات الهلع أو الذعر)؛ حيث يشعر الإنسان فجأةً -سواءً كان مستيقظًا أثناء النهار، أو على وشك النوم، أو عند الاستيقاظ- بشيءٍ يُخيفه، ويشعر بتسارع ضربات القلب، وربما التعرُّق، ورجفة اليدين، وكأنّه على وشك أن يموت، أو أن يحدث له ما هو ضار.
نعم -أخي الفاضل- عندما تأتي هذه النوبة تكون مزعجةً، ومخيفةً جدًّا؛ حيث يخشى المُصاب على حياته، إلَّا أنها خلال دقائق تهدأ هذه النوبة، وإذا ذهب -كما يفعل بعض المصابين- إلى قسم الطوارئ في المستشفى، ومع وصوله إلى هناك تكون النوبة قد هدأت أو اختفت، وبالتالي تكون الفحوصات والاختبارات كلها طبيعيةً، وهذا الذي حدث معك، حيث إنك أجريت الفحوصات الطبية، ولكنّها كانت سليمةً، وهذا الأمر معروف.
أخي الفاضل: ما هي أسباب هذه النوبات؟
حقيقةً لا نعرف، ولكن لا شك أنه وُجد هناك ما يشغل البال ويسبب القلق والتوتر، كما أنك الآن في طور ترك وظيفتك لتبدأ عملًا حُرًّا، فلا شك أن هذا أمرٌ كبيرٌ يُقلق الإنسان.
أضف إليه أنك تزوجت منذ عدة أشهرٍ، وبالتالي لا شك أنك تُفكّر جديًّا كيف تعول هذه الأسرة الجديدة، وقد قررت ترك هذا العمل، وهذا القلق والتوتر يمكن أن يكون وراء هذه النوبة أو النوبات.
ماذا علينا أن نفعل -أخي الفاضل-؟
غالبًا تذهب هذه النوبات بشكل طبيعي، وخاصةً من خلال:
- أن تُذكّر نفسك بأنها نوبات عارضة ستختفي مع الوقت، فهذا يُطمئنك.
- أيضًا وجود مَن يُطمئنك، كما فعلت زوجتُك حيث طمأنتك، ممَّا حسّن من شعورك هذا، وهذا أمرٌ طيب.
- حاول أن تتعامل مع المواقف الصعبة في حياتك بمعقولية وإيجابية؛ بحيث لا تزيد من القلق والتوتر الذي في داخلك.
أخي الفاضل: يُفيدك أيضًا -بالإضافة إلى العبادات والصلاة وتلاوة القرآن- الأنشطة التي تُساعدك على الاسترخاء؛ كالرياضة، والمشي، فهذا أمرٌ طيب، بالإضافة أيضًا إلى التغذية المناسبة.
إذا استمرت هذه النوبات، أو ازدادت شِدَّتُها، فأدعوك إلى أخذ موعدٍ مع الطبيب النفسي في العيادة النفسية؛ ليؤكد التشخيص، ويشرح لك، وهناك بعض الأدوية التي تُساعد، وإن كنّا لا نلجأ إليها، وإنما نلجأ إلى ما ذكرتُه لك.
اطمئن أنك ستتجاوز هذه النوبات، وتعودُ إلى حالتك الطبيعية، وخاصّةً عندما يخفّ التوتر والقلق في حياتك.
داعيًا الله تعالى لك بتمام الصحة والعافية.