كلما دخلت في عمل جديد حدثت لي مشكلة وفقدته!
2024-04-17 04:44:14 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
بدأت العمل منذ أن كان عمري 22 سنةً، حيث عملت لمدة 5 سنوات في بلدي، وسنةً واحدةً في الخارج، ولكن منذ أن عدت لم أعد أستطيع العمل؛ وذلك بسبب حدوث مشاكل تمنعني عن العمل، أو أنني أمرض.
هناك من يقول: بأن خطيبتي السابقة هي من عملت لي السحر، ولكنني غير مقتنع بذلك، ومنهم من يقول لي: إن ما يحصل لي بسبب رجوعي لبلدي رغمًا عني، وهذا عكس الواقع؛ فقد رجعت برغبتي.
بسبب حالتي كنت سأنتحر عدة مرات؛ فقد تعبت من عدم وجود عمل، فأنا ليس من طبعي حب الراحة والكسل.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
قد تفهمنا طبيعة حياتك، وشغفك بالعمل، وسفرك؛ وانتقالك في البلاد طلبًا للرزق دليل على ذلك، ومن الطبيعي في ظل هذه الأحداث الاقتصادية التي تمر بها بعض بلادنا العربية ألا يجد المرء عملاً بسهولة، وليس هذا مقتصراً عليك، بل إن هناك آلاف الشباب ممن أفنوا أعمارهم في التعليم، حتى أن بعضهم قد أخذ شهادات الدكتوراة في بعض التخصصات ولا يجدون عملاً.
نقول لك هذا لأنه من السهل تفسير الأحداث تفسيرًا سلبيًا، ومن السهل كذلك إلقاء التبعة على العين، أو السحر، أو ما شابه ذلك، وللأسف قد انتشرت هذه التفاسير المريحة بين المسلمين كثيرًا، وبدأ البعض يفسر أي حادثة عرضية أو مرض طارئ على أنها لون من ألوان السحر أو الحسد، وصار يصدق كلام أي شخص يتحدث حول هذا الموضوع دون التأكد من أهليته أم لا؛ مما نتج عنه فتور في حياته أورثه الهم والغم، ولو تصرف بعقل وحكمة، وقاس الأمور بمنطق الأسباب والمسببات، لتجنب هذه المزالق.
ثانيًا: لا تفهم من كلامنا أننا ننكر العين، أو الحسد، أو السحر، لا، فهذا موجود وقائم، ولكنا ننكر أمرين:
1- تضخيم الحديث عنه، والاعتقاد فيه أكبر من حجمه.
2- تصديق غير أهل الاختصاص، والاعتقاد فيهم.
ثالثًا: إننا نرجو منك طرح كل هذه التفسيرات البائسة، والبحث الجاد عن العمل، مع ضرورة قراءة سوق العمل قراءةً متقنةً، والتوكل على الله في الطلب، والابتعاد عن موانع الرزق من المعاصي وغيرها، مع الالتزام بالرقية الشرعية، هذا هو الطريق الصحيح، لذا نطلب منك مع البحث الجاد أن تحافظ على ما يلي:
- قراءة الفاتحة، وآية الكرسي، وخواتيم سورة البقرة، والمعوذات، وقل هو الله أحد.
- الرقية بدعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي قوله: (بسم اللهِ أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفسٍ أو عين حاسدٍ، الله يشفيك، بسم الله أرقيك).
(أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق).
(بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم).
(اللهم رب الناس أذهب البأس، واشفِ أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يُغادر سقمًا).
(أعوذ بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عينٍ لامّة).
- المحافظة على الأذكار الصباحية والمسائية، وأذكار النوم.
وهكذا تسير في الخطين معًا دون اتهام لأحد، أو تضخيم لأحداث يمكن تفسيرها بيسر وسهولة بعيدًا عن تلك التعقيدات.
نسأل الله أن يوفقك، وأن يكتب أجرك، وأن يرزقك من واسع فضله.