فضلت العزلة وتغيرت نظرتي للحياة بسبب شجار مع أحد الأشخاص!!
2024-03-31 06:07:54 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
استفساري عن علاج الصدمة القديمة التي لم تعالج، وأثرت على حياتي، وعلاقاتي، وشخصيتي.
الذي حدث أنني دخلت شجارًا مع شخص، فتقاتلنا، وعندما شعر بالهزيمة أخرج سكينًا صغيرًا جدًا، كان يحمله في سلسلة، وجرحني في يدي جرحًا طوليًا، ولما رأيت المنظر وقتها تجمدت مكاني، وشعرت بالخوف، وبعد ذلك تم مجلس عرفي للصلح، وجاء أهل الفاعل فقط بدونه، ومن يومها وأنا أشعر بأن حقي مهدور، وضائع، وليس لدي من يقف بجانبي أبدًا، رغم أن سبب المشكلة شخص آخر هرب ولم يقف معي، ومن وقتها تغيرت نظرتي للحياة، وأصبحت أفضل العزلة، وأتظاهر أنني بخير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلاً بك -أخي محمد- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبعد.
كنا نود أن نعرف كم هو عمرك؟ فإن هذا سيكون مفيدًا أكثر في الإجابة، لكن على كل حال ما حدث معك أمر طبيعي، إذا فهم في إطاره العام، فسبب المشكلة التي جعلتك تفضل العزلة هو شعورك بأنك عاجز عن أخذ حقك، وأنك خائف من ردود الفعل، وأنك خائف أن يتكرر هذا الأمر معك، وأنك غير متوقع لما سيحدث لو اندمجت مع الناس، كل هذا مجتمعًا أورث عندك شعوراً بأن الانعزال هو الأمان الحقيقي لك، وهو خطأ لما سيأتي:
أولاً: المشكلة مع الشاب ليست مشكلتك أنت، وإنما مشكلة شاب آخر دافعت عنه فهرب، وحين تكون المشكلة ليست خاصةً بالفرد، والخذلان من طرف من دافعت عنه تكون القابلية للبذل ضعيفةً، وهو أمر طبيعي ومتفهم.
ثانيًا: لست جبانًا، ولا ضعيفًا، بدليل أنه اعتمد حتى يهزمك على وسيلة أخرى، ومن الطبيعي أن يخشى الناس هذه الآلات الحادة، بل نقول لك: إنه من غير الطبيعي هو التعامل مع الآلات الحادة على أنها أمور طبيعية واعتيادية، وأكثر من يتعاملون بهذا عندهم إما اضطراب سلوكي، أو نفسي، أو يتعاطون شيئًا ما، فاحمد الله على العافية.
ثالثًا: حضور أهل الفاعل في المجلس العرفي كافٍ، بل هو أكثر وأعمق من حضور الشاب نفسه، هكذا الأعراف -يا أخي-.
أخي محمد: إن علاج ما أنت فيه ليس الانعزال، بل الانخراط في مجتمع آمن؛ ونعني بذلك أن تختار أصدقاء صالحين من أهل المساجد، وأن تقيم علاقةً قويةً معهم؛ فالمرء بإخوانه، والانعزال سيسبب لك ضعفًا، وهوانًا، وانكسار عزيمة، وأنت لست كذلك.
2- نرجو منك عدم الاحتكاك مع أهل الفساد؛ ليس ضعفًا منك، بل لأنك أعلى من ذلك وأغلى، والعاقل لا يرد على كل إساءة بمثلها، فأحيانًا يكون رد الحكيم التجاهل، وأنت مثلاً في قريتك يا محمد إذا قابلك كلب فنبح عليك، فهل ستقابل ذلك بالمثل، أم تتجاوزه لغيره؟ هكذا هي الحكمة.
3- نرجو منك أن تمارس لونًا من ألوان الرياضة؛ فإن هذا يكسبك مزيدًا من الثقة.
وأخيرًا: اجعل لك هدفًا كبيرًا تريد الوصول إليه، فإذا ما وجدته علمت قطعًا أن ما دون ذلك توافه، وقد قابلنا يا محمد بعض الشباب في صباهم كان كل همهم الضرب، والإيذاء، والصراخ، والسباب، وكنا نبتعد عنهم، واليوم هؤلاء ما بين مشرد، ومسجون، وضائع، فلا تهتم بهؤلاء، وضع أهدافًا عظيمةً لك، وغدًا حين يكرمك الله ستجد الفارق شاسعًا بين من اعتمد طريق التعليم والصلاح، وغيره.
نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، والله الموفق.