لا أشعر بالشغف في حياتي ولا الدافعية.. ما الحل؟

2024-03-19 02:39:38 | إسلام ويب

السؤال:
أعاني من موت الشغف بالحياة، ولا أشعر بوجود الدافعية!

أنا منذ المراهقة وحتى الزواج أعاني من الاكتئاب، الخوف، الرهاب، أكملت حياتي وتزوجت وأنجبت قبل سنة، قررت أن أتعالج وعرضت حالتي على دكتور، استخدمت بروزاك بشكل متقطع، بدأت أشعر بالسعادة، وتوقفت عن الأفكار وعن لوم لنفسي، وتركت أموراً كثيرة.

أصبت بحالة تعب جسدي فظيع، ورجعت للدكتور، أوصاني بالاستمرار على البروزاك، استخدمته مدة ٣ أشهر، ثم تركته، الآن أعاني من موت الشغف بحياتي والدافعية، تركت ممارسة أمور حياتي من شغل، وطبخ، واهتمام، فليس لي رغبه أبدًا، وأشعر بتعب جسدي من أبسط عمل، وأحس بفحمة بالصدر عند القيام بأي عمل بسيط.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميرال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنا أعتقد أن الذي تعانين منه قد يكون درجة بسيطة من انخفاض في المزاج، ولا أريد أن أسمّيه اكتئابًا، انخفاض المزاج قد يُلازم بعض الناس في حياتهم، وطبعًا انخفاض المزاج يكون أيضًا مصحوبًا بانخفاض الدافعية والشغف كما وصفتِه.

أنا أريدك حقيقةً أن تُغيّري مفاهيمك تمامًا، ولا تنظري لنفسك كإنسان مكتئب، أو ليس لديه دافعية؛ لأن تصحيح المفاهيم يُعتبر نقطة جوهرية وأساسية لتغيير مشاعرنا، والإنسان أصلًا من الناحية السلوكية هو عبارة عن أفكار ومشاعر وأفعال، والله تعالى حبا الإنسان بأن تكون لديه القدرة لتغيير أفكاره، الفكر السلبي يُقابله الفكر الإيجابي، فلماذا لا يكون الإنسان إيجابيًّا ويتفكّر في الأشياء الطيبة والجميلة في حياته؟ هذا ليس خداعًا للنفس، وليس نكرانًا لما هو سيئ، إنما التفاؤل والفكر الإيجابي بالفعل يؤدي إلى تغيير مشاعر الإنسان، فاحرصي على هذا أيتها الأخت الكريمة.

ومن المهم جدًّا أيضًا أن تكون أفعالك إيجابية، أن تنظمي وقتك، أن تتجنبي السهر، أن تمارسي الرياضة، أن تكوني حريصة جدًّا في بيتك، في ترتيب أمور البيت، وأن تكوني نشطة في ما يتعلَّقُ بالعبادة، تقدمي للصلاة بكل دافعية..؛ هذه الأشياء مهمّة جدًّا، أن يجبر الإنسان نفسه على الفعل الإيجابي؛ حتى وإن كانت أفكاره ومشاعره سلبية، والذي يقوم بواجباته ويكون إيجابيًّا في أفعاله سوف يتبدّل فكره وكذلك شعوره من سلبي إلى إيجابي، هذه المعادلة السلوكية معروفة تمامًا.

الأمر الآخر: طبعًا أنت في عمر تحدث فيه تغيرات عند النساء، بدايات التغيرات الهرمونية، المواد الدماغية الإيجابية مثل السيروتونين أيضًا قد يحدث فيها شيء من الانخفاض البسيط، فإذًا عمر الأربعين وما فوق - حتى عمر الخمسين والخامسة والخمسين - عمر الهشاشة عند النساء، هذا قد يُؤثر على الحالة المزاجية، وهنا أقول لك: الرياضة مهمّة جدًّا؛ لأنها تحفظك - إن شاء الله تعالى - من هشاشة العظام وهشاشة النفس أيضًا، سيكون عائدها إيجابيًّا جدًّا، فاحرصي على ممارسة الرياضة.

وأنا أرى أن الـ (بروزاك) دواء رائع جدًّا، دواء سليم، غير إدماني، لا يُؤثّر على الهرمونات النسائية، لا يُؤدي إلى زيادة في الوزن أبدًا، وبالفعل يُحسِّن الدافعية، فأرجو أن تتناولي البروزاك بجرعة كبسولة واحدة يوميًا (عشرين مليجرامًا) لمدة ستة أشهر على الأقل، بعد ذلك اجعليها مثلًا كبسولة يومًا بعد يومٍ لمدة ستة أشهر أخرى، وتُقيّمين نفسك بعد ذلك، وإن شاء الله تعالى أمورك كلها تكون على خير.

أيضًا أود أن ألفت نظرك لأهمية تمارين الاسترخاء، الشعور بالفحمة في الصدر؛ هذا ناتج من التوتر العضلي، وتمارين التنفس المتدرجة تمارين مفيدة جدًّا، سوف تجدين برامج كثيرة على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة هذه التمارين، فأرجو أن تحرصي عليها.

أمر آخر مهم هو: أرجو أن تقومي بعمل الفحوصات الطبية المختبرية الروتينية، لتتأكدي من مستوى قوة الدم لديك، وتتأكدي أيضًا من وظائف الكبد، ووظائف الكلى، ومستوى الأملاح، وكذلك وظائف الغدة الدرقية، وفيتامين (د) وفيتامين (ب12) ؛ لأن أي نقص في هذه المكونات - وهو أمرٌ شائع - قد يُؤدي إلى شيءٍ من عُسر المزاج، والفحوصات الدورية دائمًا مفيدة، مرَّة كل ثلاثة أو ستة أشهر، يُعتبر هذا الإجراء من الأصول الطبية الرصينة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبارك الله لنا وإياك في شهر رمضان الكريم، ونسأله أن يجعلنا من الصائمين القائمين.

www.islamweb.net