أصابني البرود تجاه زوجتي بعد موت أمي، أرجو النصيحة
2023-11-28 22:07:08 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
توفيت أمي وبسبب الحزن صرت باردًا مع زوجتي، أحبها لكنني حزين على فراق أمي؛ لذلك صار رد فعلي باردًا مع زوجتي.
شكرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Arfaat حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك – الأخ الكريم والابن الفاضل – في الموقع، ونشكر لك الاهتمام بأمر الوالدة - رحمها الله -، نسأل الله أن يرحمها وأن يرحم أمواتنا وأموات المسلمين، ونسأله تبارك وتعالى أن يُعينك على القيام ببقية الواجبات، والتي منها حُسن المعاشرة لهذه الزوجة.
نتمنّى أن تخرج من هذا الذي أنت فيه لتُعطي الزوجة حقّها، فإن هذا أيضًا من واجبات الشريعة، والوالدة بحاجة إلى الدعاء، وإذا أحسنت للزوجة فهي أيضًا ستدعو لوالدتك؛ ولذلك ينبغي أن تُغيّر هذه الفكرة وتقوم بما عليك تجاه الزوجة، وبما عليك تجاه الوالدة التي لم ينقطع بِرُّها بوفاتها، فإن من لُطف الله بنا أن البِرَّ يمضي، وقد ورد في السنة أنَّ رجلاً جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: (هَلْ بَقِيَ مِنْ بِرِّ أَبَوَيَّ شَيْءٌ بَعْدَ مَوْتِهِمَا أَبَرُّهُمَا بِهِ؟)، قَالَ: (نَعَمِ، الصَّلَاةُ عَلَيْهِمَا، وَالِاسْتِغْفَارُ لَهُمَا، وَإِنْفَاذُ عَهْدِهِمَا مِنْ بَعْدِهِمَا، وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِي لَا تُوصَلُ إِلَّا بِهِمَا، وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا).
إذًا أبواب الطاعات أمامك موجودة، وهذا هو الذي تستفيد منه الوالدة، أمَّا الحزن الزائد فإنا نخشى أن يتحول اعتراض على قضاء الله وقدره، أو عدم الرضا بما قدّره الله تبارك وتعالى.
وهذا الحزن ينبغي أن يكون هناك حزن حقيقة، ولكن ينبغي أن يكون بمقدار، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (تَدْمَعُ الْعَيْنُ، وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ، وَلَا نَقُولُ إِلَّا مَا يَرْضَى رَبُّنَا، وَاللهِ يَا إِبْرَاهِيمُ إِنَّا بِكَ لَمَحْزُونُونَ).
والإنسان عندما يفقد عزيزًا – كالوالدة – ينبغي أن يتذكّر مصاب الأُمَّة بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، فإن تذكُّر مصيبة موت النبي - صلى الله عليه وسلم - تهون معها مصائب الدنيا.
ثم عليك أن تتذكّر أن هذا الحزن الزائد لا يُفيد الوالدة في شيء، الذي يُفيدها هو الدعاء، والاستغفار، وكما قلنا: والصدقة عنها، والعمرة و...، يعني هذه الأعمال التي يعملها الابن؛ لأنك من كسبها.
نسأل الله أن يُعينك على القيام بما عليك تجاهها، ونكرر دعوتنا لك إلى أن تُعطي الزوجة أيضًا حقها؛ فإن الحق الذي أمرك أن تبرّ الوالدة وتكون وفيًّا لها؛ هو الذي أمرك بأن تُحسن للزوجة وتُؤدي ما عليك من الواجبات، ونسأل الله أن يوفقك وأن يرفعك عنده درجات، ويرحم أمواتنا وأموات المسلمين، ويرحمنا إذا صِرْنا إلى ما صاروا إليه.
والله الموفق.