اضطراب الهلع...هل أعراضه الجانبية طبيعية؟ وما علاجه؟
2023-11-28 04:27:24 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
عمري ٤٤ عاماً، أعاني من اضطراب الهلع منذ سنين عديدة، وتعالجت منه، وكانت حالتي تحسنت -الحمد لله- ولكنه عاودني مرةً أخرى، منذ فترةٍ بدأت في أخذ العلاج وهو -فيلوزاك ٢٠- مرةً واحدةً في الصباح، و-ريستولام- في المساء، منذ أسبوعين تقريباً.
سؤالي: بخصوص الأعراض الجانبية؛ حيث إني أعاني من الدوار، والغثيان، والقلق، والتوتر، قرأت أنها أعراضٌ طبيعيةٌ، لكني آخذ هذا العلاج لكي يخلصني من التوتر والقلق، فأصاب بالتوتر يومياً تقريباً، وأحس أني على وشك الموت، ضربات قلبي سريعة، وضيق تنفس، وصعوبة في البلع، فهل هناك حلٌ لحالتي؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Soha حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
نوبات الهلع أو الهرع هي نوعٌ من القلق النفسي الحاد الذي قد يصيب الإنسان دون أي مقدمات أو أسباب واضحة، ونوبات الهلع هذه قد تعاود الإنسان، أي تظهر في شكل انتكاسات أو هفوات؛ وذلك نسبة لأن الإنسان يكون اعتمد فقط على العلاج الدوائي، ولم يطبق أي آليات سلوكية أخرى لعلاج هذه الحالة.
والذي أود قوله لك: يجب أن تحقري فكرة الخوف، وتأكدي أن هذه الأعراض التي تأتيك ليست خطيرةً، تسارع ضربات القلب، ضيق التنفس، الشعور بأن الإنسان على وشك الموت؛ هذه كلها أعراضٌ ليست صحيحةً، وهذا أمرٌ مهمٌ جداً في تناول هذه الحالات، ومن الضروري أيضاً أن تتدربي على تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس المتدرجة مهمةٌ جداً، تمارين قبض العضلات وشدها ثم استرخائها، ويفضل أن تقوم بتدريبك على هذه التمارين أخصائية نفسية، أما إذا كان ذلك ليس بالإمكان، فتوجد برامج على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء فيمكنك الاستعانة بها.
والأمر الآخر هو: أن تكوني منتظمةً في ممارسة الرياضة، أي رياضة تناسب المرأة المسلمة ستكون مفيدةً جداً لك، ورياضة المشي على وجه الخصوص مفيدة جداً، ومن الأشياء المهمة أيضاً أن تتجنبي السهر، وأن تحرصي على تنظيم وقتك، ومن الضروري جداً أيضاً أن لا تكتمي كثيراً، من الناس نسبة لحساسية في شخصياتهم لا يحبون الإفصاح بما في داخل نفوسهم، فيحتقن الإنسان من خلال تراكم الأشياء غير المرضية في النفس؛ وهذا بالفعل قد يؤدي إلى نوبات الفزع والهلع والخوف وكذلك القلق، فأرجو أن تعبري عن نفسك أولاً بأول، وهذا -إن شاء الله تعالى- فيه نوعٌ من التفريغ النفسي الصحيح.
بالنسبة للعلاجات الدوائية توجد أدوية مفيدة، الفلوزاك -والذي يعرف باسم فلوكستين- هو أحد الأدوية الجيدة، لكن يتطلب أن تصبري على فعاليته؛ لأن البناء الكيمائي يستغرق وقتاً، كما أن الجرعة المفيدة هي 40 مليجراماً أي كبسولتين يومياً، 20 مليجراماً هي جرعة البداية، ويمكن للإنسان أن يستمر عليها لأسبوع إلى أسبوعين، ثم بعد ذلك ترفع الجرعة إلى 40 مليجراماً، أما الدواء الآخر وهو الرستولام -يعرف علمياً باسم البرازولام- هذا نوعٌ من المهدئ الجيد جداً، يمكن الاستمرار عليه لمدة ثلاثة إلى أربعة أسابيع بجرعة صغيرة ربع مليجرام إلى نصف، ولا تستمري عليه أكثر من ذلك؛ لأن الإنسان يمكن أن يتعود عليه بالرغم من أنه دواءٌ مفيدٌ.
أعراض الغثيان والقلق والتوترات كلها سوف تختفي تماماً -إن شاء الله-، والمشاعر التي تنتابك من قلق وتوتر وضيق في التنفس، وشعور بالموت أو أن الإنسان على وشك الموت؛ هذه كلها جزءٌ من نوبة الهرع، وشيءٌ من هذا لن يحدث أبداً -إن شاء الله- فالأعمار بيد الله تعالى، هذه هي النصائح التي أود أن أنصحك بها.
تمارين الاسترخاء من المفترض أن تكون مفيدةً جداً لك في ضيق التنفس وصعوبة البلع؛ لأن هذه كلها ناتجةٌ من توترات عضلية، وحين تطبقين تمارين الاسترخاء -إن شاء الله تعالى- يحدث لك استرخاء عضلي ونفسي كامل؛ وهذا يؤدي إلى اختفاء هذا الضيق، وحتى تسارع ضربات القلب والمشاعر السلبية المتعلقة بالموت كلها سوف تختفي.
تسارع ضربات القلب إذا لم يختف بعد أسبوع من الآن، يمكنك أن تتناولي عقاراً يسمى أندرال -اسمه العلمي بروباننول- جرعة صغيرة جداً 10 مليجرام صباحاً ومساءً لمدة 10 أيام، ثم 10 مليجرام صباحاً لمدة أسبوع، ثم توقفي عن تناوله، فأرجو أن تمازجي بين العلاجات السلوكية النفسية والاجتماعية، وفي ذات الوقت العلاج الدوائي.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.