طفلتي متعلقة بي لدرجة مزعجة، فهل من نصيحة؟
2023-11-25 23:58:19 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طفلتي عمرها سنة وعشرة أشهر، وهي لصيقة بي لدرجة أنها تذهب معي لكل مكان، ولا ترضى الجلوس مع والدها، وتخاف لوغبت عنها، فمثلاً:عند ذهابي إلى دورة المياه وتركها مع والدها، أسمعها تصرخ وتبكي بصوت مرتفع، فهي لصيقة بي بشكل متعب.
كانت في عمر السنة تخاف من الكبار، فكانت تبكي عندما يزورنا أي شخص، وكانت تخاف عند سماع الأصوات والضحك والكلام، وحالياً قل خوفها من الكبار، ولكنها صارت تخاف من الأطفال جدًا عند الصراخ وقت اللعب، أو عند الاقتراب منها.
هي طفلتنا الوحيدة، حاولت أخذها لمكان الألعاب حتى تختلط بالأطفال، لكن دون فائدة، كل يوم أسوأ من الآخر، وكل مشوار تخرجه معي تخاف وتبكي ويتكدر المشوار، حبست نفسي في البيت، وصرت أخاف من الخروج بسببها.
أعيش في بلاد بعيدة عن أهلي، وليس لدي معارف، فقط أنا وطفلتي وزوجي، وهي تعلقها بي كبير جداً.
أنا كتبت الاستشارة لأنني بدأت أحس أنها لا تريد الجلوس مع والدها وتخاف منه، أو يمكن أنها خائفة من فقداني حين أجلس معه، لا أعلم!
شكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Marwa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك –أختنا الفاضلة– عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال من مدينة بلفاست بإيرلندا الشمالية، ونسأل الله لك الصحة والعافية.
أختي الفاضلة: إن الخوف عند الأطفال أمر طبيعي، وخاصة في هذه المرحلة العمرية التي فيها ابنتك –حفظها الله تعالى–، فاطمئني هذا أمرٌ طبيعي.
نعم ربما هو زائدٌ قليلاً عن الحد المعتاد، إلَّا أن كثيرًا من الأطفال عندهم شيء من الخوف من أمور نعرفها أو من أمور لا نعرفها، والعادة أن يتحسّن هذا الخوف ويقل بالتدريج، وكما خفّ عند طفلتك الخوف من الكبار –الذي كانت عليه عندما كان عمرها سنة– فأيضًا سيخف الخوف من والدها والتعلق الشديد بك، وأيضًا سيخف خوفها من الأطفال، وستُصبح قادرة على التعامل والاختلاط معهم بشكل طبيعي.
ماذا علينا أن نفعل؟
أولاً: لا تُشيري إلى خوفها بشكل أو آخر، لا تقولي: (لماذا أنت خائفة؟ لا شيء يُخيف ... إلخ)، تعاملي معها بشكل طبيعي.
ثانيًا: اتركيها لبعض الوقت تأخذ راحتها بالتعلُّق بك، فأنت عندما تُشيرين إلى خوفها وتُبعدينها عنك، ستشعر بالمزيد من القلق والخوف والتوتر، وتتعلّق بك أكثر، اسمحي لها أن تتعلّق بك دون تعليق، وهذا سيخف بالتدريج.
ثالثًا: وهو ما تحاولين أن تفعليه في الماضي أن تخرجي معها، وفي مدينة (بلفاست) هناك حدائق عامة فيها أماكن للعب الأطفال، فاحرصي على الخروج معها، وكذلك على الخروج معها ومع زوجك أيضًا إلى الأماكن العامة كالمولات، والأسواق، وغيرها، فهذا يُساعد جدًّا.
رابعًا وأخيرًا: حاولي أنت وزوجك أن تقوما ببعض الأعمال المشتركة، سواء في المطبخ، أو عن طريق بعض الألعاب المناسبة للأطفال الصغار، وبحيث تندمج الطفلة معكما، وبالتالي تُصبح على مسافة واحدة منك ومن والدها، وهذا أيضًا يُساعدها على الاطمئنان وعلى أن يقل هذا الخوف عندها.
اطمئني –أختي الفاضلة– هذا الأمر سيتحسّن، ولكن لا بد معه من شيء من الهدوء والصبر، داعيًا الله تعالى أن يشرح صدرك، وييسّر أمرك، ويبارك في أسرتكم.