جدالٌ وعبوسٌ وعدم تزين.. كيف أعالج امرأتي؟
2023-11-25 23:41:07 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
تزوجت من امرأةٍ من غير بلدي منذ سنة، وقد اكتشفت سريعاً عيوباً متكررةً دائمةً تجعل في قلبي ثقلاً لتقبل هذه العلاقة، جدالٌ دائمٌ على كل كبيرةٍ وصغيرةٍ، وجهها عبوسٌ بسبب وبدون، عدم تزينها لي وإظهار مشاعر الأنوثة والدلال، بالرغم من توفر أدوات الزينة لها على قدر إمكانياتي، غير الكسل العام، وعدم معرفتها بالطهي، مع مراعاتي لفرق العادات، وتواجد أحياناً من تساعدها وتعلمها، ولكن دون جدوى! فماذا أفعل يا شيخنا الفاضل؟
عمري ٤٢ سنةً، وسبب تأخري في الزواج هو مراعاتي لأبي لخمس سنوات، وأمي لسنوات عدة سابقة قبل أن يتوفاها الله -رحمها الله- فلا أعيش سعيداً، ولا أشعر بالراحة حتى، ولا تكفيني لتعفني.
مع العلم بحسن خلقها، واحتشام ملبسها، ولكنها لا تفهم متطلبات الرجل، ويصعب عليّ أشكوها لأهلها لفرق اللهجة الصعبة أو لأخواتي، ولعدم تفضيلي إفشاء أسرار البيت أيضاً.
فهل من نصيحة منكم تعينني وترشدني؟
بارك الله فيكم ونفع بكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلاً بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك وأن يحفظك، ويقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به، وبعد:
أخي جزاك الله خيراً على رعايتك أهلك، وتفضيلك البقاء معهما على الزواج، وإنا نسأل الله الكريم أن يجزيك على برهما أضعاف ما أردت، وأن يعوضك في الدارين خيراً مما طلبت.
أما بالنسبة لحديثك عن زوجتك فلنا عدة ملاحظات:
1- الزواج لم يتم عليه أكثر من عام، وهذه الفترة هي أشد الفترات حساسيةً خاصةً في العلاقة الزوجية.
2- الزوجة من بيئة مغايرة عنك، ومن الطبيعي أن يكون الاختلاف بين الثقافتين محتدماً نوعاً ما، وهذا ما يفسر كثرة الجدال والاحتدام فيما بينكما.
3- الزوجة متدينةٌ وخلوقةٌ، وهذه ميزةٌ يمكن البناء عليها إن شاء الله.
نأتي بعد ذلك إلى المشاكل التي تتحدث عنها؛ فنجد أنها تتلخص فيما يلي:
1- كسل في حياتها العامة.
2- عدم راحة نفسية أدت إلى وجه عبوس وزهد في التزين.
3- عدم وجود مرجعية ترجع أنت وهي إليها.
هكذا -أخي- نكون قد عرفنا المشكلة ووصفناها، وبقي لنا أن نتحدث عن العلاج، ونحن نراه في النقاط التالية:
1- الجدال دائماً ما يكون نتيجة قناعة مختلفة بين شخصين، وهو هنا محتدمٌ لاختلاف الثقافتين؛ لذا أول ما نوصيك: أن تستمع إليها كثيراً، استماع من يريد فهم زوجته، لا من يريد تصيد الأخطاء لها أو تخطئتها، ونرجو أن نتنبه إلى أنها في بلدك غريبةٌ، غريبة اللسان وغريبة المكان، وهذا قد يؤثر سلباً عليها.
2- وضع المشاكل في إطار رأسي، الأهم في الأعلى، والمهم في الأسفل، واجتهد معها في الأهم دون المهم، ونحن نرى أن الأهم هو إيجاد الراحة وإحياء المودة، وأنها متى ما زرعت ونمت فإن المرأة بطبيعتها ستتزين وستجتهد في إرضائك.
3- اجعل لها وقتاً خاصاً بها، واجعلها تتحدث عما تحب وما تريد، واجتهد أن توفر لها قدر طاقتك ما تحب.
4- سلها عما تحبه فيك، وعما تكرهه منك، وأمّن لها الجواب، لا تجعلها تخاف من الحديث، بل اعلم كلما أمنت المرأة في الحديث مع زوجها وقالت له ما تريد وما في خاطرها، كلما تيسرت الصعاب وقلت المشاكل.
5- بعد ذلك عالج كل مشكلة على حدة؛ فالكسل عالجه بتقسيم أوقاتها جيداً، وتقسيم أعمالها وتبيانها لها.
6- مشكلة الطهي ليس شاقاً متى ما استراحت نفسيتها وطابت عيشتها فيمكنها أن تتعلم وبسهولة.
7- حافظ على أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم، واحرص على قراءة سورة البقرة أو الاستماع إليها كل ليلة؛ فإن هذا تحصينٌ.
أخي الكريم: اجتهد أن تبذل قصارى جهدك في إصلاح زوجتك وإحياء الود الذابل بينكما، واعلم أن المرأة متى ما أحبت بصدق وعلمت صدق محبة زوجها لها وتفهمه؛ بذلت لأجله الغالي والرخيص.
فاتخذ هذا الأسلوب -أخي- وجربه فترةً لا تقِل على ثلاثة أشهر، وراسلنا بعد ذلك بما آل إليه أمرك.
نسأل الله أن يصلحها لك، وأن يحفظها لك والله الموفق.