طلب الزوجة للطلاق بعد العقد ورفضها لإرجاع أموال الزوج دون إبداء الأسباب
2006-05-04 12:42:10 | إسلام ويب
السؤال:
أستحلفكم بالله أن تجيبوني على هذا السؤال في أقرب وقت.
أنا شاب مصري عقدت قراني على فتاة مصرية ولم أدخل بها، وأثناء فترة القران (5 أشهر ) ظهر لي أن أسرتها استغلالية، ويطلبون، وليس عندهم من الحياء شيء، حتى أنهم أرغموني على كتابة شيك بمبلغ 50 ألف جنية مقابل عقد القران، إلى أن يتم عمل (قائمة ) بالجهاز والفرش، وما يحتاجه المنزل من أغراض، وبعدها بشهر كثرت طلباتهم مني، واتصالاتهم علي بدولة الإمارات، ويطلبون مصاريف الدراسة في كلية الطب لها، كونها طالبة بالفرقة الخامسة بكلية الطب.
وأثناء وجودي في إجازة بمصر كنت أزورهم كثيراً كون إجازتي قصيرة، وكوني ارتحت إليها نفسياً، رغم أنني لم أعرفها من قبل إلا عن طريق الهاتف ( بعد الخطوبة )، حيث تمت الخطبة وأنا بعيد عن مصر، وبرغبة من والدي ووالدتي اللذين لم يوافقا على زواجي من أخرى كنت قد أحببتها وتحدثت إلى أهلها ووافقوا، ولكن رفض أهلي ومنعوني من ذلك، وجعلاني أقول لهما اختارا لي من ترتاحون لها؛ لأنها لا تفرق معي بعد ذلك، وذلك حتى لا أغضبهم.
وبالتالي قمت بالارتباط بالطالبة في كلية الطب، التي رأيت منها التكبر وطاعتها لكلام أهلها أكثر مني، رغم أنني سأكون فيما بعد شريك حياتها، وعندما تم عقد القران أصبحت تسمع كلامهم أكثر، وتطالبني بمصاريف أكثر، رغم أنني صرفت عليها الكثير والكثير، من نقود، وملابس، ومناسبات، وأخيراً طلبت الطلاق دون أن أدخل بها، وعندما طلبت اغراضي هددوني بالشيك الذي كتبته على نفسي مقابل (دخولي عليها فيما بعد ) ولكنني لعدم إحداث القضايا بيننا في المحاكم، وشكواهم الزور علي بأنني كتبت الشيك مقابل دين وليس زواجاً، قمت بالتنازل عن جميع مصاريفي وأغراضي رغم أنها كانت تمتلك البعض منها، ورفضت أن تسلمها إلي، وتنازلت عما أنفقت، وطلقتها بعد إلحاح عليها عن سبب الطلاق، ولكنها لم تصارحني، فطلقتها وقلت حسبي الله ونعم الوكيل.
فما رأيكم يا سيدي المستشار في هذه الوقعة؟
وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم نابليون حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فاحمد الله الذي خلصك من هذه الورطة، ولا تحزن فلن يضيع حقك عند الله، فكن مع الله واحرص على طاعته وابحث عن صاحبة الدين، واحرص على النظر في أحوال أسرتها، وقد قال بعض الحكماء: لن أتزوج من امرأة حتى أرى ولدي منها. فقيل له: وكيف ذلك؟ فقال: بالنظر إلى إخوانها وأخوالها.
وقد أحسنت بتلبيتك لرغبة والديك وحرصك على رضاهما، وهذا ما نرجو أن تحافظ عليه، ولكن الزوجة ليست ثوباً يشترى أو سيارة يمتلكها الإنسان، قد يقبل فيها بوجهة نظر غيره واختياره، ولكن الزواج مشوار طويل لابد فيه من قبول، والرؤية الشرعية والانطباع الإيجابي والارتياح النفسي، وذلك لأن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، وقد أخطأت في تجربتك الأولى أيضاً، لأنك أخبرت والديك في وقت متأخر بعد نمو المشاعر المحرمة، ونحن نتحفظ على قولك أحببتها؛ لأن الحب الشرعي هو ما كان بعد الرباط الشرعي، أما حب المجاملات الذي يزداد وينمو بالكذب والمخالفات، فإنه يغضب رب الأرض والسماوات ولا يصمد أمام المعضلات.
وأرجو أن تقبل ما يأتيك وتترك لهم الباقي وسوف يعوضك الكريم بفضله، ولن يضيع من يردد في يقين: (حسبي الله ونعم الوكيل). ونحن ننصحك بتقوى الله وطاعته وبضرورة الانتفاع بهذا الدرس، واعلم بأن المؤمن لا يلدغ من الجحر الواحد مرتين، وأرجو أن تشغل نفسك بما خلقت لأجله.