كيف أوقف أدوية القلق دون أن أتعرض لآثار انسحابية؟
2023-11-13 06:31:24 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أرجو أن يجيبني الدكتور/ محمد عبد العليم.
تم تشخيصي بقلق المخاوف، وأخذت الزولوفت 50 ملج، وكيتيابين 50 ملج؛ لأنه ترافق مع أرق شديد، وتحسنت -لله الحمد-، هذا الكلام منذ سنة ونصف، ومنذ ٣ أشهر استطعت تخفيف الكيتيابين للنصف.
سؤالي: زاد وزني 20 كغ، وأريد إيقاف الأدوية، أريد أكثر طريقة آمنة -من فضلك دكتور- لإيقافها، كنت أفكر أن أستمر عليها مدى الحياة، لولا زيادة الوزن، كون ظروفي غير مستقرة، وأنا في سن انقطاع الطمث، وكنت أعاني من وسواس قهري بسيط منذ الطفولة، بسبب الجينات الوراثية.
فهل هذه الجرعات التي آخذها وقائية، ومن الأفضل الاستمرار عليها، أم أتشجع وأوقف الدواء؟ طبعًا بعد أن تصف لي طريقة إيقافه ببطء شديد -من فضلك-، لا أريد أن أتعرض لأي آثار انسحابية، فأنا شخصية قلقة بطبعي، وقد عانيت كثيرًا في مرضي الأخير إلى أن تحسنت تمامًا -لله الحمد-.
ملاحظة: شعور الأرق والقلق والاكتئاب عندي مرتبط بشكل واضح بالدورة الشهرية، أثناء الدورة أصاب بأرق، وقلق، ويتغير مزاجي قبل الطمث بأيام، وأيضًا في آخر أيام الدورة، وأيام التبويض، فبماذا تنصحني؟ أنا أثق بك، ولا يتابعني أي طبيب حاليًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في استشارات إسلام ويب، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد، وأشكرك على كلامك الطيب، ونسأل الله أن نكون دائمًا عند حسن الظن.
بالفعل الزولفت، والذي يعرف باسم السيرترالين من الأدوية الرائعة جدًا، والكوتبين أيضًا من الأدوية الممتازة، بعض الناس بالفعل لديهم قابلية لزيادة الوزن، ويعرف أن كلا الدوائين قد يساعد في زيادة الوزن.
طبعًا يجب أن يكون هنالك نوع من الجهد من جانبك لإيقاف زيادة الوزن، التحكم الغذائي، ممارسة شيء من الرياضة، اجعليها نمطًا في حياتك فسوف تساعدك في أشياء كثيرة، سوف تقفز بصحتك النفسية -إن شاء الله تعالى- إلى مراتب متقدمة وإيجابية، الجرعات هي جرعات وقائية، لكن يمكن أن نستبدلها لك بأدوية أخرى لا تزيد الوزن؛ لأن إيقاف الدواء دون أن تكملي الدورة العلاجية ربما يكون له أثر سلبي.
أنا أريدك أن تستبدلي الزولفت بعقار بروزاك فلوكستين -والذي هو طبعًا معروف لديك بحكم مهنتك-، فالفلوكستين لا يزيد الوزن أبدًا، وليس له آثار انسحابية؛ لأن الدواء له إفراز ثانوي، وهو النوريفلوكستين، والذي يبقى في الدم 7 إلى 10 أيام بعد التوقف عن الدواء.
لذا نقوم بعملية استبدالية، أريدك أن تجعلي الزولفت 25 ملج، وتبدئي في ذات الوقت بتناول الفلوكستين البروزاك، بجرعة كبسولة يوميًا، وبعد أسبوعين تجعلين الزولفت 25 ملج يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين، أيضًا وتستمرين على البروزاك، وبعد انقضاء الأسبوعين تتوقفين تمامًا عن الزولفت، وتستمرين على البروزاك لمدة شهرين آخرين، فإن شاء الله تعالى سوف يقضي أيضًا على المخاوف، ويحسن مزاجك، ويحسن التوتر الذي تعانين منه، وبعد انقضاء الشهرين، اجعلي جرعة البروزاك كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناوله.
أما بالنسبة للكوتبين: فجرعة الـ 25 ملج اجعليها 12.5 ملج يوميًا لمدة 10 أيام، ثم توقفي عنه تمامًا، وأريدك أن تأتي بعقار الترازيدون 50 ملج، أو الميرتازبين 15 ملج -أي نصف حبة-، وهذه يمكن استعمالها عند اللزوم، لتحسين النوم، وأيضًا حاولي أن تجربي الميلاتونين بجرعة 5 إلى 10 ملج يوميًا، الميلاتونين قد ينظم لديك النوم بصورة جيدة.
في حالة الميلاتونين: الأثر العلاجي الإيجابي ينشأ من الاستعمال التجمعي، يعني الإنسان يستمر على الدواء ليحصل على فائدته، الميلاتونين لا يفيد من جرعة أو جرعتين، وهو مستحضر طبيعي، أنا حقيقة أفضله كثيرًا في علاج الأرق، وله منافع كثيرة، وفوائد إيجابية جدًا، وليس له آثار سلبية.
وطبعًا -كما تفضلت- العلاقة ما بين الدورة الشهرية وما بين العسر المزاجي هو أمر معروف جدًا، لذا كثفي من تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس التدرجي، تمارين شد العضلات وقبضها، هذه يجب أن تمارسيها، يا حبذا لو بصفة يومية على الأقل مرة واحدة، وفيما قبل الدورة، وأيام الدورة اجعليها صباحًا ومساءً، هذه التمارين مفيدة جدًا، وحاولي أن تتجنبي السهر، وأن تتجنبي شرب الشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساء، تجنبي النوم النهاري، تناولي طعام العشاء مبكرًا، واحرصي على أذكار النوم.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.