أصبت بتأنيب الضمير بسبب فسخ عائلتي لخطبتي، فماذا أفعل؟
2023-11-08 03:55:16 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
منذ أيام أقدمت جارتي على خطبتي لشقيقها، وتواصلت مع والدتي على هذا الأساس، ولكن بداية الأمر كانت الأمور على ما يرام، وتمت الرؤية الشرعية، وهكذا إلى أن أتى يوم الاتفاق على المهر، ولم يعجب عائلتي الأمر، وكأنهم قاموا بمساومة.
انتظرنا يوم الخطبة، وتمت التحضيرات، وكل شيء حسب الأصول، وحضروا، ولم يدل شيء على الخطبة، حتى الخاتم كان قديمًا، وكان الرجل منزعجًا، حتى إنه لم يبتسم.
لذا، وبعد مغادرتهم أعلنت عائلتي فسخ الخطبة، وحقيقة أنا أشعر بتأنيب الضمير، وأصبت بالأرق والكوابيس، فربما أكون سبباً في حزن إنسان، لا أعلم كيف ذلك، ولكن أشعر بتأنيب الضمير، وكذلك أخاف أن أكون قد ظلمتهم، أو قد فعلت شيئًا خاطئًا، فأرجو منكم تقديم النصيحة لي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ lola حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك – ابنتنا الفاضلة – في الموقع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به.
نحن سعداء بهذه المشاعر النبيلة، لأن الإنسان من حقه أن يعتذر، لكن لا بد أن يكون اعتذاره لطيفًا، وإذا كانت هذه هي المبررات فنتمنّى من الأسرة أن تراجع موقفها، ونتمنَّى من أسرة الشاب أيضًا أن يواصلوا ويُكرروا الاتصال ومحاولات الإصلاح، ويمكن الاستعانة بوسطاء في ذلك يكون لديهم قبول عند العائلتين، وعلى الجميع أن يعلم أن القرار في هذه المسألة للشاب وللفتاة.
الإنسان لا يعرف ما سبب الغموض الذي بدا على الشاب، ولا يعرف السبب الذي دفعهم إلى المجيء بأشياء قديمة – كما أشرتِ –، ولكن إذا عُرف السبب بطل العجب، وسهل علينا بتوفيق من الله إصلاح الخلل والعطب.
أنت تُشكرين على هذه المشاعر النبيلة، ولكن واضح أنك لست صاحبة قرار في هذه المسألة، وبالتالي لا شيء عليك، ولكن إذا كان هناك شيء قد خسروه فينبغي أن تردَّ إليهم الأشياء التي لم تستخدم، وهذا طبعًا تحكمه أيضًا الأعراف السائدة عندكم، ولكن من الناحية الشرعية غالبًا الأشياء التي لم تستخدم، الأشياء التي جاءوا بها وأُكلت، أو ثياب جاءوا بها ولُبست؛ هذه يصعب ردَّها، ولكن بقية الأشياء المادية ينبغي أن تُردّ إذا مضيتم في فسخ الخطبة بالطريقة المذكورة.
نحن سعداء جدًّا لهذه المشاعر النبيلة منك، ولا أعتقد أن في الأمر ظلمًا من ناحيتك، ولكن ينبغي رد الحقوق وحُسن الاعتذار، والدعاء لهم، وإذا كان رأيك أن تستمري أو في رأيك أن الشاب مناسب، وطرق الباب، فأرجو أن تكون منكم الإجابة، فكثيرًا ما تحدث مثل هذه المواقف ثم تعود المياه إلى مجاريها، فلا تحمّلي نفسك ما لا تُطيق.
نسأل الله تبارك وتعالى لك وله الخير ثم يُرضيكما به، ونسأل الله أن يُعينكما دائمًا على الوفاء وعلى القيام بآداب هذا الشرع الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.
والله الموفق.