أشعر بانفصال عن الواقع وتغرب عن الذات، فما العلاج؟
2023-11-01 02:41:41 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
مشكلتي: لدي خوف من الأفكار التي تأتيني، مثل: هل أنا في واقع أم في حلم؟ هل أنا موجود أم لا؟ هل حقًا كل هذا حقيقي أم أنني أهلوس؟ ما الدليل على أنني موجود ولست في حلم؟
بعد البحث والقراءة اكتشفت بأني أعاني من اضطراب القلق، وهذا العرض اسمه: اضطراب الأنية والانفصال عن الواقع.
مع العلم أنني -والحمد لله- طالب، مجتهد، طموح، في السنة الثانية في الجامعة، أنهيت ٧٠ ساعة، ومعدلي امتياز، وأدرس أيضًا العلوم الشرعية، ومتفوق، ولا أسمح لأعراض القلق أن تعيق حياتي، لكنني تعبت من هذه الأفكار، ولا أدري كيف أتخلص منها؟
ولا أجرؤ على أن أقول لأهلي: أريد الذهاب للطبيب النفسي، وأن يصف لي الأدوية، فأنتم تعلمون نظرة الأهل للطب النفسي!
لقد تخلصت -بفضل الله- من نوبات الهلع، وكثيراً من أعراض القلق والتوتر، وتبقى مسألة الخوف من الأفكار السلبية المخيفة.
أريد حلاً، ولا أريد الذهاب إلى الطبيب إلا عندما أستقل؛ لأني لا أستطيع أن أخبر أهلي، ولكن في الحقيقة ما أعاني منه يوشك أن يصيبني بالجنون وفقدان السيطرة.
أحاول تجاهل الأفكار، لكن لا أستطيع كثيرًا، فما الحل؟
أرجو أن لا تقولوا لي: اذهب للطبيب النفسي؛ لأن وضعي المادي والعائلي لا يسمح بذلك!
شكرًا لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمزة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية، والشفاء، والتوفيق، والسداد.
أرجو أن تطمئن تمامًا؛ فالقلق الذي تعاني منه هو أحد الأسباب التي دفعتك -بفضل الله تعالى- نحو النجاح والتفوق؛ لأن القلق طاقة مطلوبة، تجعل الإنسان منتجًا، وذا دافعية عالية، وذا آمال وطموحات.
لكن القلق في بعض الأحيان قد يزيد عن معدله، أو قد يأخذ مسارات أخرى، فيختلط بشيء من الوسوسة، وشيء من المشاعر الغريبة مثل الذي تحدثت عنه، وهو كأنك في حلم، أو أنك لست في الواقع، أو أنك ترى نفسك من مكان بعيد، أو كما يسمى باضطراب الأنية، وهو جزء من القلق، وأنا أؤكد لك أن هذه الحالة حالة عرضية جدًا، وأنا سوف أصف لك دواءً ممتازًا يساعدك -إن شاء الله تعالى- في التخلص منها، وكذلك الوسوسة.
سوف أصف لك أحد الأدوية السليمة، والفاعلة، والتي أسأل الله تعالى أن ينفعك بها، والدواء يعرف باسم سيبرالكس -هذا اسمه التجاري-، وربما تجده تحت مسميات تجارية أخرى عندكم، اسمه العلمي استالبرام، وهنالك حبة تحتوي على 10 مليجرام، وأخرى تحتوي على 20 مليجرام، أرجو أن تتحصل على الحبة التي تحتوي على 10 مليجرام، وابدأ بتناول نصف حبة، أي 5 مليجرام يوميًا لمدة 10 أيام، ثم اجعلها حبةً واحدةً يوميًا، تستمر عليها لمدة أربعة أشهر، وهذه ليست مدةً طويلةً أبدًا.
بعد ذلك خفضها إلى 5 مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم اجعلها 5 مليجرام يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء، والسيبرالكس أحد الأدوية المفيدة، والفاعلة، وغير الإدمانية، والجرعة التي وصفناها لك هي جرعة صغيرة جدًا، أسأل الله أن ينفعك بها.
وبجانب العلاج الدوائي يجب أن تجتهد في أن تحسن إدارة وقتك، وأن تتجنب السهر، كما أن ممارسة الرياضة تعتبر أمرًا مهمًا وضروريًا لتوجيه طاقة القلق بصورة أفضل، لتكون أكثر إيجابية، وأي نوع من الرياضة سيكون مفيدًا لك: كرياضة المشي، ورياضة الجري، وكرة القدم، والسباحة، فكلها مفيدة.
وأيضًا تحتاج إلى أن تطبق تمارين الاسترخاء، وهنالك تمارين معروفة، تسمى: بتمارين التنفس التدرجي، ويضاف لها تمارين قبض العضلات وشدها ثم استرخائها، وطبعًا هذه التمارين دائمًا ما تكون مصحوبةً بشيء من التدبر، والتأمل، والاسترخاء الداخلي، على المستوى الوجداني والعقلي، أرجو أن تقرأ عنها في الإنترنت، حيث إنه توجد برامج كثيرة على اليوتيوب توضح كيفية تطبيق هذه التمارين.
أريدك أيضًا أن تحرص على الصلات الاجتماعية، وأن تكون لك اجتهاداتك الإيجابية داخل الأسرة، وأن تسعى دائمًا لبر والديك، وطبعًا تحقير الفكر الوسواسي، وصرف الانتباه عنه أمر مهم جدًا، وأعتقد من خلال ما ذكرته لك، وحين تطبقه بصورة جيدة -وأحسب أنك ستتبع هذه الإرشادات- ستعود عليك بخير كثير، وستختفي هذه الظاهرة، وسترتقي بصحتك النفسية.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.