زوجي نصف يومه نائمٌ والنصف الآخر في المقهى!
2023-10-01 02:50:36 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ما حكم الزوج الذي لا يعينُ زوجته في تربية الأطفال ولا قضاء شؤونهم، ويقضي نصف اليوم نائماً، والنصف الثاني في المقهى، ولا يعود للمنزل إلا بعد أذان العشاء؟ كما أنه يتهرب من الحديث معي؛ مما جعلني أشعر بكآبةٍ ووحدةٍ شديدةٍ؛ وجعلني أفكر جدياً في الانفصال عنه!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، نسأل الله الكريم أن يحفظك وأن يبارك فيك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.
وبخصوص ما تفضلت به، فإننا نجيبك من خلال ما يلي:
أولاً: سؤالك -أختنا- عن الحكم لا يحتاج إلى جواب؛ إذ لا يستطيع أحد -فضلاً عن أهل العلم- أن يقول بجواز تهرب الزوج من مسئولياته الشرعية، أو تهاونه في تربية أولاده أو إهماله لزوجته؛ فهذا بلا شك غير جائز.
ولكن السؤال الأهم: ما الذي دفع الزوج إلى ذلك؟
إن معرفة أسباب تغير الزوج هو الطريق الصحيح لحياتك المستقرة، الانفصال -أختنا- هو آخر الحلول وأمرّها، فلا تبدئي به -حفظك الله تعالى- بل اجتهدي في الإصلاح ما وسعك إلى ذلك سبيلاً، فإصلاح الزوج أولى من فقده.
ثانياً: أختنا الكريمة: دعينا ابتداءً نقرر قاعدةً عامةً لا يخلو منها بيتٌ قط، وهي أن المشاكل جزءٌ أصيل من بنية البيوت مهما كان صلاح أهلها، حتى بيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو خير خلق الله، وأزواجه هنّ أمهات المؤمنين، ومع ذلك ذكرت لنا كتب السنن أن مشاكل كانت تحدث في بيته، وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يعتزل النساء أحياناً، وعليه فهذه من سنن الحياة وطبيعتها، نعم قد تختلف حجم المشاكل من بيت إلى بيت، لكن الأصل واحد؛ ولذلك نقول: إن العقل والحكمة قاضيان بأن نعمل على تقليل المشاكل والتعايش معها قدر الطاقة، حتى تستقيم الحياة وتستمر.
ثالثاً: قد ذكرت عن زوجك مثالب متعددة -وهذا أمر نتفهمه- لكن ثمة أسئلة لا بد من الإجابة عليها بهدوء وإنصاف ودون تعجل:
1- أليست للزوج حسنات تذكر أو إيجابيات بجوار ما ذكرت؟
2- هل السلبيات بهذه الضخامة أم أن الشيطان أراد لها ذلك؟
3- هل لك سلبيات أم لا؟
4- هل للسلبيات دورٌ في أخطاء الزوج وانشغاله عنكم؟
أختنا: نريد منك الجواب بينك وبين نفسك، على أن تعلمي أن الشيطان يعمد من أجل خراب البيوت إلى عدة طرق، منها: تضخيم أخطاء الزوج في مقابل تبرير أخطائك، وتضخيم حسناتك وتعبك في بيتك بجوار تهميشه تماماً، هذه إحدى طرق الشيطان -أيتها الكريمة-.
رابعاً: إننا ننصحك -أختنا- بعد هذا الجواب بإعطاء فرصةٍ للزوج على أن تقومي بما يلي:
1- الاجتهاد في تعديل سلبياتك ما أمكن.
2- النظر إلى أي إيجابية له بعين التعظيم، وإعطاء رسائل إيجابية دافعة له.
3- الاجتهاد في توسيع دائرة معارف الزوج لتشمل بعض الصالحين من أهل التدين؛ فإن الصاحب كما قالوا ساحب.
4- زراعة الحوار في البيت، وهذا يتم غرسه بالإقناع، وسقيه بالود والحنان، هذا ما نريده اليوم أن يكون واقعًا بينكما، اجتهدي أن تتحدثي مع زوجك، وأن تبرزي له الأمور الإيجابية في حياته، وأن تمدحيه كثيرًا؛ فإن الرجل أسير المدح، وهو إذا رآك تمدحينه واعتاد على ذلك منك سيتغير حاله، ويجتهد في المعاملة بالمثل، المهم أن تستمري على ذلك لفترة ليست قصيرةً.
5- ابدئي الحديث معه بلغة الود والعطف، وذكريه بأن الحياة الزوجية لا بد فيها من مراجعات، حتى نتدارك الأخطاء ونبني على الإيجابيات، ثم ابدئي أنت بتلك المبادرة: قولي له: أريدك أن تذكر لي السلبيات التي تجدها عندي لأحاول تغييرها.
اتركي له فترة ليكتب تلك السلبيات، وعندما يكتبها ستكتشفين أن بعضها حقيقيٌ، وبعضها مبالغٌ فيه، وبعضها غير موجود أصلاً! لا تعترضي على شيء، وأخبريه أنك ستضعين خطةً لتغيير هذه الأخطاء.
لا تذكري له سلبياته إلا إذا طلب منك، ولا تتعجلي، سيطلب منك ولو متأخراً، أو يحاول أن يصلح نفسه بدون أن يسأل، لكن إن طلب فاكتبي في ورقة واحدة على أن تكون ثلثها الأول إيجابيات والأوسط السلبيات والأخير حبك له.
استمري على ذلك لفترة، فإن لم تجدي تقدماً أو تحسناً، فأدخلي حكماً من أهلك وأهله، واستشيري أهل الفضل من أهلك، وافعلي بعد ذلك ما يتفقون عليه.
وفقك الله –أختنا- وأصلح الله حالك، ويسر لك سبيل الهدى، والله الموفق.