ينتابني خوف وضيق عندما أدرس، فما هي علتي؟
2023-07-23 00:39:40 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا طالبة في الثانوية العامة، عندما نجحت من الصف الثاني الثانوي، كان علي أن أحضر للمرحلة الأخيرة والمهمة في فترة العطلة، فبدأت أدرس، ولكن كلما بدأت الدراسة كان ينتابني الخوف بدون سبب، وأشعر بصداع قوي وضيق، وأشعر بأني واقفة في مكاني، ولا أتقدم في الدراسة.
لقد أصبحت أنفر من الدراسة، ولم أستطع الدراسة في العطلة بسبب ما كان يحدث، ولما بدأ دوام المدارس شعرت بخوف بسبب عدم إكمالي المواد، فبدأت من الصفر، وواجهت صعوبةً في الدراسة، وعاد لي ذاك الشعور الذي كان ينتابني من دوخة وضيق، وكل تلك الأعراض السالفة الذكر!
وبعدها صارت حالتي أسوأ، فتركت المدرسة، مع العلم أني كنت من المتفوقات، وقد كان الجميع يأمل مني معدلًا مرتفعًا.
الآن أعاني من نفس الأعراض؛ فبمجرد أن تمضي ربع ساعة من بدئي للدراسة، أشعر بالانفصال عن العالم، مع خوف، وصداع، وألم في الصدر عند التحدث مع أحد، لدرجة أني أصبحت لا أتكلم مع أحد بسبب ذلك الألم والتعب، أشعر بأن حياتي قد تدمرت، وأن حلمي تلاشى، فهل هناك علاج لحالتي؟
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ كفاية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -بُنيتي- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.
حقيقةً: لقد آلمني أنك تركت المدرسة، أو هذا على الأقل ما فهمته من سؤالك؛ لأن ما تمرين به لا يستدعي ترك المدرسة، لأنها حالة من التوتر والقلق، وأنت مُقبلة على الصف الثالث الثانوي، ونحن نعلم أنها مرحلة حرجة وهامَّة في حياة الإنسان، ولكن تذكّري -بُنيّتي- أن كثيراً من الطلاب يشعرون بهذا التوتر والقلق الذي تشعرين به، سواءً بأعراضه النفسية من شعور الضيق والانزعاج، أو حتى الأعراض البدنية من صداع، وألم في الصدر، وغيره.
بُنيّتي: الحياة عبارة عن مواقف وتحدّيات، علينا أن نواجهها، ولا نهرب منها، بترك المدرسة، أو ترك الدراسة، أو غيرها؛ فالهروب هذا لا يُساعد، بل يزيد المشكلة؛ حيث يجد الإنسان نفسه أنه يلجأ إلى الهروب في كل موقفٍ من المواقف الحياتية، وعكس الهروب هو المواجهة والإقدام، بالرغم من الصعوبات والتحديات التي يمكن أن تشعري بها في بداية الطريق.
ولكن -وكما شعرت- من خلال سؤالك فأنت ذكيّة ومتفوقة، لذلك -بُنيّتي- أعيدي لملمة جوانب حياتك، وعودي إلى المدرسة والدراسة، وضعي رأسك في الكتاب، باذلةً المقدور عليه من الجهد، والنتائج على الله سبحانه وتعالى، هذا من جانب.
ومن جانب آخر: هناك أمور تساعدك بشكل مباشر على التكيُّف مع هذا القلق والتوتر، ومنها: الصلاة، اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى، ممارسة الرياضة، التغذية الصحية، والصحبة الصالحة، كل هذه الأمور يمكن أن تُساعدك -وأنت في هذه المرحلة العمرية من الشباب- لتُكملي طريق حياتك بهمّةٍ وتفوّقٍ ونجاح.
أسأل الله تعالى لك دوام التفوق والنجاح وراحة البال.