إدمان المشاهد الإباحية هل يسبب عاهة دائمة في الدماغ؟
2023-07-18 03:49:01 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
سألت طبيباً عن المواقع الأجنبية، قلت له: أنا كنت مدمناً على الإباحية منذ عمر 14 سنة، وأنا الآن بعمر 21 سنة، وسمعت أن فترة المراهقة يتطور بها الدماغ، فهل إدماني للإباحية أثناء المراهقة أثر على تطور دماغي في فترة المراهقة إلى الأبد، حتى لو تركتها الآن؟ لأن تطور الدماغ انتهى، فهل سيبقى أثرها على دماغي طوال العمر؟
أجاب فقال: مستحيل أن يرجع دماغك كأنك لم تمارسها في حياتك، بل سيبقى له أثر حتى لو تركتها، يعني إدمان الإباحية في فترة المراهقة سيؤثر على نمو وتطور الدماغ طوال العمر، حتى لو تركتها نهائياً، فهل صحيح هذا الكلام؟ والله إني نادم أشد الندم وبعون الله سيغفر لي، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
هل ترك الإباحية نهائيًا بعد انتهاء فترة المراهقة لا يفيد، فلن يعود الدماغ طبيعياً 100% بسبب انتهاء التطورات الدماغ بعد المراهقة؟ وهل إدمان الإباحية في ظل هذه التطورات يسبب عاهة دائمة في الدماغ؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك -أخي الفاضل- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.
أولاً: أحمد الله تعالى لك على أنك أقلعت عن متابعة المواقع الإباحية، وعلى توبتك، وندمك على ما حصل، فهذه نعمة عظيمة منه سبحانه وتعالى.
أخي الفاضل: النعمة الثانية هي أنه عزّ وجل وضع في أدمغتنا قدرةً عجيبة على ترميم الدماغ نفسه بنفسه، وهي نسميها في العلوم العصبية (Neuroplasticity) أو (Brain Plasticity) يعني: (المرونة العصبية) أو (المرونة الدماغية)، وهي قدرة الدماغ على إيجاد تواصل شبكات عصبية داخل الدماغ.
إن الإنسان يُولد وعنده عدد محدد من النيروز (neurons) أو الخلايا العصبية، إلَّا أن امتدادات هذه الخلايا يبقى مستمرًّا ومتمددًا إلى آخر حياة هذا الإنسان، فهذا يُعطي الدماغ قدرة على التكيُّف مع المتغيرات ومع التبدُّلات، ومع ما يمكن أن يتعرَّض له الدماغ، سواء بسبب أذيَّةٍ دماغية، أو جلطة، أو أذى آخر، فهذه نعمة عظيمة.
أطمئنك -أخي الفاضل- أنك طالما أنت ممتنعٌ عن متابعة المواقع الإباحية -التي لا شك أنها تُؤثّر في الأطفال وفي اليافعين-، إلَّا أنك إن استمررت في الامتناع عن المتابعة؛ فدماغك سيُرمّمُ نفسه بنفسه. أبسط مثال على هذا الجُرح، نحن إذا جرحنا يدنا، فإن الجُرح يُرمّم نفسه بنفسه، حتى من دون علاج، وهذه نعمة عظيمة من الله سبحانه وتعالى.
اطمئن -أخي- وانتبه إلى سلوكك وإلى أفكارك، وعُد إلى الله عز وجل، واستمر على هذا، وانشأ نشأة الشباب المسلم الصالح، وخاصّة أنك في هذا العمر اليافع -21 سنة-، فدماغك ما زال قادرًا على النمو والتطور، وعلى ترميم نفسه بنفسه.
أرجو أن يُريحك هذا الجواب، وأدعو الله تعالى أن يشرح صدرك وييسّر أمرك، ويُلهمك صواب الفكر والقول والعمل.