هل يمكن إخفاء عيوب الخاطب ليصلح حاله؟
2023-07-09 03:19:52 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لي أخ شارب للخمر، أقلع عنه منذ 8 أشهر، وعاد الآن إليه، لكن ليس مثل الأول، وقرر والدي تزويجه فاختار له بنتاً من عائلة ما، لكن لم يتم إخبارهم بهذه المشكلة التي لديه.
هل يجوز عدم إخبارهم على أمل أن يصلح حاله؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عائشة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك - بنتنا الفاضلة - في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على النصح، والنصح واجب لكل مسلم، نسأل الله أن يهدي هذا الشقيق لأحسن الأخلاق والأعمال؛ فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو، ونسأله أن يرينا الحق حقًّا ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلاً ويرزقه اجتنابه، ونسأله أن يصرف عنا وعنه سيء الأخلاق والأعمال، لا يصرفُ سيئها إلَّا هو.
حقيقةً نتمنّى أن يتوب هذا الأخ قبل أن يدخل إلى حياته الزوجية، والوضوح في مثل هذه الأمور من الأمور المهمّة، وإذا كان قد تاب -ولله الحمد- من قبل؛ فهذا دليل على أنه يمكن أن يتوب مرة أخرى، ولكن هذه العودة ينبغي أيضًا أن يُشجّع بعضها على التوبة والرجوع إلى الله، ونتمنَّى أن تُسرّي بهذا الأمر لوالدك أو للوالدة، أن يجعلوا هذا شرطًا من أجل أن يُكمل هذا المشوار، من أجل أن يكونوا معه.
والطرف الثاني من المهم أن يكون الأمر بالنسبة له واضحًا، حتى تختار بعد ذلك الحياة التي تُريدُها. وإذا صدقنا معها فقد ترضى به، وتحرص على نُصحه، وتكون الأمور بالنسبة لها واضحة، وإن أرادت غير ذلك فقد نكون أدّينا ما علينا، وأن تعلم بالشيء منكم بصورة واضحة، خير من أن تعلمه من آخرين قد لا ينقلونه على الوجه الصحيح. وأيضًا حال تلك الأسرة ما درجتها في الالتزام؟ هل سألوا عنكم؟ هل سألتم عنهم؟ هناك أشياء ينبغي التعرُّف عليها؛ لأن الشريعة تريد للطرفين أن يكون هناك سؤال، الإنسان الذي يريد أن يتزوج لابد أن يسأل، ونحن أيضًا نسأل عنهم وهم يسألون عنَّا.
نتمنّى أن تكون هذه الشروط قد تحققت وقد اهتمَّ بها الطرفان، ولكن نحن نميل إلى أهمية أن يكون الوضوح هو سيّد الموقف، والإنسان ما ينبغي أن يفعل مع بنات الناس ما لا يرضاه لأخواته أو عمَّاته أو خالاته. فمن المهم أن تكون الأمور بالنسبة لهم واضحة، ولا مانع من أن نقول (إنه كان كذا وتاب، والآن وضعه كذا) ونذكر ما عنده من الإيجابيات، ونذكر هذه السلبية، فالخمر هي أُمُّ الخبائث، ونسأل الله أن يهديه إلى الحق والخير والصواب.
شكرًا لك على هذه الاستشارة التي تدلُّ على الحرص على الخير، وهذا الصدق مهمٌّ جدًّا، بل قد يكون سببًا في القبول به والتمسُّك به، وإعانته لأننا صدقنا معهم في بداية هذه العلاقة، والعلاقة ليست بين شاب وفتاة، لكنها بين بيتين وأسرتين، وسيكون من ورائها أطفال، لهم هاهنا أعمام وعمَّات، ولهم في الطرف الثاني أخوال وخالات.
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.