الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Salma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
حسب ما ورد في الاستشارة فإنك تعانين من القلق والتوتر والخوف من المرض، وهذا ما يسبب لك هذه الأعراض التي تشتكين منها، وفي هذه الحالة فإنه ينصح:
- بمحاولة تجنب التفكير بالمرض، وتجاهل هذه الأفكار، وتناسيها، ومحاولة الانشغال ببعض النشاطات الاجتماعية، أو الرياضية، أو الدينية، أو الثقافية.
- مع تنظيم أوقات النوم، وتحديد ساعات معينة لذلك، مع التخفيف من المنبهات (الشاي والقهوة)، والمشروبات الغازية، وخاصةً الكولا.
- وكذلك توجد بعض المشروبات التي تساعد على الاسترخاء والتخفيف من التوتر والقلق، مثل: الكمون، والبابونج، واليانسون، والنعناع، وعصير الليمون والبرتقال، مع ممارسة الرياضة اليومية، وخاصةً رياضة المشي والسباحة؛ إذ يعتبران من العوامل المساعدة على الاسترخاء.
كما ينصح بالإكثار من ذكر الله، وقراءة القرآن "ألا بذكر الله تطمئن القلوب".
وفي حال عدم التحسن فإنه ينصح بالمتابعة مع طبيب مختص بالأمراض النفسية؛ وذلك لإجراء الدراسة الطبية اللازمة، ووضع الخطة العلاجية المناسبة.
نرجو لك من الله دوام الصحة والعافية.
____________________________________
انتهت إجابة الدكتور/ محمد مازن -تخصص باطنية وكلى-،
وتليها إجابة الدكتور/ محمد عبد العليم - استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان-.
_____________________________________
نسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد.
أعراضك هذه تسمَّى بالأعراض النفسوجسدية، بمعنى أنه توجد لديك أعراض في ظاهرها أعراض جسدية عضوية، لكن لا يوجد سبب عضوي طبي يسببها، إنما هو ناتج من قلق نفسي، والقلق النفسي كثيرًا ما يعطي هذا النوع من الأعراض، والسبب في ذلك أن بعض الناس لديهم قابلية أصلاً، فالشخص الحساس في شخصيته، والشخص الذي يميل للقلق السلبي، والشخص الكتوم، كل هذه الأسباب قد تؤدي إلى هذا النوع من الأعراض.
وأنا لا أعتبر حالتك حالةً مرضيةً أبدًا، إنما هي ظاهرة، ومن الواضح أن الجهاز الهضمي هو أكثر أعضاء الجسم تأثرًا بهذه الأعراض النفسوجسدية.
الأخ الدكتور/ محمد مازن -جزاه الله خيرًا- وجّه لك الكثير من النصائح والإرشادات الطبية التي أريدك أن تأخذي بها، وأنا من جانبي أقول لك:
- عليك بتجاهل هذه الأعراض، واعرفي أنها أعراض نفسوجسدية، والتجاهل لا يعني أن تهملي نفسك، لا، بل أن تعيشي حياةً صحيةً، وأيضًا -كما ذكر لك الدكتور-: النوم الليلي المبكر، وممارسة الرياضة، وحسن إدارة الوقت، هذه كلها مهمّة جدًّا فيما يتعلق بالحياة التي تناسب حالتك هذه.
وفي ذات الوقت أريدك أن تذهبي مثلاً لطبيب الأسرة، أو أي طبيب تثقين فيه، مرةً كل أربعة أشهر؛ وذلك بغرض الفحص العام، وإجراء الفحوصات العامة، وهذا من أفضل الوسائل التي تمنع التنقل بين الأطباء والوسوسة حول المرض، والإكثار من القراءات الغير مفيدة في الإنترنت، وخلافه حول الأمراض، تكون هنالك جدولة للمقابلات الطبية، هذا فيه خير لك، مع الحياة الصحية التي تحدثنا عنها سلفًا.
ويجب أن تجعلي لحياتك معنى، من خلال: تحقيق الأهداف، ويجب أن تتميزي أكاديميًا وتعليميًّا، أن يكون لك مشروع حتى وإن كان مشروعًا صغيرًا في ظاهره، لكنه قد يكون كبيرًا في معناه، مثلاً: أن تحفظي أجزاء معينةً من القرآن الكريم خلال الستة أشهر القادمة ... وهكذا.
هذه هي الطريقة التي تتعاملين فيها مع هذه الحالة.
- وأريدك أيضًا أن تتدربي على تمارين الاسترخاء (
2136015)؛ فتمارين الاسترخاء مفيدة جدًّا، ونحن دائمًا نرشد ونوجّه مَن يُعانون من مثل حالتك بأن يُتقنوا ويُجيدوا تطبيق هذه التمارين؛ لأنها ذات فائدة ممتازة جدًّا.
وهنالك برامج على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء، فيمكنك الاستفادة منها والاسترشاد بها.
أنت أيضًا محتاجة لعلاج دوائي بسيط جدًّا، كما أن هنالك أدوية فاعلة، وممتازة، وبسيطة، تُعالج القلق والمخاوف، ومن أفضل الأدوية التي ننصح بها في مثل حالتك هي العقار الذي يُسمّى (سيبرالكس) هذا هو اسمه التجاري، واسمه العلمي (اسيتالوبرام)، أنا أصفه لك، والجرعة التي تحتاجين لها هي جرعة صغيرة، حيث تبدئين بنصف حبة -أي خمسة مليجرام- يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك اجعلي الجرعة عشرة مليجرامات يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى خمسة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرامات يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء، وأنا أؤكد لك أنه فاعل وسليم، وجرعتك هي الجرعة الصغرى، وهذا الدواء لا يسبب الإدمان، ولا يؤدي إلى أي اضطراب في الهرمونات النسائية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد، ونشكر لك الثقة في إسلام ويب.