تطاردني ذكريات أخطائي التي عملتها في الصغر، فماذا أفعل؟
2023-06-19 00:45:34 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا أول مرة أزور موقعكم، وفعلاً تستحقون الشكر على جهدكم، وأنا في حياتي لم أطلب الاستشارة إلا من موقعكم.
لدي عدة أسئلة: عندما كنت في صغري كنت أفعل ذنوباً لم أكن أعلم أنها ذنوبٌ، وكانت بدافع الشهوات، كان هذا في الصف الأول في عمر ٧ سنوات، وفي عمر ١٢ سنة حتى عمر ١٤ سنة، ليست كثيرة، ولكن كلما أحاول التوبة عن ذنب صغير فعلته بعد التكليف، تذكرت تلك الذنوب جميعها فأكره نفسي، وأتمنى لو لم أفعلها، ولكن كنت صغيراً، ولا أعلم ماذا أفعل؟!
سؤالي هنا: حصل هذا قبل التكليف، فلماذا تأتيني هذه الذكريات والندم الشديد عليها، رغم أني بعد التكليف -الحمد لله- لم أفعل ذنوباً كبيرةً، وأصوم وأحاول التمسك بالصلاة وأقطع عنها أحياناً، ولكن أحاول التمسك بها.
السؤال الآخر: هل أستطيع نسيانها؟ أنا خائف من الأشخاص أن لا يكونوا نسوها مثلاً.
وهل هنالك دعاءٌ أستطيع الدعاء به، لكي أنسى ولكي ينسى الأشخاص الآخرون؟ بالرغم أنا نمزح ونضحك سوياً، ولكن أخاف أن الذي فعلته في صغري هم يتذكرونه، وأنا أتمنى إن كان هنالك دعاء ينسي الشخص، أن تقوله لي لكي أدعو الله به كل الوقت، ولكي هم ينسون؛ لأني أحتقر نفسي، هذه الذنوب منذ الصغر حتى التكليف، أي ليست بعد التكليف.
أعتذر إن لم أستطع الشرح أو الكتابة الصحيحة؛ لأن هذه أول مرة أكتب بها استشارة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مخفي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك - ولدنا الحبيب - في استشارات إسلام ويب، ونحن سعداء جدًّا بتواصلك معنا، ونشكر لك ثناءك على الموقع، ونسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.
ما ذكرته - أيها الحبيب - من المخالفات التي وقعت منك في صغرك لا ينبغي أبدًا أن يكون مصدرًا للخوف والقلق لديك، وذلك أن الله سبحانه وتعالى برحمته تجاوز عن الإنسان قبل البلوغ، فقد رُفع القلم عن ثلاثة، ومنهم: (الصبي حتى يحتلم)، وهذا لما يعلمه الله -سبحانه وتعالى- من ضعف الإنسان عن كمال الإدراك والتمييز في هذه المرحلة العمرية، فلا إثم عليك فيما سبق من المخالفات، فلا تسمح للشيطان أن يتسرّب إلى قلبك ليدخل إليه الحزن والقلق، بالتذكير بهذه الأمور التي لا معنى لتذكُّرها، فهو حريصٌ على أن يجعلك تعيش هذه المشاعر السلبية، كما قال الله تعالى عنه: {إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا} فاستبشر وافرح بفضل الله عليك، الذي وفقك للتوبة وللاستقامة بعد البلوغ، وجاهد نفسك على تجنُّب ما حرّم الله سبحانه وتعالى عليك.
وممَّا قرأناه في سؤالك - أيها الحبيب - وهو يحتاج إلى تنبّه شديدٍ منك وحذر شديد: قطع الصلاة أحيانًا، فهذا ذنبٌ عظيمٌ؛ فإن ترك الصلاة من أكبر الكبائر، بل هو أكبر الكبائر بعد الكفر بالله -سبحانه وتعالى- فاحذر من هذا الذنب، وجاهد نفسك على أداء الصلاة في وقتها، واستعن بالله، واسأله -سبحانه وتعالى- التيسير للطاعة والتوفيق للثبات عليها.
وخير ما ننصحك به الرُّفقة الصالحة، فحاول أن تتعرف على الشباب الطيبين، وأكثر من مجالستهم والتواصل معهم، فهم عون لك على الطاعات.
أعرض تمامًا - أيها الحبيب - عن هذه الأفكار التي تداهمك بتذكُّر ما كان منك من مخالفات أثناء الصغر، فإن تذكُّرٍها غير نافع، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز)، لا تلتفت إليها، وإذا وردت عليك اشتغل بغيرها واصرف ذهنك عن التفكير فيها.
والشيء الوحيد الذي لابد أن تتداركه الحقوق المادّية، إذا كانت هناك حقوق مادّية أخذتها بغير حقٍّ أثناء صغرك عن أناسٍ؛ فهذه الحقوق المادية يجب ردُّها إليهم، أمَّا ما عدا ذلك فأنت غير مؤاخذ به، والاشتغال به اشتغال بما لا ينفع، وهو مكيدة شيطانية يحاول الشيطان أن يوقعك بها في أنواع من الحزن والمشقة.
نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن ييسّر لك الخير.