الخوف من الإصابة بمرض السرطان بسبب إصابة عدد من الإخوة به
2006-04-24 09:53:27 | إسلام ويب
السؤال:
منذ حوالي 17 عاماً صدمت لإصابة إحدى شقيقاتي بمرض السرطان، وأصابني حينها اكتئاب بسبب خوفي على أختي؛ وخوفي المتأصل من هذا المرض ومن سماعه؛ ورافق ذلك شعوري بالغربة وأنا بعيدة عن أهلي وأختي؛ حيث كنت أقطن في دولة الإمارات العربية، زوجي طبيب إختصاصي أطفال؛ فاقترح أن أرى صديقه وهو طبيب نفسي، وبالفعل رأيته ووصف لي الأدوية، وجلس معي جلسات نفسية وغير ذلك، وتخلصت من اكتئاب مزمن دام أكثر من 3 أشهر، وقال لي الطبيب حينها: أنت تعانين مما يسمى فوبيا السرطان.
أجرت أختي عملية والعلاج اللازم؛ وقيل أنها شفيت من هذا المرض؛ وفعلا عاشت بعدها 13 عاماً إلى أن عاودها هذا المرض مصيباً إياها في فمها؛ وبالتحديد في اللسان، ولم تصمد أكثر من 3 أشهر وتوفيت؛ لكنني في هذا الوقت كنت قد تركت الغربة وعدت إلى الضفة الغربية، ولم أعاني من اكتئابات معينة سوى حزني الطبيعي على أختي.
بعد ست سنوات وقبل 5 أشهر بالتحديد يجري أخي عملية بسيطة على أساس أنها عملية للالتصاقات في الأمعاء؛ فتجرى له الفحوصات ويوصف بأنه مصاب بسرطان الأمعاء، اسم أخي كان (علاء) للتوضيح.
أجرى عملية استئصال، وأصبح يتلقى العلاج الكيميائي في الأردن، وفي فترة علاجه يقطن عند أخي المقيم في الأردن، وفي هذه الفترة يشكو أخي المقيم أصلاً في الأردن واسمه (نضال) من آلام في عدة مناطق وصعوبة في النوم، وما يلبث أن يراجع الطبيب ويوصف بأنه مصاب بسرطان البنكرياس، وتوفي بعد 50 يوماً من مراجعته للطبيب.
أما أخي علاء المصاب بسرطان الأمعاء قيل أن وضعه الصحي جيد جداً، وفي الجلسة الكيميائية الأخيرة المقررة وجدوا أن المرض عاوده في الكبد.
أردت فقط عرض وضعي لأقول الآتي :
أعاني حالياً من اكتئاب شديد بسبب حزني على إخوتي المرافق لخوفي الدائم من المرض والوسواس الذي أعاني منه خصوصاً أني أصبحت أعلم أن ثلاثة من إخوتي أصيبوا بسرطان وصف أنه من نفس النوع، وهذا التفكير يلازمني ليلاً ونهاراً حتى أنني بدأت أفقد القدرة على التركيز، وأتناول أحياناً المهدئات بعلم من زوجي بسبب حالتي النفسية (التعبانة) جداً.
أحس بأنني دائمة التفكير بهذا المرض وأتشعب فيه كثيراً وبوضع إخوتي، ودائمة التفكير بما ستؤول إليه حالهم وحال زوجاتهم وحالي.
أنا أيضاً لم أعد أحس بطعم شيء في الحياة؛ مع أنني من الناس الذين تسعدهم أبسط الأشياء مثل المطر والوردة والشمس المشرقة، وأيضاً بسبب خوفي أخاف دائماً من إجراء أي نوع من الفحوصات؛ حتى قياس الضغط، مع أنني أتخيل دائماً آلاماً معينة أو هي موجودة فعلاً لا أعلم، بالتأكيد لست قادرة على قص حكايتي بهذا الشكل المفصل، فحالتي النفسية لا تمكنني، لكن ابنتي البالغة من العمر 18 عاماً هي كتبت لكم.
أرجو مساعدتي على التخلص من تفكيري الدائم بالأمراض والمتشتت، وخوفي من السرطان بالتحديد، واكتئابي الملازم لي هذه الأحيان،
وأشير إلى أنني متدينة، ومنذ وفاة إخوتي وبدء هذه الحالة معي أحاول التقرب أكثر إلى الله بالصلاة والأدعية وقراءة القرآن باستمرار.
شكراً لكم، وأرجو إفادتي جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عبير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
جزاكِ الله خيراً، ونسأل الله لإخوتك الرحمة والمغفرة، ولك الصبر.
لا شك أيتها الأخت الفاضلة أن المشاعر الإنسانية لابد أن يعبر عنها، وفي مثل حالك أرى أن التخوف من المرض هو طبيعي إلى درجة كبيرة، حيث أن الذي حدث لكِ بالتأكيد يجعل الإنسان يحزن ويخاف على نفسه، ولكن هنالك أمور كثيرة ومناهج يمكن للإنسان أن يتبعها حتى يتكيف مع وضعه.
أول هذه الأمور أو طرق التوائم والتكيف هو التوكل على الله، أكرر (التوكل على الله) وأنا مقتنع بأنك لست بغافلة عن هذا الأمر، ولكن أردت أن أؤكد عليه لأنه سلاح نفسي قوي وفعال، يهزم الاكتئاب ويبعث الطمأنينة فيك بإذن الله تعالى.
ثانياً: بالرغم من تراكم المرض ووجوده في الأسرة، فليس من الضروري أن يصيب شخصاً آخر في أسرتك أو يصيبك؛ لأن السرطان ليس مرضاً وراثياً وإن كان هنالك بعض الميول الأسرية.
ثالثاً: عليك بالدعاء وأن تسألي الله أن يحفظك من كل مكروه، (اللهم إني أعوذ بك من البرص والجذام والجنون وسيئ الأسقام) أكرر (سيئ الأسقام) لأن السرطان منها، وهذا دعاء ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبعث الطمـأنينة ويحمي بإذن الله، فعليك بذلك.
رابعاً: أرى أنه من حقك أن تتناولي أحد الأدوية المضادة للاكتئاب، لأنها من الأسباب الجيدة التي يمكن للإنسان أن يأخذ بها، وهنالك أدوية كثيرة مثل البروزاك، ايفكسير، زيروكسات، سبرلكس، فابرين، كلها جيدة وممتازة، أرجو أن تتناولي أحد هذه الأدوية حسب ما هو متوفر لديكم في فلسطين.
وجرعة البروزاك هي كبسولة واحدة في اليوم يمكن أن ترفع إلى اثنتين.
وجرعة الإيفكسير هي 37 ونصف ملج أولاً، ثم بعد أسبوعين ترفع إلى 75 ملج، وتستمرين عليها لمدة ستة أشهر، ثم تخفض الجرعة بعد ذلك إلى 37 ونصف ملج لمدة شهرين.
وجرعة الزيروكسات هي نصف حبة يومياً لمدة أسبوعين، ثم حبة كاملة لمدة ستة أشهر، وإذا لم يتحسن وضعك بعد ثلاثة أشهر من بداية العلاج يمكن أن ترفع الجرعة إلى حبتين، وبعد ستة أشهر يمكن أن يخفض الدواء تدريجياً بمعدل نصف حبة كل أسبوعين.
أما السبراليكس فجرعته هي 10 مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفع إلى 20 ملج لمدة ستة أشهر، ثم تخفض إلى 10 ملج لمدة ثلاثة أشهر.
وبعد ذلك يأتي الفابرين وجرعته هي 50 مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة بمعدل 50 ملج أيضاً كل أسبوعين، حتى تصل إلى 200 ملج ثم تخفض الجرعة بمعدل 50 ملج كل أسبوعين حتى يتم التوقف عنها.
وأسأل الله لك الحماية والطمأنينة والحفظ، وبارك الله فيك.