كيف أستعيد ثقة أمي بي بعد أن عدت لارتكاب الخطأ؟
2023-06-01 04:58:28 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
عمري 14 سنة، فقدت ثقة أهلي بي منذ سنة، وشعرت بتأنيب الضمير، وحلفت ألا أعود للخطأ، ووثق بي أهلي بعد فترة طويلة من العقاب.
وبعد سنة عدت للحديث مع بنت، واكتشفت أمي الأمر، وحذرتني أنها المرة الثانية، وأنها لن تخبر أبي، ولكن إذا تكرر الأمر ستخبره، وسامحتني، ولكن أظن أني فقدت ثقتها بي، ولكنها تعاملني معاملة طبيعية.
أشعر بتأنيب الضمير، وأحياناً لا أستطيع النوم من التفكير في الموقف، علماً أني صليت، وعرفت خطئي، ووعدت ربي أن لا أعود، ولكن أشعر بإحساس غريب في صدري، وأرق في كل مرة أتذكر ما حدث، فما الحل؟ وكيف أعيد ثقة أمي بي؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مجهولة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلاً بك -ابنتنا المباركة- في موقعك إسلام ويب، ونحن سعداء بتواصلك معنا في أي وقت، ونسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به.
وبخصوص ما تفضلت به، فإننا نجيبك من خلال ما يلي:
أولاً: نحن لم نعلم الذنب الذي وقعت فيه، فلم تفصحي عنه، ولم تشيري، غير أنك ذكرت عودتك للحديث مع فتاة منعك أهلك من التواصل معها.
ثانياً: أن يستيقظ ضميرك وتعترفي بالخطأ، وأن تعاهدي الله عز وجل على عدم العودة، فهذه بداية الطريق -يا ابنتي-، فلا تيأسي من روح الله، فالله يغفر الذنوب ويستر العيوب، المهم الثبات على الطاعة، وعدم العودة إلى المعصية.
ثالثاً: الحمد لله الذي رزقك تلك الأم التي تحبك وتحنو عليك، وتحاول بحكمتها أن تستوعب أخطاءك، وأن تقومك دون أن تنقطع عنك أو تعلم أباك، وهذا أمر يجب عليك المحافظة عليه واستثماره جيداً.
رابعاً: كثرة التفكير في الماضي سيورثك الهم والحزن، والخطأ متى ما تبت لله منه، وصدقت مع الله في توبتك، فإن الله الكريم يتوب عليك ويعفو عنك، بل ويقلب الله -عند صدق توبتك- السيئات إلى حسنات:"ﺇِﻟَّﺎ ﻣَﻦْ ﺗَﺎﺏَ ﻭَﺁﻣَﻦَ ﻭَﻋَﻤِﻞَ ﻋَﻤَﻠًﺎ ﺻَﺎﻟِﺤًﺎ ﻓَﺄُﻭﻟَٰﺌِﻚَ ﻳُﺒَﺪِّﻝُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺳَﻴِّﺌَﺎﺗِﻬِﻢْ ﺣَﺴَﻨَﺎﺕٍ ۗ ﻭَﻛَﺎﻥَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻏَﻔُﻮﺭًﺍ ﺭَﺣِﻴﻤًﺎ" [ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ : 70 ].
خامساً: اعلمي أن ثقة الوالدة ستعود إذا ما توافرت هذه الأسباب:
1- الاقتراب منها أكثر، والحديث معها عن كل ما يلج في خاطرك من الصواب أو الخطأ، واعلمي أنك كلما كنت واضحة وصريحة مع والدتك كلما عادت الثقة وبصورة أكبر، ولا بد أن نذكرك بأن أحرص الناس عليك، وأصدقهم نصحاً لك، ومن تفتديك بعمرها هي أمك، فلا تخبري أحداً كائناً من كان بعيوبك، وأخبريها هي، وثقي أنها ستعطيك النصيحة الصادقة، بل وستحارب من أجلك.
2- أصلحي علاقتك بالله عز وجل، واعلمي أن القلوب بيد الله يقلبها حيث شاء، وأن قلب الوالدة يعرف صلاح قلبك من نظرتها إلى عينيك، فهي أمك.
3- احذري من الكذب عليها حتى ولو أخطأت، واحذري من التحايل عليها حتى ولو كان بسيطاً، فإن هذا مذهب للثقة.
وفي الختام: أكثري من الدعاء لله عز وجل بأن يهديك الله، وأن يصلحك وأن يثبتك على طاعته، وأن يصلح ما بينك وبين والديك، وثقي أن الله سيتقبل منك متى ما علم صدقك.
أصلحك الله ورعاك، والله الموفق.