أحب أن أظهر أثر نعمة الله علي، فهل أتعرض لحسد الناس؟
2023-05-29 02:38:39 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله.
جزاكم الله عنا خير الجزاء، أنا حائر بين أمرين، وأسألكم النصح.
أنا شاب عمري 30 سنة، من الطبقة المتوسطة، و-بفضل الله- أحب أن أنفق -قدر المستطاع- على أسرتي وأقاربي، وعلى من هم في دائرة الاحتياج الخاصة بي، وأحب أن ألبس الثوب الحسن، وكذا كل أسرتي، وكذلك عندما يسألني سائل عن حالي، أحمدُ الله وأُثني عليه، ولا أُظهر ضائقةً أو عسراً أو شكوى لأحد أبدًا إلا الله، ثم بعده أمي، فأنا على قناعة تامة -ولله الحمد- بأن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده، ولا أشكو حزني إلا إلى الله وحده.
منّ الله علي منذ فترة وجيزة واشتريت سيارة متوسطة الحال بعد سداد بعض الديون التي كانت علي لإخوتي، و-للأسف- كان وما زال لذلك أثرٌ علي متمثلًا في بعض المشاكل مع زوجتي، وأحيانًا كثيرة مع أمي، وعانيت وزوجتي من أسقام لا يعلم بها إلا الله، ويصاب كلانا عادة بالاكتئاب والضيق دون أي سبب، ذهبت إلى الرقاة الشرعيين، فمنهم من قال: هذا حسد، وآخر قال: عين.
أسرتي نصحتني بأن أقلل من نفقاتي، وأن أبيّن أمام الناس -وخصوصاً إخواني- أني في ضيق، أو أني أمر بضائقة مالية، وعلي ديون، وشيء من هذا القبيل؛ لكي يكف الناسُ حسدهم عني، وخصوصًا أقاربي، وحجتهم في ذلك أن إخواني الأكبر مني سناً لديهم مراكزهم المرموقة في وظائفهم، وظروفهم المادية أيسر مني بكثير، ولديهم الكثير من الممتلكات، ودائمًا يشتكون ويظهرون العوز، وأنا لست مقتنعًا تماماً بهذا، ومستمر فيما أنا عليه، فأسألكم النصيحة، أثابكم الله.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلاً بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك لك في مالك، وأن يعوضك الخير، وأن يذهب ما بينك وبين زوجتك، وأن يرضيك بالقضاء، إنه جواد كريم.
أخي: إننا نحمد الله إليك أن رزقك تلك النفسية السليمة المتصالحة مع الذات ومع الغير، وقبل ذلك الراضية عن الله تعالى، وإنا نرجو أن ينعم الله عليك، وأن يثبتك على ما أنت عليه من خير، وأن يزيدك من فضله، إنه جواد كريم.
أخي الكريم: نريدك أن تقرأ معنا هذا الحديث الذي رواه أحمد في مسنده عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لأبي بكر -رضي الله عنه-:" يا أبا بكر، ثلاث كلهن حق: ما من عبد ظلم بمظلمة فيغضي عنها لله؛ إلا أعز الله بها نَصْره، وما فتح رجل باب عطية يريد بها صلة؛ إلا زاده الله بها كثرة، وما فتح رجل باب مسألة يريد بها كثرة؛ إلا زاده الله بها قلة" يشير الحديث إلى أمرين هامين:
1- من ساعد الناس لله، وتحدث بنعم الله نفقة وإحساناً للناس زاده الله من فضله.
2- من اشتكى أو اتخذ الشكاية وسيلة لجلب منفعة زاده الله قلة، بأن يمحق البركة منه ويحوجه حقيقة، يعني: من وسع صدره عند سؤال الخلق عند حاجته، وأنزل فقره وحاجته بهم، ولم ينزلهما بالله، زاده الله فقراً في قلبه.
وعليه فإننا ننصحك أن تكون كما أنت عليه، لكن نضيف ما يلي:
1- التحدث بنعمة الله لا يلزم منه الحديث أمام الجميع، ولا في كل وقت، ولا أمام من تعلم من حاله ما لا يسر.
2- الكلام عن الفاقة والكآبة والفقر والعوز لا يدفع شراً، ولا يجلب خيراً، بل بالعكس، فلا تفعل ذلك.
3- المحافظة على الأذكار صباحاً ومساءً حصن حصين لك ولأهلك وبيتك، فاستعن بالله ولا تترك الأذكار مطلقاً.
ثم مارس حياتك طبيعياً، وتصدق وأنفق، واجعل للفقراء نصيباً من مالك، المهم أن تكفي أولاً بيتك وأولادك ومن تعول، واجعل الحديث عن النعم كالملح في الطعام، لا يزيد فيضر، ولا يقل عن الحاجة، فلا يستساغ.
نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يرعاك، والله الموفق.