بعد تعرضي لصدمة نفسية أصبحت أخاف من كل شيء، فما العلاج؟
2023-05-25 00:51:08 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
بعد تعرضي لصدمة نفسية كبيرة عانيت من نوبات هلع وقلق نفسي، واختلال الأنية، وشعور بالغرابة والتبدد، والعديد من الوساوس والمخاوف غير المنطقية، وبعد تغلبي عليها وحدي أصبحت إنسانة حساسة للغاية، وخائفة للغاية، لدرجة أنني أصبحت أتمنى أن تبقى حياتي هكذا ولا تتغير، فأنا أصبحت خائفة وحساسة، وأرفض أي تغيير يحدث لحياتي حتى أكبر في العمر وأتغير.
أعلم أن التغيير سنة الحياة وهو آت لا محالة منه، ولكن أشعر بالخوف والقلق والتوتر منه، وأخاف أن يموت والداي ويتركانني وحيدة، وأخاف أن تتزوج أختي وتتركنا، وأخاف أن أتزوج وأكون عائلة؛ لأنني لا أحب أن تفترق عائلتي، أريد أن نبقى هكذا مع بعض نعيش تحت سقف واحد ولا نفترق، حتى وإن قابلت أحداً كنت أعرفه وأرى ملامح وجهه تغيرت أشعر بالخوف، أنا لا أخاف من التقدم في العمر إنما من التغيير.
لا أعلم ما أصابني، كنت إنسانة شغوفة، ومحبة للحياة والتغيير، الآن أصبحت كتلة من الخوف والقلق، ولا تريد تغيير أي شيء من حياتها، سبحانه مغير الأحوال!
هل من نصيحة؟ وهل من تشخيص لحالتي؟ فأنا أشعر بالخوف وفقدان الأمل.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nesrine حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونسأل الله لك الصحة والعافية.
الحمد لله أنك تغلبت على نوبات الهلع والقلق والوساوس والمخاوف، وهذا إن دلَّ إنما يدلُّ على قوة عزيمتك وما لديك من صفات إيجابية ساعدت في التخلص من تلك الأعراض.
والأمر الآخر: ربما تكون علاقتك مع أسرتك جيدة وتعيشين في أمنٍ وأمانٍ، وسط أفراد عائلتك، وتخشين فقدان هذا الدعم الأسري والاجتماعي؛ ولذا ظهر الخوف من التغيير؛ لأنه في اعتقادك يهدم هذه المنظومة الأسرية الاجتماعية الجيدة، والإنسان بطبعه يحب أن يكون عائشًا وسط البيئة التي تُوفّر له الحنان والتقدير والاحترام والمساعدة والتعاون، ويزداد الخوف إذا لم تكن هنالك آليات أو تدريبات تُساعده وتؤهِّله للتعامل مع التغيير بشتَّى دروبه.
فأنت - أيتها الفاضلة - محتاجة لتعزيز الثقة بالنفس أولاً، ومحتاجة أيضًا لبناء مهارات اجتماعية تواجهين بها أي تغيير يحدث في محيطك الاجتماعي، لكي تسهل عملية التوافق النفسي والاجتماعي في حالة حدوث التغيير، ولابد من تغيير النظرة تجاه التغيير بأنه يقود إلى الأسوأ، واستبدالها بالنظرة الإيجابية بأن هناك الكثير من التغيرات حدثت، وكانت نتائجها إلى الأحسن وإلى الأفضل، وكل ذلك بيد الله تعالى، والإنسان عليه أن يرضى بما قسمه الله تعالى له، ولا مانع من أن يتطلَّع إلى ما هو أحسن وأفضل.
فالتخطيط مطلوب في كل مناحي الحياة، حتى إذا ما حدث ما هو مفاجئ يكون الإنسان مستعدًّا له، ويكون وقعه عليه خفيفًا، ولذلك - أيتها الفاضلة - لابد لك من تغيير هذه النظرة عن التغيير من حيث هو، وليصبح التغيير مليئاً بالتفاؤل وبالأمل إذا حدث، وليس مليئًا بالتشاؤم وبالتوقُّع السيء.
والله الموفق.