رفضت ابن خالتي حتى لا أدخل والدتي في مشاكل زواج الأقارب
2022-12-21 00:31:22 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
تقدم لي ابن خالتي للزواج، وأمي لا تؤيد فكرة الزواج من الأقارب، وأخبرتنا مراراً أنها لن تقبل بزواج الأقارب، وعندما تقدم لي صليت الاستخارة، وكنت على يقين أنني سأرفض، ورفضت، وتقدم لي مرة ثانية، وأنا لا أريد أن أدخل أمي في مشاكل عائلية، وكل هذه الأمور، فماذا أفعل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رندا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، وإنما شفاء العيِّ السؤال، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به.
لا شك أن ابن الخالة في المكانة الرفيعة، والعبرة بصلاح مَن يتقدّم ويطرق الباب، إذا كان صاحب دين وخُلق فلا ننصح بالتردد في القبول به، خاصّة بعد أن تقدّم المرة الثانية، ذلك دليل على صدق رغبته وإخلاصه وحرصه على أن تكوني معه.
وكنَّا نتمنّى أن نعرف رأي الوالد والمحارم من الرجال، فالرجال أعرفُ بالرجال، ودائمًا في أمور الزواج المعتبر هو كلام الرجل، يعني الأب والمحارم من الرجال، لوجود الغيرة أحيانًا بين النساء، وهذا لا يعني أنك تخالفين الوالدة أو تُعاندينها، ولكن إذا كان الشاب مناسبًا وصاحب دين أرجو أن يكون لوالدك ولأخوالك دورٌ كبير في إقناع الوالدة، وتصحيح الفكرة التي عندها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به.
ونحب أن نؤكد أن الزواج من الأقارب له ميزات، كما أن فيه محاذير، والزواج أيضًا من غيرهم له ميزات وفيه محاذير، ولكن في ظروف الحياة الصعبة عند الأزمات الأقارب هم الأولى، هم أكثر صبرًا وأكثر احتمالاً، وأكثر وفاءً؛ لوجود أكثر من علاقة وأكثر من رابطة.
ومع احترامنا لرأي الوالدة، فإن التعميم مرفوض، فمن الأقارب مَن يصلح، ومنهم من لا يصلح، والشريعة تجعل المعيار هو المعيار الشرعي، إذا وجد الدّين والخلق، وحصل الميل المشترك والارتياح والانشراح بين الفتاة وبين ابن خالتها الذي تقدّم؛ فعند ذلك نقول: (لم يُرَ للمتحابين مثل النكاح)، ونذكّر بأن (الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف).
ونؤكد مرة بعد المرة أن أصحاب القرار في قضية الزواج هم الشاب والفتاة، وأن دورنا جميعًا كآباء وأمهات وإخوان وأخوات هو دور إرشادي توجيهي، ليس لنا أن نمنع، إلَّا إذا كان المتقدّم ضعيف الدّين، أو في دينه خلل.
نسأل الله أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به.