لا أريد العودة للمنزل، ولو كانت فرصة العمل أفضل.
2022-11-24 04:17:15 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أكتب إليكم علّني أجد في ردكم ما يدلني إلى الاختيار الصائب.
أنا فتاة عزباء، أعمل بعيداً عن أهلي منذ سنوات، في الآونة الأخيرة أتيحت لي فرصة الانتقال لمدينة أقرب إلى منزل أهلي، وربما ظروف عمل أفضل، لكنني مترددة؛ لأني لا أرتاح في منزلنا، بسبب المشاكل الكثيرة فيه، والتي تؤثر على نفسيتي، فأمرض.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حائرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابنتنا وأختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن ييسّر أمرك، وأن يكتب لك التوفيق والنجاح، وأن يُسعدك، وأن يُعينك على الخير.
لا يخفى عليك أن القُرب من الأهل فيه خير في كل الأحوال، وإذا لم يصبر الإنسان على أهله، فعلى مَن سيكون الصبر؟! والأهل رغم وجود المشاكل التي تحدث، والإنسان قد يتأذى منهم؛ إلَّا أنهم الأحرص على مصلحة الإنسان، وهم الذين تربطهم به رابطة القرابة، فصِلةُ الرحم من واجبات هذه الشريعة، فحُقّ لك أن تفرحي بهذه الوظيفة الجديدة التي تقتربين فيها من أهلك، وأيضًا -ولله الحمد- فيها ظروف أفضل للعمل، فتحمّلي الجانب الثاني، لعلَّه يكون فيه الخير الكثير، ونحن ننتظر من مثلك من العاقلات – طبعًا الموظفة المتعلّمة – أن يكون لها دور في النصح والإرشاد وتصحيح المفاهيم عند الأهل، الكبار والصغار، ونسأل الله أن يوفقك وأن يُعينك على الخير.
فدعي التردد، واقبلي بالوظيفة التي تقتربين فيها من أهلك، ومن البلد الذي أنت فيه، ونسأل الله أن يُعينك على تجاوز الصعوبات الموجودة في المنزل؛ لأن الهروب منها ليس حلاً، ولكن الإنسان ينبغي أن يتعامل معها، والمؤمنة التي تُخالط وتصبر خير من التي لا تُخالط ولا تصبر، فكيف إذا كانت الخلطة مع أهل البيت الذين هم أقرب الناس للإنسان.
نسأل الله أن يُسعدك، وأن يُعينكم على تجاوز الصعوبات الأسرية، وأن يُلهمكم السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.