خوف وعدم الراحة عند الخلود إلى النوم، فعلى ماذا يدل؟

2022-12-07 03:26:02 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أحياناً فجأةً أشعر بالخوف وعدم الراحة في وقت النوم، وأشعر أن بطني غير مرتاحة، وكل ما أقفل عيني لأنام يأتيني كابوساً فأنهض مفزوعاً، أبقى عدة ساعات إلى أن أغلي البابونج ثم بعدها بربع ساعة أرتاح، ثم أنام من تلقاء نفسي، تعبت والله من هذه الحالة.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Uoseff حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في موقع استشارات إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

أخي: هذه الظاهرة معروفة لدينا في الطب النفسي، وهي حقيقة تُشير إلى وجود نوع من الإجهاد الجسدي أو النفسي، والقلق النفسي أيضًا قد يكون سببًا في مثل هذه الظاهرة التي تظهر عندك، كما أن الأشخاص الذين لا يُحسنون إدارة وقتهم ويميلون للسهر أو شرب الشاي والقهوة ليلاً بكثرة قد يكونون أيضًا عُرضة لهذه الظاهرة.

الكوابيس التي تحدث هي نوع من الهلاوس الكاذبة، وهي بالفعل تُسبب الفزع، وظاهرة الخوف، وكما تفضلت الإحساس بأنك غير مرتاح في منطقة البطن، والبعض قد يشتكي أيضًا من تقلُّصات في القولون أو ما يُعرف بالقولون العصبي، والـ (بابونج) كما تفضلت يُريح الأعصاب، لذا فعند تناوله تدخل في حالة استرخائية، وهذا يُساعدك كثيرًا.

فإذًا الظاهرة حقيقة ظاهرة مزعجة لكنها ليست خطيرة، وعلاجها – أخي الكريم – يتمثل في:
أولاً: أن تتجنب النوم النهاري، وأن تتجنب السهر.
ثانيًا: أن تمارس رياضة، رياضة المشي أو رياضة الجري، ولكن لا تكون في وقت متأخر ليلاً، هذه الرياضة إذا كانت صباحية أو نهارية أو ما بين المغرب والعشاء ستكون مفيدة جدًّا.

ثالثًا: أريدك أيضًا أن تتعود وتتدرّب على تمارين الاسترخاء، هنالك تمارين تتعلق بالتنفُّس، الإنسان يدخل في عملية شهيق وزفير بطيئة وقويّة، ويحبس الهواء في الصدر ما بين الشهيق والزفير، كما أنه توجد أنشطة أخرى كقبض العضلات وشدِّها ثم استرخائها.

عمومًا: لو وجدت أخصائياً نفسياً ليدربك على هذه التمارين فهذا أمرٌ جيد، وإن لم يكن ذلك ممكنًا فإسلام ويب أعدت استشارة رقمها (2136015) يمكنك الرجوع إليها والاستفادة من التفاصيل التي ذكرت فيها، وتوجد أيضًا برامج كثيرة على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة هذه التمارين.

رابعًا: تثبيت وقت النوم أيضًا ضروري، فالتذبذب في وقت الذهاب إلى الفراش أمرٌ يضرُّ كثيرًا بالصحة النفسية، ويؤدي إلى الظاهرة التي تحدثت عنها، فتثبيت وقت النوم مهم.

خامسًا: كن دائمًا في حالة استرخائية قبل النوم، وعليك بالتأمُّل الإيجابي، وألَّا تزعج نفسك بأي شيء، وقطعًا أذكار النوم مهمّة جدًّا أخي الكريم.

حتى نطمئن عليك تمامًا سأصف لك دواء بسيطًا جدًّا، الدواء يُسمّى (دوجماتيل) واسمه العلمي (سولبيريد) مفيد جدًّا في حالات القلق من هذا النوع، تتناوله بجرعة كبسولة واحدة (خمسين مليجرامًا) لمدة أسبوعين، ثم خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم خمسين مليجرامًا ساعة قبل النوم لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناوله، هو دواء بسيط جدًّا، ومفيد جدًّا، وإن شاء الله تنتفع به.

أخي: قطعًا أذكار النوم دائمًا نذكّر بها، وأريد أن أؤكد عليها، خاصة إذا أُديت هذه الأذكار بشيء من التدبُّر والتمعُّن والتفكُّر والاستغراق الذهني الإيجابي، تجلب للإنسان خيرًا عظيمًا، وتبعث فيه طمأنينة كبيرة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net