فتاة تحب ابن عمها وتريده زوجاً لها وهو لا يدري
2006-04-10 12:38:26 | إسلام ويب
السؤال:
أولاً: أود أن أشكركم على هذا الموقع الطيب، وخاصة موقع استشارات الشباب، الذي يعطينا الفرصة لطرح مشاكلنا، وإيجاد آذان صاغية، ترشدنا وتقدم لنا الحلول المناسبة.
أما سؤالي فهو كالتالي:
أحببت ابن عمي منذ أن كنت بعمر 16 سنة، وذلك عندما رأيته عند أحد أقاربنا، وقد أعجبت بشخصيته، وتعلقت به كثيراً؛ لأنه رجل خلوق ومتدين ومثقف، وبعد ذلك اللقاء زارنا في بيتنا، فازددت تعلقاً به، لكنه لم يعد يزورنا؛ لأنه أصبح يعمل بعيداً، ولم أره منذ ثلاث سنوات فقط، اتصلت به فأرسل لي أربع رسائل للسؤال عني، وعن العائلة، كما أنه اتصل بي مرة في رمضان، ولا أعرف إن كان يحبني، كما أني لا أستطيع البوح له بمشاعري نحوه، ولا أعرف إن كان هو أيضاً يحب فتاة أخرى، وقد بقيت كل هذا الوقت أحلم بأن يصبح لي.
أصلي وأطلب من الله أن يجعله من نصيبي، ولكنني مؤخراً أصبحت أتعب من كثرة الانتظار، وأريد أن أجد من يحبني ويهتم بي، فأنا أريد الزواج، ولا أريد أن أقيم علاقات، كما هو متفش في الشباب حالياً، الذين يلعبون بمشاعر الفتيات، علماً بأنني لم أقم أي علاقة مع أحد.
مؤخراً بحت بمشاعري تجاه ابن عمي لأحد أقاربنا، وقد أخبرني أنه سيساعدني وسيتكلم معه في هذا الموضوع.
سؤالي: هل ارتكبت خطأ في إخبار أحد أقاربي؟
أرجو منكم أن تنصحوني وترشدوني، ماذا أفعل؟ وكيف أتصرف في حال ما إذا رفضني؟ لا قدر الله، خاصة وأنني أظن أن أمه لا تريده أن يتزوج من العائلة؟
أنا أصبحت خائفة وأحس بالحزن الشديد، وأريد أن تساعدوني من فضلكم، وأنا أتوكل على الله ثم عليكم، لأتخطى هذه المرحلة، وأتزوج إن شاء الله، لأنني أحس بأن راحتي تكمن في زواجي، لأهتم بزوجي، ويهتم بي، ويكون لي أولاد يشغلون وقتي.
لا أحب أن أقيم أي علاقة مع أحد، وأريد أن أعيش في الحلال مع رجل أحبه ويحبني، وشكراً لكم وأعتذر عن الإطالة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة الزهراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
إن (عم الرجل صنو أبيه)، وابن عم المرء جناحه وساعده، ولذلك قال الشاعر الحكيم:
وإن ابن عم المرء فاعلم جناحه *** فهل ينهض البازي بغير جناح
إذا أعجبك فيه دينه وخلقه فأنت على الخير والفطرة، ونسأل الله أن يجمع بينكما على الخير، ولا مانع من عرض الأمر على إحدى محارمك، ويُفضل أن تكون من العمات؛ لأن في ذلك رفع للحرج عنك وعنه، ونحن نتمنى أن يسمع عن أدبك ودينك، ولست أدري هل ذلك القريب محرم لك أم لا؟ لأننا لا نريد للفتاة أن تتكلم عن مشاعرها مع الأجنبي، وهو كل من يصح أن يتزوج من الفتاة، وعلى كل حال فننحن نتمنى أن تكون الرسالة قد وصلت، واستغفري الله عن كل خلل وتقصير.
ويسعدنا أن يستجيب لمشاعرك وأن يجبر خاطرك، ونتمنى أن يكون من نصيبك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يرضيك به،
وقد أفرحني هذا الوعي والعقل الذي منعك من إقامة علاقات عاطفية، وأسعدني كثرة اللجوء إلى الله الذي يدل على أنك عرفت الطريق إلى كل توفيق وسداد، وإذا جاءك صاحب الدين والأخلاق فلا تترددي في القبول، ولا داعي للاستعجال فلكل أجل كتاب، واشغلي نفسك بطاعة الله وذكره وتلاوة كتابه.
لن يضرك رفضه فالرجال كثر، وأرجو أن يظل ابن عم لك، ينال منك ومن أسرتك كل تقدير واحترام، حتى تتمكن من المحافظة على صلة الرحم، فإن الخير في الذي يختاره العليم الخبير، وإن قَبِل بك وتم لك ما أردت، فكوني برَّة بوالدته ومحسنة إلى أهله الذين هم أهلك أيضاً.
اجعلي خوفك من الله الذي يجلب الخير ويدفع السوء، واعلمي أن كل شيء بقضاء وقدر، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله، (وعجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن إصابته ضراء صبر فكان خيراً له).
أرجو أن تحافظي على نقائك وطهرك وثقة أهلك، ولا تقلدي الفاسقات والفاسقين، واعلمي أن الفتاة كالثوب الأبيض لا يحتمل الأوساخ كما قيل: "إن البياض قليل الحمل للدنس".
فاستعيني بالله وتوكلي عليه، وتمسكي بطريق المتقين، فإن الله معهم ييسر أمورهم: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا)[الطلاق:4]. ويفرج همومهم: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًاوَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ)[الطلاق:3].
والله الموفق.