الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في استشارات إسلام ويب.
بعض الناس لديهم ما يمكن أن نسميه بالحساسية النفسية، وقد يكون لديهم استعداد أكبر للقلق والتوترات والمخاوف والوسوسة، فالذي حدث لك -أيها الفاضل- أن إحساسك بأن حبة الدواء عالقة في الحلق أو المريء أدّت إلى انقباضات عضلية في عضلة المريء، وانقباض هذه العضلة هو حقيقة لا إرادي، ليس تحت تحكُّمنا، ومن ثمّ أصبح هذا الانشداد في عضلة المريء موجودًا من وقت لآخر، وهذا يجعلك تبلع الريق بصفة متكررة، وهذا نوع من النمط أو الطقوس الوسواسية التي نتحايل من خلالها على أجسادنا، الهدف هو أن يحدث استرخاء لعضلات المريء من بلع الريق.
هذه الظواهر -أخي- تأتي في نطاق القلق الوسواسي، وهي حالة نفسية بسيطة وليست مرضًا نفسيًا، هي مجرد ظاهرة، وربما يكون في الأصل أنت لديك نوع من القلق النفسي.
الطبيب قام بإعطائك أدوية، هي في الحقيقة أدوية ممتازة لكنّها قويّة بعض الشيء، وأتفق معك أنها قد تؤدي إلى الشعور بالدوخة، وحتى النعاس في بعض الأحيان، وطشاش في الرؤيا، لكن هذا كلّه مؤقت وينتهي، وأنا أعتقد أن مجرد تفهُّمك للحالة حسب ما شرحنا لك؛ هذا سوف يُساعدك.
والأمر الآخر: أنا أقول لك إن هذه الحالة مرتبطة بالقلق النفسي، أنت ربما لا تعطي نوبات القلق البسيطة اهتمامًا، ولذا تنعكس على جسدك، وهذا نوع من التفاعل التحوّلي -كما يُقال- أي أن القلق تحوّل من ظاهرة نفسية إلى ظاهرة جسدية، وبعض المختصين النفسيين يعتبرون هذه الحالة حالة نفسية، فالتجاهل هو أساس العلاج.
ثانيًا: تُطبّق تمارين الاسترخاء، تمارين التنفُّس المتدرجة، تمارين قبض العضلات وشدِّها، هذه مهمّة جدًّا، ولو درّبك عليها أخصائي نفسي فهذا أمرٌ جيد، وإن لم يكن ذلك ممكنًا فيمكنك أن تستعين بالبرامج الكثيرة التي تتحدث عن تمارين الاسترخاء، وسوف تجدها على اليوتيوب، كما أن إسلام ويب أعدت استشارة رقمها (
2136015) يمكنك الاطلاع عليها وتطبيق ما ورد بها.
أمرٌ آخر هو: لا تكتم، الكتمان يُؤدي إلى احتقانات نفسية داخلية، وينتج عن هذا قلق، وهذا القلق ينعكس على النفس كنوع من التوتر، وهذا التوتر يحدث من خلال التوتر العضلي في المريء والأجهزة الجسدية التي حوله، ويجعلك تبتلع ريقك بصفة متكررة، وكما ذكرت أن هذا الأمر يأتيك بصفة متقطعة، لأنه مرتبط بالقلق حتى وإن كان قلقًا بسيطًا.
ممارسة الرياضة أيضًا مهمّة جدًّا، صرف الانتباه تمامًا عن الحالة من خلال الانصراف إلى أشياء مهمّة في الحياة، وحُسن إدارة وقتك، هذا كله يفيد.
بالنسبة للأدوية: أنا سوف أصف لك دواء بسيطًا جدًّا مُزيلاً للقلق وللتوترات، وإن شاء الله تعالى يساعدك، الدواء يُسمَّى علميًا (سيرترالين) واسمه التجاري (دوجماتيل) يمكنك تناوله بجرعة كبسولة واحدة في الصباح (خمسين مليجرامًا) لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله، هذا الدواء لن يُسبب لك أي نوع من الدوخة أو ثقل في الرجلين أو طشاش في الرؤية، هذا لن يحدث إن شاء الله تعالى.
القلق هو المحفّز الأساسي لما يحدث لك، وأنت ذكرت في نهاية استشارتك أنك أصبحت تخاف من التكلّم كثيرًا أو الصراخ أو القلق، فالذي يحدث لك بالفعل هو نوع من القلق البسيط، وهو قلق كظاهرة وليس مرضًا، فلا تنزعج أبدًا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.