حنيني إلى الرجل الذي أحببته يفسد زواجي، فما نصيحتكم لتجاوزه؟
2022-11-15 03:24:40 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا متزوجة منذ ثلاثة أعوام، زوجي شخص جيد أحترمه وأكن له الود بحكم العشرة الطيبة بيننا، ارتبطت به بعد فترة قصيرة من انفصالي عن شخص كنت أحسبه صالحًا ويستطيع إسعادي، وكنت أميل له عاطفياً بحكم تعاملنا مع بعضنا أثناء الدراسة، ثم جاء وتقدم لي، والأمور لم تتيسر بسبب أهله وأهلي، ولأسباب كثيرة كانت سوف تؤذيني شخصياً، هذا الأمر ترك غصة كبيرة في داخلي، لأنني فقدت شيئًا من روحي، فقدته ولديّ إحساس بأن فرحتي في الدنيا ليست كاملة، رغم ارتباطي والتأقلم مع حياتي.
رضيت بذلك وطلبت العوض من الله، المشكلة حينما رأيته عن طريق الصدفة، شعرت برجة وهزة في كياني، وحزني الذي ظننت بأنني دفنته ظهر في قلبي، فهل علي وزر بسبب هذا الإحساس؟ وكيف أتخلص من هذا الحزن؟ وكيف أتقبل حزني وأتأقلم معه وأنه سيظل موجودًا بحكم أن الدنيا دار ابتلاء؟ أرغب في تقوية علاقتي مع زوجي، فأنا أفتقد أشياء كثيرة معه، مثل الكلام الجميل الذي تتمنى سماعه أي فتاة، تحدثت معه كثيرًا، وحاول ولكنه لا يكرر ذلك إلا لو طلبته منه، أعلم بأنه لا يحبني كما أتمنى، وقبلت بذلك لأنني أدري أن الإنسان لا يأخذ كل ما يريده، ولا شيء سيكمل، المشكلة أنني أصاب بحالة من الحزن من وقت لآخر بسبب ذلك.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Heba حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأهلًا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.
أختنا الكريمة: دعينا نبدأ من آخر ما ذكرتيه وهو قولك: (أدري أن الإنسان لا يأخذ كل ما يريده) وهذا حق -أختنا الكريمة-، فنحن نعيش في الدنيا، والدنيا لا راحة فيها لأحد، فطبيعتها الابتلاء والنقص، وقد خلقها الله عز وجل وأراد أن تكون كذلك لأنها دار ابتلاء وكدر، وقد صدق من قال:
ثمانية لابد منها على الفتى ** ولابد أن تجري عليه الثمانية
سرور وهم واجتماع وفرقة ** وعسر ويسر ثم سقم وعافية
هكذا طبيعة الحياة -أختنا الكريمة-، والعاقل من يشكر ربه على ما وجد، ويصبر على ما فقد، ويعتقد أن الخير كل الخير فيما قدره الله تعالى له.
ثانياً: من القواعد العقيدية المطمئنة للنفس، أن ما صرفه الله عنك هو الشر، وما أعطاك إياه هو الخير، وهذه وحدها كافية في غلق هذا الباب وعدم التفكير فيه مطلقاً، وإذا ذكرك الشيطان به، أو أورده على خاطرك، فيكفيك أن تقولي لنفسك بصوت واضح: (لو كان فيه خيراً لقدره الله لي)، هذه وحدها تكفي -أختنا الكريمة-.
ثالثاً: العين ترى غير المقدور عليه على غير ما هو عليه، نرجو قراءة الجملة مرة ومرة، لأن هذا هو المدخل الحقيقي الذي دخل لك منه الشيطان.
أختنا: قد تزوجت رجلاً منذ ثلاثة أعوام، خبرت عيوبه ومحاسنه، وعلمت مداخله ومخارجه، حتى إن عيوبه يمكنك معالجتها بقليل من الصبر، والأول وإن كنت تعرفت عليه، إلا أنك لن تعرفي عنه شيئاً، فالرجل قبل الزواج غيره بعد الزواج، لذلك حكمك اليوم خطأ من كل زاوية، فالأول غير مقدور عليه وسيضخم لك الشيطان ما كان منه، وربما يريك إياه في منامك ويظهره بمزايا هي نقص في زوجك، كل ذلك حتى يباعد بينك وبين الحلال، ويقرب بينك وبين الحرام، وتلك والله الخسارة الكبرى والداهية الدهماء، لذلك انتبهي -أختنا- كثيراً لهذا المدخل الشيطاني.
رابعاً أختنا الفاضلة: الطريق إلى التعامل مع ما أنت عليه يكمن فيما يلي:
1- تعظيم مميزات الزوج في نفسك، وتضخيم حسناته في نفسك، حتى تتزن نفسيتك ويجبر الكسر القائم.
2- تجاهل التفكير فيه سلباً أو إيجاباً، وإذا أوردها الشيطان فيكفيك أن تقولي لنفسك: (الحمد لله الذي قدر الله لي الخير ورزقني زوجي وصرف عني الشر).
3- طبيعة الرجل أنه كتوم بالتعبير عن مشاعره، خاصة بعد الزواج، وعدم التعبير لا يعني غياب الحب والود، بل هي طبيعة لها أسبابها، وعليه فنريدك أن تفرقي بين فقدان التعبير عن المشاعر وفقدان وجودها، واحذري أن يستغل الشيطان ذلك حتى يخلط بينهما فيفتح عليك باباً من الشر.
خامساً: التعبير عن المشاعر أفضل وسيلة للوصول إليها هي الأذن، أي أن يعتاد أن يسمع منك كل كلمة جميلة، تعودي في الرسائل التي بينكما في الكلام، في الحديث العابر، استغلي كل تواصل وامدحيه وأسمعيه من هذا، الكلام دون انتظار مقابل منه، افعلي ذلك وسوف ترين تغييراً في حياتك، وعليك متى وجدت هذا التغيير ولو كان بسيطاً أن تعظميه وتضخميه في نفسك وأمامه، حتى يستشعر فرحك وسرورك بما فعل فيزيد منه.
وفي الختام: أنت مُنعم عليك بالزواج أولاً، فهناك من هم في مثل عمرك إلى الآن ينتظرن الزواج، وحياتهن لا يعلم بها إلا الله، ثم مُنعم عليك بزوج جيد متفهم، ولو سمعت أنين أخواتنا لعلمت نعمة الله عليك، فعظمي -أختنا- ما أنت فيه من خير، واشكري الله على ما أنعم به عليك، وحصني نفسك وبيتك بالأذكار وقراءة القرآن.
نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك وزوجك، والله المستعان.