أصبحت أخشى أن أفقد السيطرة على تصرفاتي، فما الحل؟
2022-11-16 03:45:26 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا شاب، عمري 20 سنة، منذ شهر بدأت أشعر بأني لست في وعيي الكامل، وأشعر بأني سأعمل أعمالاً غريبةً.
ذهبت إلى الطبيب، فقال لي: هذا بسبب وضعية الجلوس الخاطئة للرقبة، واستعمال الهاتف أغلب اليوم، وأنه يجب أن أحسن من وضعية الجلوس، وعدم استعمال الهاتف لأوقات طويلة، وستختفي هذه الحالة مع مرور الوقت، لكن بسبب هذه الحالة تركت عملي، وأصبحت أخاف أن أخرج من البيت بسبب أني لا أريد أن أفقد السيطرة على نفسي، ولا أن يراني أحد، وأصبحت أفكر بالانتحار بسبب هذه الحالة، ولا أعرف ما العمل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك بُني عبر إسلام ويب، ونشكر لك سؤالك المختصر هذا.
أخي الفاضل: ما ذكرتَ في سؤالك من أنك تشعر أنك لست في وعيك الكامل، وتشعر بأنك ستقوم بأعمالٍ غريبة، في الحقيقة أنا لا أدري إن كان لهذا صلة كبيرة بطريقة الجلوس، واستعمال الهاتف؟ فهذان الأمران لا يُحدثان عادةً ما ذكرت من أنك لست في وعيك، وأنك تشعر بأنك ستقوم بأعمال غريبة!
كنت أتمنَّى لو وصفت لنا بعض هذه الأعمال الغريبة، ولكن يغلب على ظنّي أنها أفكار وسواسية قهرية، تتعلَّق بأفكارٍ ليست تحت سيطرتك وإرادتك، وإنما تقتحم عليك عقلك وذهنك، خوفًا من أن تقوم بعمل ما أنت في الأصل لا تريد أن تقوم به، والذي وصفته بأنه عملٌ غريب، وهذا نشاهده أحيانًا في أحد أشكال الوسواس القهري، بحيث يخشى الإنسان أن يفقد السيطرة على نفسه، ويتصرّف بأمور غريبة ليست من طبعه، وليست من شخصيته، وليست من عاداته.
لا شك -كما ذكرت- أن هذه الأفكار القهرية قد تكون مزعجةً كثيرًا، إلى درجة أن الإنسان مثلك يُفكّر بأن يُؤذي نفسه، أو ينتحر -لا قدّر الله-.
أخي الفاضل: أنصحك أن تذهب إلى طبيب نفسي ليقوم بالفحص العام، وربما إجراء بعض الفحوصات الدموية، ثم يأخذ منك القصة الكاملة، ويقوم بفحص الحالة النفسية، ويفهم منك أكثر عن طبيعة الأعمال الغريبة التي تخشى أن تقوم بها، ولكن كما ذكرتُ لك يغلب على ظنّي من خلال المعلومات التي وردت في سؤالك أنها أفكار قهرية مزعجة، وإذا كان هذا بعد تأكيد تشخيص الطبيب النفسي، فهناك أدوية تُعالج هذه الأفكار القهرية، ومتأكد من أن الطبيب سيصف لك أحد هذه الأدوية، ويشرح لك طريقة تأثيرها، وكم الجرعة، والمدة التي يُفيد أن تسير عليها.
أنصحك -أخي الفاضل-: ألَّا تتأخّر أو تتردد في مراجعة الطبيب النفسي؛ لأن حياتك غالية، وصحتك أيضًا عزيزة، أنعم الله تعالى بها عليك، فعلينا جميعًا أن نرعاها، ونقدّم لها العلاج المناسب، فكما يقول -صلى الله عليه وسلم-: (تداووا عباد الله، فإنه ما أنزل الله من داءٍ إلَّا وأنزل له دواء).
أسأل الله لك الصحة والشفاء التامَّيْن.