زوجي يتجاهلني بعد خلافنا، فهل أطلب الطلاق؟

2022-11-17 03:07:40 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ شهر نشب خلاف بيني وبين زوجي، وغضب زوجي من تصرفي، غلطتي كانت أنني لم ألبِ طلبه، وأمرته بأن يقوم بفعلٍ ما وشعر بأنني أذللته، وأنني أريد التحكم فيه، اعتذرت حينها لكنه كان غاضبًا جدًا، ومنذ ذلك اليوم أصبح ينام في صالة الجلوس، تركته لمدة أسبوع حتى يتجاوز الأمر، وصرنا لا نتكلم إلا في الأمور الأساسية فقط، فاتحته بالموضوع وكررت أسفي بعد أسبوع من الحادثة ولم نصل إلى حل.

أصبحت صامتة في البيت، ونحن لا نتكلم ولا نفعل أي شيء، وفي الأمس عدت وفتحت الموضوع مرة أخرى من أجل التفاهم، أوضحت له بأن هذا الهجر لا يجوز، وأنه ضخّم المشكلة، ولكن للأسف وجدت منه البرود والتجاهل وعدم الرضا، انهرت وبكيت كثيرًا وشعرت نفسي ذليلة ومكسورة الجناح، لا أدري ماذا أفعل فعلًا؟ هل أنفصل عن زوجي؟


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عاتكة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلًا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يصلح حال زوجك، وأن يصرف الشيطان من بينكما إنه جواد كريم.

أختنا: أنت ذكرت أن المشكلة عابرة وتافهة، وإن شاء الله تحل بهدوء، فعن أي طلاق تتحدثين؟ استعيذي بالله ولا تسمحي للشيطان المتربص بكما أن يلعب على هذه النقطة، فهي والله أمنيته، فعن جابر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : (إنَّ إبليسَ يضعُ عرْشَه على الماء، ثم يَبْعَث سَراياه، فأدْناهم منه منزِلةً أعظمُهم فتنةً، يجيء أحدهم فيقول: فعلتُ كذا وكذا، فيقول: ما صنعتَ شيئًا)، قال: ثم يجيء أحدهم فيقول: (ما تركتُه حتى فَرَّقتُ بينه وبين امرأتِه، قال: فيُدْنِيه منه ويقول: نعم أنت)، قال الأعمش: أراه قال: (فيَلْتَزِمُه) أخرجه مسلم.

أختنا الكريمة: نحن بالطبع لا نعلم طبيعة الزوج، ولكن نضع بعض الاحتمالات ويمكنك أنت بحكم معرفتك به أن تعلمي السبب، أو تقيسي على ما ذكرنا، فمن الوارد أن الزوج يحب الانزواء بعيدًا عن الزوجة أحيانًا، وذلك لعدة أسباب:

1- مشاكل خارجية عن البيت لا يحب الحديث عنها، ولا يستطيع كتمان آثارها على وجهه، فيستغل أي خلاف ليبتعد ويفكر في تلك المشاكل.

2- أحيانًا ما تكون مشاكل تراكمية على مدار أشهر أو سنين، ثم يمتلأ القلب فجأة فينفجر عند أدنى مشكلة، وصاحب المشكلة نفسه يشعر بالضيق الشديد، ولا يدرى السبب الحقيقي، وكذلك صاحبة المشكلة، والحق أن المسألة تراكمية، ولو تم التنفيس عنها والحديث أولًا بأول لانفرجت سريعًا.

3- أحيانًا يكون ضعف إيمان وتدين، والشيطان يتربص في مثل هذه المنعرجات ليبدأ بتضخيم المشكلة، وتفسير أي حدث سلبي على أسوأ ما يكون، حتى يباعد بين الزوجين.

4- أحيانًا تكون المشكلة عابرة لكنها مشابهة لقصة مؤلمة أو حدث تاريخي مؤلم عند الزوج، فيبدأ بربط هذا بذلك.

هذه بعض الاحتمالات، ولأننا لا نعلم أيًا منها فإننا ننصحك بما يلي:

1- تحصين البيت بالأذكار، وقراءة سورة البقرة يوميًا فيه، مع المحافظة على الصلوات والنوافل والأذكار.

2- تضييق الهوة بهدوء ولو كل يوم خطوة صغيرة للأمام، من غير الضغط عليه، أو إهماله.

3- كتابة رسالة بها اعتذار للزوج، وتوضيح القصد، وأنك مستعدة لفعل ما يرضيه لأنه حبيبك وإلفك، وأنك لن تضغطي عليه، لكنك في انتظاره حين تطيب نفسه، هذه الرسالة فيها أمران مهمان:

الأول: توضيح الموقف والاعتذار.
الثاني: أن عدم حديثك ليس إهمالًا له، بل لأجل أن تطيب نفسه أولًا، وهذا لأن من أعظم أساليب الشيطان تمرير بعض الأفكار المدمرة، ومنها إهمال الزوجة، فافعلي هذا -أختنا- واعلمي أن الرسالة ليس فيها إهانة ولا إذلال، فالكرامة بين المحبين مهدرة، ولا يجب التفكير بتلك الطريقة التي تضخم المشاكل وتضيق النفوس.

4- التعامل مع الزوج يكون باعتدال، فلا إهمال ولا اهتمام زائدًا عن الحد، حتى لا يتخذ الهجران وسيلة كلما أراد الحد الزائد.

5- التزين له في أبهى صورة على الدوام، فلا يرى منك إلا أجمل المنظر، ولا يشم إلا أجمل الريح.

6- الدعاء لله عز وجل أن يطيب القلوب وأن يصرف عنكم ما حل بكم.

7- الصبر مع فعل كل ما طلب منك، و-إن شاء الله- تجدين تغييرًا منه قريبًا -بأمر الله-.

نسأل الله أن يصلحه وأن يبارك فيك، والله الموفق.

www.islamweb.net