لي صديقة أحبها لكنها تخلع الحجاب في بيئة الكفار
2022-10-22 23:28:11 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
لدي صديقة تعرفت عليها في الأنترنت، تعيش في فرنسا رفقة مع إخوتها، ووالديها، أبوها مسلم من الأردن، تزوج من امرأة من سكان فرنسا الأصلين.
بعد زواجهما أستقرا في فرنسا بشكل دائم، وأنجبا 3 أطفال، بما فيهم الفتاة التي تعرفت بها.
سأدخل في صلب الموضوع، إنها فتاة مسلمة لديها الحشمة، ولكنها تاركة للحجاب، وأنا تجنبت السير معها لعدم جلب مشاكل بيننا، حاولت التفكير لماذا؟ وجدت أن فرنسا بلد كارهة للمسلمين والنساء المرتديات للحجاب، وكثير من الاعتداءات المختلفة من الشتم والضرب والتحرش والاغتصاب، وأحياناً القتل!
أنا متأكد من أن هذا سبب في خلعها للحجاب، لحمايتها من أي هذه التعرضات الخطيرة، وأعرف أنها محافظة، كونها ترتدي حجاباً على أكمل وجه عند زيارتهم لفلسطين والأردن، فأريد معرفة أنها لن تعاقب من الله، وأرجو الله أن يسامحها، وألا يعاقبها، لأني أحبها حقاً، وأدعو أن الله يرحمها ويحميها ويسترها.
شكراً على القراءة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عماد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب.
أولاً: نشكر لك على مشاعرك الجميلة وحرصك على الخير للمسلمين، وحرصك على أن تكون هذه الفتاة في مأمن من عقاب الله تعالى، وواضح من كلامك – أيها الحبيب – أنك تعلم أن الحجاب فرض من الله تعالى، فرضه على النساء المؤمنات، فقد قال الله سبحانه: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ}، وقال: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ}، وهذا أمرٌ معلوم لدى المسلمين.
الفرائض – أيها الحبيب – يجب على الإنسان المسلم أن يقوم بها في حدود طاقته واستطاعته، لأن الله يقول: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (وإذا أمرتكم بأمرٍ فأْتوا منه ما استطعتم}.
هذه الفتاة إن كان الله تعالى يعلم بأنها لا تستطيع ارتداء الحجاب وتخشى على نفسها الضرر، وأنهم لا يستطيعون التحوّل من تلك البلاد إلى بلادٍ أخرى، وأنها تفعل ما تقدر عليه، بمعنى أنها تفعل من الحجاب ما تستطيعه؛ إذا علم الله تعالى أن هذا هو حالُها فإنه سبحانه وتعالى سيُعاملُها بقدر استطاعتها، فلا يُكلِّفُها إلَّا ما تقدر عليه؛ لأنه سبحانه وتعالى يقول: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}، ومن ثمَّ ليستْ مُعرَّضةً لعقاب الله تعالى إذا كان الأمر كذلك.
أمَّا إذا كانت تقدر على شيء ولم تفعله فحينها تكون قد عرّضتْ نفسها لسخط الله تعالى ولعقابه، ولا نستطيع معرفة الأحكام على وجه الدقة المتعلقة بهذه الفتاة، ولكن هذا الحكم العام يشملُها ويشمل غيرها.
بقي شيءٌ آخر – أيها الحبيب – لا بد لنا أن ننبّهك إليه، وهو أن علاقتك بهذه الفتاة ينبغي أيضًا أن تكون محكومةً بما أمر الله تعالى به من العلاقة بين الرجال والنساء، فإنشاء الصداقات بين الشباب والشابّات خطرٌ عظيمٌ، وهو بابٌ لشرورٍ كثيرة، ولهذا حذّرنا النبي صلى الله عليه وسلم من التساهل فيه، فقال عليه الصلاة والسلام: (مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ)، وأخبرنا في أحاديث كثيرة عن حرص الشيطان لاستغلال هذه العلاقات بإيقاع الإنسان فيما حرَّم الله تعالى عليه من أنواع المحرّمات، بعضُها صغيرٌ وبعضها كبيرٌ، فنظر الرجل الأجنبي إلى المرأة الأجنبية حرام، وخلوتُه بها حرام، وتركُها للحجاب أمامه حرام، والحديث الذي يُثير الشهوات والغرائز حرام، وأعظم من ذلك كله الوقوع في فواحش الذنوب والعياذ بالله تعالى، والشيطان يحرص على إيقاع الإنسان في الأمور الصغيرة ليجرّه إلى أمور كبيرة.
لهذا نحن ننصحك – أيها الحبيب – بأن تتوخَّى الحذر، وأن تتجنّب الوقوع في معصية الله تعالى، فيما حرّمه عليك من أنواع العلاقات بينك وبين هذه الفتاة.
نسأل الله تعالى أن يُوفقك لكل خير.