محاولات الشيطان صرف الإنسان عن التوبة
2022-10-13 03:52:48 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمري 20 سنة، وتبت عن كل شيء وكل خطأ ارتكبته في الماضي، أحاول تدريجيًا أن أكون أفضل في الدين، والتزم بشكل أكبر، ولدي شعور دائم بأن الله لن يقبل صلاتي وصدقتي وأي عمل، خائفة جدًا أن لا تقبل أعمالي بعد موتي، فأنا أغلط بعض الأحيان في الصلاة بدون قصد.
السؤال الثاني: كنت أزيل الشعر الموجود بين الحاجبين، ودون قصد نزعت شيئًا من شعر الحاجب، وحاولت بعدها تحسين مظهر الحاجب الثاني ونزعت الشعر من الحاجب الآخر لمساواتهم، وبسبب منظرهم البشع، وبعدها تركتهم كما هم، فهل طردت من رحمة الله بسبب ذلك؟ وهل من الخطأ نزع الشعر بين الحاجبين؟
شكرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سهيلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب..
أولاً: نهنئك بما وفقك الله تعالى إليه من التوبة، ونسأل الله تعالى أن يتقبل توبتك ويوفقك لكل خير.
والواجب على الإنسان أن يتوب إلى الله تعالى دائماً ومن جميع ذنوبه، فكلنا مأمورون بالتوبة، قال الله تعالى: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، ويجب على الإنسان المسلم والمرأة المسلمة أن يتوبوا إلى الله تعالى من جميع ذنوبه كأنه لا يدري متى يفاجئه الموت، فقد قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ)، والتوبة النصوح من معانيها التوبة من جميع الذنوب.
وتصح التوبة من بعض الذنوب ولو بقي الإنسان عاصياً ومذنباً بذنوب أخرى، ولكن يجب على الإنسان أن يتفكر في العواقب والنهايات، فربما مات قبل أن يتوب من بعض ذنوبه، فيلقى الله تعالى بذلك الوجه، وهذا ما يحفز الإنسان ويشجعه على إتمام توبته، ومن رحمة الله تعالى بنا أن فتح لنا باب التوبة، وجعل التوبة ماحية لما قبلها من الذنوب والخطايا، فقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "التائب من الذنب كمن لا ذنب له"، والله تعالى وعد في كتابه الكريم أن من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً أنه يبدل سيئاته حسنات، فهذا فضل عظيم من الله تعالى ينبغي لنا أن نبادر إليه ونسعى إليه دون تسويف أو مماطلة، ونحذر من مغالطات النفس ومن مغالطات الشيطان.
ومحاولات الشيطان في صرفنا عن التوبة بالتسويف بها وتأجيلها، وأما ما ذكرت -أيتها البنت العزيزة- من أن الله تعالى يمكن أن لا يقبل منك الصلاة أو الصدقة فهذا الشعور سلاح ذو حدين إن صح التعبير، بمعنى أنه قد يكون شيئاً إيجابياً مفيداً وقد يكون شيئاً سلبياً، يكون إيجابياً إذا كان يبعثك ويدفعك نحو الزيادة من العمل الصالح، والسعي لإتقان العمل الذي تقومين به وإخلاص النية فيه لله تعالى، فهذا النوع من الخوف مفيد، وقد قال الله تعالى في وصف المؤمنين عباد الله أهل الجنة: (وَٱلَّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ ءَاتَواْ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ)، والمعنى أنهم يفعلون ما يفعلون من الأعمال الصالحة وقلوبهم خائفة، وقد فسرها النبي -صلى الله عليه وسلم- بأنه الرجل يصوم ويصلي ويتصدق ويخاف أن لا يتقبل الله منه، لكن إذا كان ذلك الخوف يدفعه نحو الزيادة في العمل وإتقانه فحسن.
أما إذا كان هذا الخوف سبباً لليأس والقنوط من رحمة الله تعالى فهذا خوف سلبي لا ينبغي للإنسان أن يسترسل معه، وعلينا جميعاً أن نحسن الظن بالله تعالى، والله تعالى كريم جواد، رحيم، يغفر ويتوب ويتجاوز عن تقصيرنا، وهفواتنا، ونظن به سبحانه وتعالى الظن الجميل أنه من عمل عملاً صالحاً وجاهد نفسه وإخلاص العمل لله وأتقن هذا العمل، بحيث يكون موافقاً بشريعة الله، فإن الله تعالى لا يرده، وقد قال الله في الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي).
وأما الغلط في الصلاة فإذا كان من الأخطاء التي تبطل الصلاة فإن الواجب إعادة هذه الصلاة، وأنت لم تبيني لنا حجم الغلط، ولا نوع الغلط حتى نبين لك أثره على هذه الصلاة، وهناك أخطاء قد تحصل في الصلاة لا تبطل الصلاة، ولذلك ننصحك بأن تتعلمي أحكام الإسلام، أحكام الشرع في العبادات الواجبة عليك، ومن ذلك عبادة الصلاة.
وأما الشعر بين الحاجبين فيجوز إزالته، لأنه ليس من الحاجب، وكونك وقعت بالغلط فقطعت شعرًا من الحاجب فلا تؤاخذين بذلك، لأنك لم تتعمدي فعل الإثم، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتولى عونك وييسر لك الخير.